عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 09 / 2022, 09 : 08 PM   رقم المشاركة : [67]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رسائل إلي.. إليك ......... إليه

الخميس 8 شتنبر 2022 الموافق ل 11 صفر 1444
فاس العاصمة العلمية للمملكة المغربية
ما رأيك؟! .. نتجول معا ؟
سلام عليك ومحبة متناثرة كحبات القمح حين تنثرها للطير فتعد ولاتحصى، وسلام على من يرجو من الله هداية ورحمة وعفوا ورضى.. سلام عليك يا من أسقمني شوقي إليه وأنا أرجو لقاءه.. ترجو لقائي كذلك؟!
جئت بهذه الرسالة الآن لأحكي لك ما أفعله اليوم شيئا فشيئا ، وأشاركك يومي، قد لا تقرأها في حينها، وقد تجرك إليها لتقرأها في لحظة هدوء وتأمل، هذا بعد أن أرسلها لك أنا في زمن ما ..
أنا بفاس؛ لا أعرف إن كان علي أن افرح لأني أخيرا سأسترجع أشيائي التي تركتها فجأة دون تطويرها وزيادة شيء آخر جميل عليها قبل أن آخذ كل شيء بفرح أم أحزن لأني أفتقد طموحا سعيت إليه منذ مدة طويلة، بعد أن تكاسلت وتهاونت ومنعتني الظروف من أن أسعد تلك السعادة، فآمنت أنه كذلك قدر محتوم مثلما قدر علي أن أحبك حين نزلت علي فجأة كالطير يلتقط المحبات المتناثرة.. أم أفرح لأن بعد العسر يسرا، وأنا معتمدة على أمل أراه يتحقق قريبا بإذن المولى عز وجل ..
وكما أنتظرك طلب مني الانتظار لأحصل على ما جئت لأجله... وها أنا أكتب إليك.
عزيزي؛ قبل قليل كنت هناك وطلبت أشيائي، ارتج قلبي وأنا أسمع: "ستسحبين سحبا نهائيا؟!" ودون تردد مع أن دقات قلبي تسارعت ومع أن الدمع تحجر بعيني اللتين أحسست جحوظهما، أجبت بقوة "نعم " أو ربما كنت أجبت بضعف " نعم".
لا أدري كيف كنت وسط هذه المشاعر المتزاحمة، بدوت بإحساس لا يوصف، أو ربما كنت بلا إحساس.. الآن لا أفكر إلا بشيء واحد!! ولكني أفكر بوجودك ؛ أخاطبك، متمنية لو أني وجدتك معي لترى ما يفعل بي يأسي، وأرى ما ستفعل أنت بيأسي..
ترى! أ حقا فقدت قوتي وتخليت عن طموحاتي؟! ما رأيك؟! أضعفت بسهولة أنا؟ لا يمكن أن أضعف معك ثم أضعف في كل أحلامي!! لي رغبة في البكاء، ولكن أملا يثبتني .
هل أستطيع استرجاع العزيمة، أم أن عزيمتي غادرتني بلا رجعة؟ أجبني، قل لي شيئا يا طائري فقد سكن ليلي وفي ثوب السكون تختبئ الأحلام، قل إني عاجزة.. قادرة.. أستطيع التحدي.. لا أقدر عليه .. قل كيف أنت تراني ! كيف أبدو لك ؛ أراني بحرا هائجا، هكذا ثائرة ومصادر ثورتي كثيرة.
يا إلهي!
لحظة من فضلك، اسمح لي بها كي أسترد أنفاسي الحائرة في حزن وأمل، ثم أعود إليك..
أهلا .. أنا الآن بسيدي حرازم ؛ منطقة قريبة جدا جدا من فاس ، لا أذكر أني أتيت إليها من قبل إلا مرة واحدة، كان عمري ربما لا يتجاوز ثمانية أعوام؛ الآن العمر مر سريعا يا صاحبي وصرت أتجاوز الثلاثين، وها أنا أعود إلى هذا المكان وأسترجع لحظة كنت هنا أول مرة مع أبي؛ المكان هو المكان إلا بعض التغيرات التي احتفظت بطابع البداوة حتى على شخصياتها، تعال معي لنشرب من هذا الماء الدافئ معا ، انتظر؛ أريد أن أبلل وجهي قليلا ..
يقولون إن شرب ماء سيدي حرازم دواء للكلي، وأشياء أخرى شرط أن تشربه من منبعه أي وهو ما يزال دافئا..
لحظة..
المكان لا شيء فيه مثير غير مائه، هل أحكي لك كل التفاصيل؟ أعتقد لا داعي؟
سنغير المكان؛ أنا بالطريق... الطبيعة جميلة ، بلادنا حقا رائعة والحمد لله على نعمه وفضله وكرمه..
هل أثقلت عليك؟ أ تفضل أن تصلك رسالتان بيوم واحد أم أتابع ما أمر به وأتابع حكاياتي؟؟
إلى رسالة أخرى؛ مع أني لن أبعث لك اليوم ، ما رأيك أن أتجول كل مدن وقرى بلادي ثم بعد ذلك بزمن أبعث لك؟
قد أمر بك دون أن تدري، و قد أسلم عليك فينساب منك علي أجمل شعر...
إلى الرسالة الموالية يا .... عن اليوم ذاته
( خربشه توقيع محبتك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس