رد: رسائل إلي.. إليك ......... إليه
اليوم نفسه صفرو
مرحبا ها قد عدت؛ طبعا لم أتأخر عنك ، ولكن الرسالة ربما تأخرت..
هل أنت بخير؟ هذا السؤال كنت أنتظره منك ، لكني لم أعد مؤخرا أنتظر شيئا، ومع هذا دعني أخبرك وإن لم تجبني أنت عن سؤالي "هل أنت بخير ؟" أ تعرف يا حبيبي أني أحسك اليوم قريبا جدا جدا مني؟ أحس كأني أكلمك، تنتزعني واحدة ممن أنا معهن من طيفك بسؤال أو ابتسامة أو حركة. طيفك اليوم كأنه أنت حقيقة، لا يريد مفارقتي حتى وأنا أتحدث لشخص آخر، ياه! أ تعرف أني ما عدت أقوى على قول "حبيبي" أو "أحبك"، لا أعرف لماذا ولكني إن فعلت أختصرها بطريقة ما.
لا بأس أني استطعت الآن كتابتها، ربما لأن القلم الذي يخط هذه الحروف مدرك تماما أنك بعيد كل البعد عن قراءتها، هل نكمل رحلتنا؟ تتجول معي ؟
من سيدي حرازم أخذنا طريقنا إلى صفرو المدينة المشتهرة بموسم حب الملوك _ الكرز_ ، تذوقت ماءها ؛ كان عذبا وحلوا وصافيا ، تشرب منه كأنك تتناول عصير ماء ، تذوقت هذا العصير من قبل؟ لا تستغرب من سؤالي، أنت تعرف حماقاتي، يمكن أن أقول أي شيء أنا.
الطريق بين سيدي احرازم وصفرو خاصة أننا قد مررنا على دواوير وقرى صغيرى بدا جميلا ، تمنيت لو أستطيع المكوث في مكان نقي من كل صداع . ووصلنا صفرو وشربت ماءها الذي أجمع من معي أنه يشبه عذوبة ماء مكناس قبل سنوات، ما زال زوار مدينتي يحبون ماء مكناس لدرجة أن بعضهم قد لا يصدق أنه كان أفضل وألذ . نعم كان ماء لذيذا .
قيل لي إن فاكهة الهندية، أو ما يسمى في مناطق أخرى بالزعبول أو الكرموص الهندي ، أو التين الشوكي كما يصطلح عليه بالعربية، توجد بهذه المدينة صغيرة الحجم ولكنها لذيذة جدا وحلوة جدا ؛ هكذا وصفوها، لكن لم يقدر لي تذوقها أو حتى رؤيتها بصفرو.
زرت شلالا لا أعرف إن كان له اسما ،فحتى اللافتات بالأزقه والشوارع المؤدية إليه لم يكتب عليها سوى كلمة " شلال" بالعربية ثم أسفلها بالفرنسية "Cascade"..
شعرت بفرحة كبيرة تغمرني كلما اقتربت من الشلال أكثر، وزادت فرحتي عند سماعي صوت خرير المياه وأنا أرى الماء متدفقا من أعلى الجبل، ويسير متراقصا إلى حيث شاء الله، أحسست أني بعد لحظة قد أصبح بجناحين أحلق بهما حول الشلال، كأنه يوم الماء ، سيدي حرازم، الماء العذب بصفرو، ثم الشلال الذي كنت مشتاقة لوجوده، لم أشعر إلا وكلمة " فرحت " تخرج من بين شفتي، تذكرت أول مرة رأيت بها الشلال مباشرة، كنت بأزيلال، في نونبر 1997، المرة الوحيدة التي ذهبت فيها إلى هناك طفلة.. وابتسمت لي شلالات أوزود لأول وآخر مرة.. وكانت تلك الرحلة مع ماما وبابا وبثينة، وعلي صديق أبي، هي أول رحلة حسب ما تخبرني ذاكرتي تغريني بأن أكتب، وأعبر، وأبوح بحبي للطبيعة، أذكر نوع الدفتر الذي سجلت فيه بقلمي، أذكر كيف كنت أحدق في الطريق ، وأنا أرى تلك الجبال العالية بالإقليم ، المغرية بالتأمل وتعظيم الخالق، فسبحان من أنشأ وصور فأبدع ...
أعتقد لا داعي لأطيل عليك أكثر، فورقة هذا اليوم أوراق، تقرأها بأسابيع عديدة. .......
(خربشة توقيع: من أكون؟!..)
|