إطلالة دلالية على "دعوة فارغة !!!"
تشير بطاقة الدعوة على أنها لحضور حفل زفاف بمواصفات الدعوة قبل ملئها؛ وهو ما تشي به عتبة النص "دعوة فارغة !!!"؛ أي أنها لا تحمل أي معلومات عن الحفل والمدعو، وفي غياب المعلومات يطرح السؤال؛ كيف يمكن أن تكون هذه البطاقة دعوة؟ والدعوة تستلزم الحضور، والمدعو نكرة لم يعلن عنه، فكيف وصلت الدعوة لقارئتها؟
هنا تتيح الدعوة أكثر من تخمين .. لعلها بطاقة منسية أو محتفظ بها للذكرى من تجهيزات حفل الزفاف؛ بدليل وقوف البطلة أمام المرآة وهي تقارن في استرجاع الذكرى الذي أملاه الشرود؛ وجهها الفتي وجمالها الذي زادته معدات زينة العروسة بهاء، بوجهها المنعكس على المرآة بما خطه العمر من آثار على صفحته ، وتؤيد السقطة التي انتهت بها الأقصوصة "فإذا بها لا ترى سوى!!!" هذه القراءة؛ أي أنها هي نفسها العروس؛ والعروس لا تتلقى دعوة حفلها، وتبقى علامات التعجب سيوفا مرفوعة في وجه العمر الذي يسرق من كل وجه نضارة الشباب.
وقد تكون هذه الدعوة من تمثل أملاه الحرمان؛ فحاربت البطلة وحدتها خياليا بكتابة بطاقة دعوة لحفل مفترض دارت أحداته في مخيلتها؛ ولما أفاقت من حلمها على وجه الحقيقة أمام المرآة؛ لم تر إلا تلك التي لم تحظ بعد برفيق دربها؛ فبصمت خيبتها بعلامات تعجب تخفي المسكوت عنه في النص.
أبدعت عزة وأمتعت بما قل ودل وفراغ غني المعنى جيد المبنى.
دام لك الإبداع