رد: صحفي عراقي يقذف جورج بوش بحذائه ويصرخ: هذه قبلة الوداع يا كلب! / رسالة تستحق ال
[frame="13 95"] [align=justify]
تبادل فلسطينيو الضفة الغربية النكات حول الحادث، من خلال الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة، وتقول إحدى النكات أن "الرئيس بوش يطلب من الرئيس عباس والصحافيين المرافقين له الحضور إلى البيت الأبيض يوم الجمعة بدون أحذية". حيث من المقرر ان يستقبل الرئيس بوش، الرئيس محمود عباس يوم الجمعة القادم بالبيت الأبيض. وتقول نكتة ثانية أن مرسوما رئاسيا "يلزم الصحافيين خلع أحذيتهم قبل الدخول لتغطية اللقاءات الرسمية". بينما تقول ثالثة أن "الأجهزة الأمنية تداهم مصانع الأحذية بالخليل بعد اكتشاف مخزن للأحذية في نقابة الصحافيين, وينفي نقيب الصحافيين أية علاقة لنقابته بالمخزن" بينما ذكرت أخرى "اعتقال صحافي بعد ضبط كمية من الأحذية مقاس 44 كان يحاول تهريبها إلى رام الله".
هذا ولاتزال ردود الفعل تتوالى حول حادثة قذف الرئيس بوش بزوج حذاء، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، وضيفه الرئيس جورج بوش، أثناء الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى العراق، لتوقيع على الاتفاقية الأمنية. وخلال صباح اليوم استقبل موقع الجزيرة نت أكثر من خمسمائة رد تشيد بما قام به الصحافي العراقي، منتظر الزيدي، الذي قذف الرئيس بوش بفردتي حذاءه، صارخا في وجهه "هذه قبلة الوداع يا كلب". وتفادى الرئيس بوش الحذاء الأول بصعوبة، بينما مر الحذاء الثاني بعيدا عنه، واصطدم بالعلم الأمريكي، قبل أن يتمكن الحرس العراقي والأمريكي من السيطرة على الصحافي الغاضب، الذي واصل ترديد شتائمه بعد اعتقاله.
حظر شامل على الأحذية
وطالبت اليوم قناة البغدادية التلفزيونية، التي يعمل بها الزيدي، والتي تتخذ من القاهرة مقرا لها، بسرعة الإفراج عن مراسلها تماشيا مع "الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الأمريكية بها". كما جاء في البيان الصادر عن البغدادية. كما خرجت مظاهرات اليوم في شوارع بغداد أغلب المشاركين فيها من التيار الصدري تطالب بإطلاق سراح الصحافي منتظر الزيدي، أما المواقع الالكترونية العربية فقد استقبلت سيلا من ردود القراء، التي أشادت بهذا العمل "البطولي"، بينما قال الرئيس بوش للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من العراق إلى أفغانستان "إن أردتم الحصول على وقائع, أقول لكم إن قياس الحذاء 44". وكان قد قال عقب قذفه بالحذاء " لقد قام بذلك من أجل لفت الانتباه إليه هذا الأمر لم يقلقني ولم يزعجني. اعتقد أن هذا الشخص أراد أن يقوم بعمل يسألني الصحافيون عنه".
الأحذية في عالم السياسة
ثمة علاقة قديمة بين السياسة والأحذية، منذ أن استخدم الزعيم السوفيتتي نكيتا خورتشوف حذاءه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنه أجاب أحد الصحافيين عندما سأله عن الفرق بين مرشحي الرئاسة الأمريكية عام 1960، جون كينيدي، وريتشارد نيكسون، قائلا أنهما متشابهان مثل فردتي حذاء. وعندما سقط نظام الرئيس صدام حسين، انهال العراقيون بالأحذية على تماثيله، وخاصة تمثاله في ساحة الفردوس، وأشتهر في تلك الفترة أبو تحسين الذي ظهر على شاشة الفضائيات، وهو ينهال ضربا بنعله على ما تبقى من تمثال صدام حسين، حتى تحول إلى مضرب المثل عندما يشير المتحدث إلى أي حذاءه على انه "نعل ابو تحسين"، ويمثل رفع الحذاء، أو التهديد بالضرب به، أقسى أنواع الإهانات في الثقافة العراقية، ولكنه يختلف في دلالته عن رمي القفاز في الثقافة الأوروبية والغربية، والذي يرمز إلى التحدي، والدعوة إلى المبارزة أكثر من الاحتقار والازدراء وتوجيه الإهانة، ولكن الحذاء اكتسب أهمية أمنية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخاصة بعد القبض على متطرف بريطاني يحمل في حذاءه موادا متفجرة، ومنذ ذلك الحين أصبح خلع الأحذية في المطارات منظرا مألوفا، فهل سيفرض على الصحافيين خلع أحذيتهم قبل الدخول إلى المؤتمرات الصحافية، التي يعقدها الرؤساء والقادة، بعد هذا الحذاء الغاضب؟
لم يكن ما فعله الصحافي منتظر الزيدي وليد اللحظة التي وجد فيها نفسه في مواجهة الرئيس الأمريكي، وإنما كان قد تعهد أمام زملائه قبل سبعة أشهر بأنه سيضرب الرئيس الأمريكي بالحذاء، لو تصادف وجوده في مؤتمر صحافي، ولم يحمل زملاؤه حديثه على محمل الجد. يبلغ منتظر الزيدي التاسعة والعشرين من عمره، وهو ينتمي إلى عشيرة بني زيد القحطانية المنتشرة في محافظة ديالى، أما ايديولوجيا فهو شيوعي، وعبر من خلال عمله في قناة البغدادية قبل انطلاقها عام 2005 عن مقته الشديد للغزو الأمريكي للعراق، وسبق له العمل في صحيفة الديار، كما تعرض للاختطاف بينما كان متوجها إلى عمله في 16 نوفمبر عام 2007، ولكن أطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام دون أن يضطر إلى دفع فدية.
خفي الزيدي
حتى الآن أعلن الدكتور فراس الجبوري، أستاذ القانون الدولي، عن تشكيل لجنة مكونة من مائة محامي للدفاع عن الزيدي الذي لا يزال رهن الاعتقال، بينما اقترح أحد المواقع العراقية وضع حذاء الزيدي في مزاد علني، بينما اقترح آخر أن يفتح المزاد على الحذاء بحوالي مائة ألف دولار، وحتى الآن وصل السعر إلى عدة ملايين من الدولارات.
دون شك يعكس ما فعله منتظر الزيدي المأساة التي عاشها العراق منذ عام 2003، وثمة من يشير إلى أن ما فعله الزيدي يدل على أن العراق في طريقه إلى الخروج من مضاعفات ذلك الغزو، وأن الذين تعاطفوا مع ما فعله الزيدي كانوا من الطائفتين الشيعية والسنية، وإذا قذف رئيس أكبر دولة في العالم بحذاء صحافي عراقي في بغداد، فهل هذا يعني أن زمن استخدام الأحذية قد أزف في الشرق الأوسط، وأن ما فعله الزيدي قد يتكرر مع قادة أقل شانا من جورج بوش، الذي عاد من العراق بخفي منتظر الزيدي.
[/align][/frame]
|