رد: نورالأدب .. مسيرة عام من العطاء .. مرحبا بكم
عند إشراقة اليوم الثامن عشر من ديسمبر 2007 كنت على موعد مع حدث يعني لي الكثير في ما يخص مسيرتي الأدبية وإن كنت لا أزال أعتبر نفسي غير مؤهل لأحمل صفة أديب كما ينعتني بها الكثيرون ممن تعرفت عليهم عبر مواقع أدبية كثيرة .. كان الحدث أملا يهدهد صدري في رؤية وليد أدبي جديد يكون ملاذي وملجئي بعد أن كانت مشاركاتي مقتصرة على الصحف العربية .. وأعتبر "أوراق" بداية لتوجيهي نحو هذا الوليد الذي كان مخاضه في أوجه وكانت تباشير ولادته وإرهاصات خروجه للوجود تدغدغ مشاعري .. وقد اعتبرته وعدا من صاحبته أختي الأستاذة هدى بعد أن أفضيت إليها بهواجسي حول وضعية اللغة العربية ولمحت لي إلى شيء كانت تعده ليرى النور .
في اليوم الثامن عشر من آخر شهر في السنة الميلادية ، كنت على موعد مع دعوة للالتحاق بهذا المولود الأدبي الجديد. وكان إعلان أخي الأستاذ طلعت بمثابة الضوء الأخضر لانطلاقة فريدة من نوعها في مشواري الأدبي .
وبزغ هذا النور فكانت مشاعري تتقد حماسا و نشوة .. نشوة "الأديب" ( بمعنى المفتون بالأدب) ..
اختيار اسم "نور الأدب" كان موفقا .. وقد جاء اسما على مسميين .. ووجدت في ما بعد أن هذا النور يعني حقا الدين والأدب معا .. فكان نورا للدين من حيث احتوائه على المنتديات التي تعنى بالدين و أهميته في حياتنا اليومية .. وكان نورا للأدب في اشتماله على كافة أنواع الأدب .. رحم الله نور الدين و أطال الله عمر روحه المرفرفة هنا من خلال نور الأدب ..
مسيرة عام .. كانت حافلة بالغث والسمين لكنها حبلى بالسمين أكثر من الغث .. عشت أحداثا و عايشت تجارب كانت كأمواج البحر الصاخب ترتطم بالصخر الناتئ على الشاطئ .. لكنها كانت ترتد دوما دون أن تنال من هذا الصرح الصخري بأذى .. لماذا ؟ .. بكل بساطة لأن هناك عيونا لا تنام .. تحرسه وتكلأه بعنايتها وتضحي كي يبقى الصرح شامخا .. ولأن هناك نفوسا تضوع المنتدى بشذا طيبتها و تلاحمها وغيرتها ..
وحين أقول "عيون لا تنام " فإني أقصد من بين الأشخاص – على سبيل المثال لا الحصر – أخي وأستاذي مازن شما الذي أعتبره ربحا و دعامة لا غنى لنا جميعا عنه .
وحين أقول نفوسا ، فإني أعني بذلك ثلة من الأقلام المبدعة التي تشرفت بداية بمعرفتها ، ثم توطدت علاقتي بها فصارت أقرب إلي من نفسي . فكانت ميساء وناهد و سلوى وكنان وخيري وغالية و نصيرة وبوران ، ثم ما تلا بعد ذلك من انضمام ماهر و نجية و أمال وعليا وعبد الله وسماح ، وياسمين و عفاف و هلا وصبحي .. وقد تطول اللائحة مع انضمام ثلة أخرى من خيرة الأقلام وأجودها .. جاءت عن قناعة من أن هنا وفي هذه الواحة ما هو مختلف عما هو مألوف في غيرها .. ولا أنسى أيضا البراعم التي ترافقني هنا في أسرتي أو في فصل الدراسة .. سلمى ، مريم ، ليلى ، ندى ، خالد ياسين .. نجلاء ، هدى ...
طبعا كان المنتدى بمثابة حصان بركض ثم يكبو ، وفي كل كبوة ينهض أكثر تصميما وعزما على تجنب الكبوات .. لكن شاءت بعض النوايا السيئة أن تتعرض لجموحه و تحاول أن تثخنه بالجراح .. ماذا حدث ؟ .. كان تلاحم الثلة المخلصة لمبادئها ولمنتداها بلسما لهذه الجراح .. فكان التآزر و التصدي لكل المؤامرات .. وخرج نور الأدب سالما غانما .. مندفعا نحو ما يروم إليه ..
هي بداية الطريق .. وحين تكون البداية سليمة يكون الطريق ممهدا لمواصلة السير .. بنفس الإخلاص و التلاحم و التآزر والبحث عما هو جديد لإثراء المنتدى و تعبيد الطريق أمامه .
أنظر متأملا من ورائي فأجد أني كسبت الكثير.. وأخذت أكثر مما أعطيت .. كسبت صداقات و أخوة .. وأخذت عن كل واحد بل وتعلمت منه ما يتصف به من شهامة وإخلاص و حيوية و رزانة وحب .
ربحت ثقة الكثيرين لأنهم كانوا ذوي قلوب لا تعرف سوى الامتنان و الاعتراف بالجميل رغم أن جميلهم كان الأقوى .. ومعروفهم كان الأسبق ..
وماذا بعد ؟ .. سؤال أطرحه وأنا أتأمل في صمت أفق المنتدى ، فيبدو لي مشرقا ، واعدا بكل خير مادامت النيات صادقة و الحب يملأ حنايا القلوب .. إذن فما علينا إلا أن نشحذ الهمم و العزائم و نبحث لنعطي كل ما في وسعنا لهذا المنتدى الذي أعطانا الكثير .. فما أحرانا بالاعتراف بالجميل نحوه .
قد يطول المقال في هذا المقام .. لكنني أخشى أن يدب الملل إلى القارئ .. ولهذا أكتفي بما أسلفته منهيا مداخلتي هذه بآيتين كريمتين ..
"يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .. إن أكرمكم عند الله أتقاكم . إن الله عليم خبير. "
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون . وستردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما منتم تعملون ."
صدق الله العظيم . و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
|