27 / 01 / 2023, 57 : 06 AM
|
رقم المشاركة : [78]
|
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
|
رد: رسائل إلي.. إليك ......... إليه
ليلة بين الخميس والجمعة
بين 26 و 27 يناير 2023
بين 4 و5 رجب 1444
مكناس، هدوء للاستمتاع بنغمات زخات من السماء ، هدية الرحمن ، ماء يسقي جفافا قد يكون بقلوبنا أو عقولنا، أو بلساننا،جفاف بالصدور، جفاف الحروف، جفاف التعابير، جفاف كبير ربما يرويه ماء السماء الآن
"ارتواء يخفي حزنا" سلام عليك حبيبي بعدد زخات الليلة، سلام على عينيك النائمتين في سلام بهذه اللحظة
الحمد لله الذي جعلني بعد تردد وسهر وتفكير أقف أمام الحرف لأقول لك شيئا، أنا نفسي لا أعرف الآن ما هو!! أمر غريب! أ ليس كذلك؟!
والصلاة والسلام على محمد رسول الله خير الأنام ، أصلي وأسلم عليه بلساني ولسانك ولسان كل من أحبهم وسأحبهم ... ، لعلها ساعة رضى ، ولحظة شفاعة لنا جميعا ..
أما بعد؛ فها أنا عدت أكتب وأمسح ما أكتب، وها أنا أحار مجددا ولا أعرف ماذا أملي على هذا القلم، وبأي الحروف أبدأ؟!
منع متواصل .. مستمر، سلسلة المنع تدق مساميرها كل مرة، وأنا تارة أبدي عجزا سريعا ما أنتبه لأقاومه، وتارة يطول العجز، وأنا حينا أصد المنع فأمنعه من أن يدق مسماره، وحينا ما إن يدق واحدا حتى أقتلعه، هذا المنع العنيد أبى إلا أن يكون متسلسلا، حتى أنت منعت نفسك عني، ومنعتُ قلبي أن يعترف بحبك مجددا، حتى عند اللقاء كن أكيدا أن قلبي سينكر حبك، وسيمنع هذا الإنكار استمرار حبنا...
تمنعني حيرتي من الكتابة ويمنع الشك عن جمال الحروف ..
يمنعني المرض عن عملي، وتمنعني مناعتي الضعيفة للمرة الثانية من متابعة علاجي في حينه، يمنعني العلاج من قضاء أوقات جميلة، ويمنع عني العسل...
يمنعني السهر من الحفاظ على مناعتي ويمنع طول التفكير عني متعة السهر ، وتتواصل سلسلة المنع ...
يغلبني النوم ويمنع عني أشياء كثيرة، يأتي الصباح، وتكون لي رغبة في أن أظل مستلقية بسريري، في عز البرد وأشعر أني لم أذق النوم إلا عند إطلالة اليوم الجديد، فتمنعني إشراقته من نوم لذيذ، وأقوم وأقاوم، لأبدأ يوما مليئا بعنادات جديدة، وفي كل صباح يكون علي أن أؤدي واجبي، في كل لحظة علي أن أحمد الله أني ما زلت أعتلي صهوة الحياة بقوته سبحانه...
كم مرة أحببت أن أخاطبه بيني وبينه وتستمر سلسلة المنع، لا أريد أن ينتبه أحد لدموعي التي تنساب خجلا من دعائه الذي يسمعه ويقبله رغم كثرة الذنوب، فيمنعني التفكير بنظرة الآخر من الدعاء وقت الحاجة والاضطرار وساعة الكدر، حتى لا يحسب الآخر دموعي دموع ضعف ويرأف لحالي، حتى بالدعاء أمام الآخرين أبحث عن قوة، أو يمنعني هذا البحث عن القوة من الدعاء، لكني لا أشعر إلا وقد اختار لي ربي لحظة أختلي فيها به، لأكون وحدي معه وأكلمه قليلا.. كثيرا .. وأبكي أمامه وقد اشتقت لبكائي ، هو الوحيد الذي تكون دموعي أمامه قوة، هو الذي لا نحتاج معه إلى موعد إذا أردنا الحديث إليه، فنحدثه بأي وقت وبأي مكان شئنا، ويستقبلنا دائما بحب.. نرتاح، والله نرتاح ونطمئن، أحس كأني ما أذنبت ذنبا، وأستحي عندما أتذكر أني أحدثه عن ذنوبي مع أفضاله ونعمه، وأجده قريبا، قريبا جدا ؛ أسأله وحده أشياء كثيرة مثيرة..
من ذا على هذه الأرض يشفي الغليل، ويستطيع أن يسمع كل ما أريد قوله في دقائق معدودات...؟
لا أحد إلا مالك هذه الأرض ومليكها ، حتى إنه يستطيع أن يسمع ما لم يصرح به اللسان، ما خفق به القلب، وما نزل بالدمعة...
هو الوحيد الذي يعرف ما بقلبي، وهو الأرحم ، هو من يعينني لأهزم سلسلة المنع ، ويجعل كل منع لحظات استمتاع تصبح ذكرى بفائدة..
هو الوحيد الذي يعرف أن بعض الممنوعات لنا رغبة فيها ونحبها ويعيننا على التحمل حتى يحين الموعد ...
ويأتي الغيث منه ، ونرتوي .. نرتوي معا ربما في وقت واحد، حتى وأنت نائم وأنا مستيقظة وحتى وأنت مستيقظ وأنا هنا نائمة نرتوي في آن واحد ..
نرتوي بأمل موحد وآمال كثيرة
وتسقي السماء حبا يحسبه البعض جافا أو عقيما ، ونراه بذرة تنال حظها من السقي والارتواء
أحبك... عذرا ؛ نسيت أني منعت قلبي عن حبك ومنعت لساني عن قول "أحبك" ، وقلمي عن الاعتراف ب " أحبك "، وحروفي عن التصريح والجهر بحبك ......
وأحتار ولا يمنع شيء عني حيرتي، وأحتار ويمنع الغياب الحضور
خربشة توقيع : ( أنا من أكون؟!)
|
|
|
|