الموضوع: زغرودة أم
عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 10 / 2024, 48 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

زغرودة أم

كان واحدا من الذين هللوا بفرح ذلك اليوم، وصعد شاحنة صغيرة مع مجموعة من الشباب والأطفال، يقرعون الطبول، ويغنون، ثم يرقصون الدبكة بالشارع، ومعهم سائق الشاحنة. حين عاد إلى البيت سأل أمه عن الأسير، فأجابته:
_ بخير يا ضناي، أكل كل شيء، وأقفلت عليه الباب، لكنه لم ينم أبدا منذ أمس..
قاطعها ابنها ضاحكا:
- تعطيه أكلا، وتفكرين أيضا في نومه؟!
وابتسمت وإن كان قلبها غير مطمئن، تبدي فرحا بالنصر، تتفاءل بانتهاء الغارات الجوية الإسرائيلية المفاجئة على القطاع، وبعدد الأسرى الذي تتضاعف عشراته، لكنها تخشى على ولدها، وأبناء غزة بعد طوفان الأقصى. حين خرج ابنها بالمساء أخبرها أنه قد يتأخر فلا يعود إلا في اليوم الموالي، أو ربما بعده، ثم قال لها:
_ ادعي لي يما.
ذرفت دمعة من قلبها المضطرب، ضمت ابنها، ومسحت شعره بكفها المخضب بالحناء، وهي تدعو له.
خرج وصورته لم تغادر نظراتها. بعد يومين فتحت الباب كأنها أحست بخطواته القادمة إليها، وبأنفاسه القريبة، هرولت خارج أسوار بيتها مزغردة، وهي ترى ابنها محملا على أكتاف رفاقه شهيدا.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس