عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 12 / 2024, 39 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

طرابلس لبنان ومجازر آل الأسد / هدى الخطيب

اخترت لهذا الملف قسم: "خدوش وجراح على زجاج العمر"
هي جراح غائرة منذ عهد الطفولة التي لم نعشها كما يعيش الأطفال .. طفولة تحت القصف والقتل والسيارات المفخخة.. طفولة سرقها الاجرام الذي عشنا أبشع فصوله
هي النوم الذي لم يزل يعتريه ارتعاش خوف لا يزول .. هي الدخان الأسود الذي يحيل النهار لليل.. انهيار المباني فوق رؤوسنا والنوم في الملاجئ بأعداد كبيرة .. هي رائحة الدم التي تأبى أن تفارق ولم تزل.. اكتظاظ في ملجأ صغير.. نفاذ الغذاء والماء..
هكذا كانت الطفولة والمراهقة ..
كم تمنيت أن أكتب وأستفيض عن هذا الجرح الملتهب وما قامت به هذه العصابة بحق مدينتي التي أحب والتي ولدت ونشأت فيها..
كان الصمت عذاب قاتل .. فأنا ما تعودت على الصمت وعملت في الصحافة بسن مبكر.. لكن ولأني أعلم مدى إجرامهم وخوفاً على كل عضو في نور الأدب يمكن أن يتعرضوا له .. كنت مجبرة على الصمت في نور الأدب تحديداً..
وأول الخوف وأكبره كان على ابن عمتي الشاعر الراحل طلعت سقيرق الذي كان من سكان دمشق.
ليت الصمت كان كافياً ، وبضع كلمات بعد وفاة ابن عمتي حاولت الإشارة من خلالها ..!
المصيبة كانت حين أرادوا تحويل نور الأدب لمنبر يدافع عن هؤلاء المجرمين ويكتب فيهم الشعر ويمجد بطولاتهم الزائفة ، بينما أنا جرح حي لم يزل ينزف منذ الطفولة التي لم يسمح إجرامهم لي بها..
كتبت كلمات بسيطة ، قالت لي إحدى السيدات في منبري هذا: ((ممنوع في نور الأدب الكتابة في السياسة في حين كانت تمتدح )) يومها كان العض على الجرح صعباً لكن.. اكتفيت بالقول: (( أنا يا سيدتي نور الأدب ))
ليت ما تجرعته في حياتي كان كافيا لمشاهد سأكتب عنها في هذا الملف ، مما لم يزل يحرمني النوم الطبيعي ويوقظني مفزوعة .. بل شنّ البعض حرب عليّ وعلى نور الأدب منذ بداية الثورة..!
كنت وحيدة حزينة .. وصل بي الحال أن بت لا أدخل نور الأدب ، بل وصل بي أن أقوم بالصيانة وأدفع تكاليفه الباهظة لمجرد المحافظة على أرشيفه في حين أبعدني النفور وتركت الناس ينفضون عنه .. نعم مررت بفترة غير قصيرة من النفور الحقيقي لنور الأدب وآلام الرأس الشديدة تحفر رأسي والشعور بالإنقباض يلازمني كلما دخلته..!
نعم والله..
سامحهم الله فقد طحنوني فوق ما طحنه الاجرام لمجرد تعبيري عن مناصرة الثورة وحذف التغني بالمجرمين والترويج لهم.. لا يعرف الألم سوى من عانى مثله ..
هكذا هي الحياة للأسف حين يضغط بعضنا على جراح الآخرين ويشيطنه لأنه لا ينصاع لتجميل صورة الظالمين ..!
أنا صنف من الناس لا يجيد الكراهية إلا بشكل ضيق جداً..
أكره الصهاينة ومن والاهم ، ولدي شيء غريب ربما ، لا أستطيع النظر في صورة ظالم طاغية - والكراهية هذه للمجرمين الكبار فقط - على التلفاز إن كنت أشاهد الأخبار ، أشيح بوجهي لو أتت صورة نتنياهو أو بلينكن أو بايدن .. فعلاً لا يمكنني النظر .. ربما من قسوة تأثير ما عشناه في طرابلس من المعاناة الأسدية التي سأكتب عنها..
حافظ الأسد تحديداً وحتى الآن لا يمكنني أن أنظر في صورة له .. مجرد مشاهدة صورة معاناة وسرعة خفقان في القلب تفوق طاقتي وقدرة لا يمكن أن أدعيها..
رحمك الله يا امي ، كانت تقول أنها ترى دماء الضحايا تسيل من فمه ..!
نعم والله.. هو الرعب الذي عاشته وعشناه جميعاً.. كانت عيناها تبصران دماء الضحايا على شفتيه..!
لا أبداً..
لا أكره كثير من الناس أحبوه صدقاً أو نفاقاً ودافعوا عنه وتباروا بمدحه ، وإنما وضعت لهم الأعذار رغم وجعي وعمق جرحي ..
هم لم يعيشوا ما عشناه.. هم ربما كانوا مخدوعين به.. لا يعرفون وإن سمعوا منا لا يصدقوا أو لا يريدوا أن يصدقوا ..!
لا يعرفون بعض مما عاشته طرابلس .. بعض مما عشناه وتجرعنا مرارته..!
طرابلس المظلومة من يتذكرها؟!
نبض العروبة والوطنية بأهلها وتاريخها ..مدينة العلم والعلماء والحقد الغريب عليها وقدر الإجرام الذي مورس ضدها ، أرادوا فوق هذا تشويهها وإفقارها بكل السبل.. شيطنتها وهي الضحية المكلومة..أرادوا تشويه حتى دينها الوسطي الجميل الواسع الرحب المحب
مرتان هدموا مدينة طرابلس فوق رؤوس ساكنيها ، وحربهم المجنونة حين لجأ لها وأقام فيها الرئيس ياسر عرفات
كانت الثانية بعد مدينة حماة في المجازر وأعداد الضحايا.. حماة حاولوا إبادة أهلها دفعة واحدة وطرابلس عاشت سنوات طويلة تحت نيران قصفهم واستهدافهم وسياراتهم المفخخة وما تفجيرهم لمسجدي السلام والتقوى أثناء صلاة الجمعة عنا ببعيد..
هل رأيت جسد سيدة يسير خطوات بعد أن طار الرأس ؟!
هل رأيت رجلاً يمشي وفجأة بعد انقشاع الدخان يتحول لكتلة لحم معجونة بالدم؟!
أنا رأيتهما ولا يزالا يزوراني ويصحياني مرتعشة من عز نومي
سامح الله كل من استهان بآلامنا وحاربنا لأننا لم نمجد قاتلينا
نعم أسامح.. سامحت وأسامح كل من لم تتلوث يداه بدماء الأبرياء ..
أسامح لأني إنسانة وكل الألم الذي عشناه لم يتمكن أن يسرق مني إنسانيتي ..
أسامح ولا أتشفى بمن لم يقتل ويسفك الدماء، لأن الوطن المستهدف في كل بلاد الشام يحتاج أن يعود المخدوع لرشده ويغفر المجروح لابن وطنه، لأن الوحدة الوطنية وحماية البلاد هي الأساس وهي التي لا تصان إلا بنا جميعاً وبتكاتفنا .. بتكاتفنا على اختلاف دياناتنا ومذاهبنا..
الدين يدعو إلى المحبة ، لأن أساسه المحبة ومن لا يحب لا دين له- دينه وثن تحت أي اسم كان - ضع يدك في يدي لنصون الوطن ولا يضيع من كلينا..
أفتح هذا الملف لأن جرحي ما زال ينزف ولأن الشهادة واجبة ، ولأن التاريخ يجب أن يكتب بصدق حتى يكون درساً للغد ، ولأن لطرابلس المظلومة حق عليّ..
سأتابع وأكمل هذا الملف .. سأمر على كل لبنان ومن استهدفتهم العصابة الأسدية من مفتي لبنان الأسبق الشهيد حسن خالد وصولاً لرئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق الحريري .. سأقف عند مجزرة تل الزعتر ، التي طالما تجاهلها الإعلام خوفا من بطش العصابة الأسدية والاكتفاء فقط بالكتابة عن مجازر صبرا وشاتيلا .. وسأفرد الكثير من المساحة لطرابلس وما تعرضت له
من لديه شهادة يمكنه أن يتفضل ويضمها لهذا الملف.. الملف مفتوح والجرح مفتوح ....
يتبع...


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس