هلأ خلص البوح الخريفي وابتدينا بالبوح الشتوي
ولو اني حكيت من الأول ان بوح خريفي قد لا تعني الخريف كفصل من قصول السنة
انما قد تمتد جذورها إلى فصول العمر
لا أكتمكم أن بوح خريفي جاءت فكرتها من رغبتي من مساحة صغيرة لي
أنفرد فيها للبوح مع نفسي ولكني في نفس الوقت لا أستطيع أن أمنع أي نفس ترغب في البوح هنا
اليوم أسرق الوقت لأبوح بشيء ولكن أتمنى ان تغفله الأعين ولا تقرأه ... ليس لشيء
ربما أريد الأحتفاظ به لفترة أطول بعيد عن الأعين وهذا سبب غير مقتع البته الإ إذا اعتبرتم
تواجدي هنا في بيتي وداخل جدران منزلي وداخل أقبية ذاتي وما أنتم إلا الضلوع التي تحمي قلبي
عندها لن يضرني البوح أمامكم .
ولكن السبب الحقيقي في رغبتي إخفاء هذا البوح هو عدم رغبتي إفساد العيد وهذا الجو
الإحتفالي الجميل بإطفاء نور الأدب شمعته الأولى
من عدة شهور وأنا أمر بأزمة حقيقية أو ربما أزمات عدة ومتلاحقة ... كنت كلما أخرج من أزمة
أقع بأخرى وأحيانا يتزامن وقوعي في اكثر من أزمة في وقت واحد
توالت الطعنات على هذا القلب المسكين ومن كل صوب
كان كل همي في حينها أن انزع السكاكين المنغرزة في قلبي وأحاول وقف النزف وتضميد الجراح
وكلما حاولت نزع سكين أفاجأ بآخر أعنف وأقوى ولم أكن افهم السبب
ولا وقت لدي لتفهم الأسباب أو لمعاتبة الظروف
أخذت المسألة مني شهور وكنت أحاول خلالها أن لا أنثني أو انكسر وكنت دائما
أرسم ابتسامة تأخذ بالأتساع حسب حجم الألم والطعنة وكنت واثقة من مقدرتي
على رأب الصدع ورتق الثقوب وكنت أفعل ذلك في حينها ظنا ً مني
أني إن رتقت الثقوب
فهذا يعنب أني دببت الحياة في أوصال هذا القلب المطعون ولكني تفاجأت بعد مرور الوقت
بأني كنت أصلح العطب فقط وأن القلب إستعاد شكله الخارجي وهيكله ولكنه تحول إلى حجر
حجر لا يرسل ولا يستقبل ولا يتأثر ولا يلين
القلب مركز البوح تحول الى كتلة صخرية جامدة لا تتاثر بالحرارة ولا بالبرودة
ما دفعني لهذا البوح ليس لأخبركم بهذا الحدث الهائل ولكن لأني فعلا أرغب بمصارحتكم
أني لم أعد قادرة على كتابة حرف واحد فقط
القلب هو الذي يكتب وليس المداد ... مداد القلب تحجر
لدي بعض الخواطر المحتفظة بها في ملفاتي أنشر منها ولكن ليست هنا المشكلة
المشكلة اني فقدت الثقة في كل الحروف والكلمات وما عاد عندي الدافع الذي أكتب من أجله
ما بعرف هل سأتوقف نهائيا عن الكتابة ؟
هل أتوقف مؤقتا ً ريثما ترد الروح في قلبي وتعود إليه الحياة ؟
ربما تكون سحابة صيف عابرة !
المهم أنا بداخلي كلمة حابة أوجهها لكل من وجه لي طعنة في قلبي
لكل من غرز سكينه وربما دون أن يدري
ليس هكذا نحب الآخر وليس هكذا نحافظ عليه
الآخر روح ومشاعر وأحاسيس وليس شيء للتملك
ليس كل شيء نحبه نستطيع تملكه وحتى إن كان ملكنا مجازا ً هل من حقنا ان نحوله
الى ألة تعمل بضغطة زر
لماذا نغفل الانسان داخل أي شخص فينا
ولماذا كل الطعنات توجه من أحب الناس وأقرب الناس ؟
لا أعلم اجابة ولأكن أكثر صدقا اعلم الاجابة ولن أذكرها حرصا على مشاعركم
هذا البوح طرح أمامكم لاني منكم وفيكم وفعلا راغبة بكل جدية أن أخرج
من حالة الصراع هذه وهي هل أقفل باب التدوين وما عاد علي به من وجع راس
والا اعتبرها سحابة صيف وابتلع كل شيء وامضي والأيام كفيلة بحل كل شيء ؟
النهاية مفتوحة