24 / 01 / 2025, 47 : 10 AM
|
رقم المشاركة : [8]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: طرابلس لبنان ومجازر آل الأسد / هدى الخطيب
تحية طيبة وبعد..
قبل أن أدخل في سياق مجازر آل الأسد في لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً ، لا بد لي من توطئة تتعلق بهذه العائلة التي حلّت وبالاً على سورية بشكل خاص وعلى بلاد الشام بشكل عام
من هي هذه العائلة ومن أين أتت؟
الملخص:
آل الأسد أو " الوحش " قبل أن يتم تغيير الاسم الذي كنيت به من قبل ، ومن مختلف المصادر بما فيها ما صرح به " جميل الأسد " شقيق حافظ وعم بشار، ليسوا عرباً ولا سوريين ولا ينتمون في الأساس إلى الطائفة العلوية / الخصيبية / النصيرية (نسبة لمحمد بن نصير) وهذا بلا شك يتضح تماماً من ملامحهم .. الشكل المستطيل وحجم الجمجمة الكبير والفك والملامح العامة تبدو أقرب للأكراد الكاكائيين.
ظهر سليمان في قرية القرداحة ، أثناء مصارعة مع مصارع تركي استطاع أن يتغلب على جميع من بارزه ، فظهر هذا الرجل فجأة وقام بمبارزته وتغلب عليه.
زعم باترك سيل ( تم تكليفه) أن عائلة علي سليمان تترأس عشيرة (العيلة) الفرعية من قبيلة (الكلبية )، بينما يقول (فان دام) أنهم فرع من عشيرة المتاورة..بينما يقول دانيال لوغاك في كتابه (سورية الجنرال الأسد) عن انتماءات حافظ العائلية:
"كان حافظ الأسد ابناً لأحد صغار الأعيان في القرداحة، وكان ينتمي إلى عائلة ذات نفوذ كبير، من قبيلة (الكلبية) التي كانت تسكن منطقة الجبال الساحلية. وكان جده سليمان علي قد عمل في خدمة عائلات ثرية من السنة والمسيحيين الذين كانوا يريدون السيطرة على المزارعين العلويين، بينما كان والده (علي الأسد) مزاراعاً يحظى بالاحترام في قريته، ومعروفاً بشجاعته وقوة شخصيته".
قواعد تحقيق الأنساب:
1- وجود اسم العشيرة أوالعائلة المراد تفنيد أنسابها للتمكن من البحث عنها في شروحات العرب القديمة وأمهاتها وباسقاط ذلك على "بنو الأسد" نجد أنه بالأساس لم يُعرف أي اسم عائلة للجد سليمان قبل وقوع قصة "المصارع" وعلى الرغم من أن باترك سيل نسبه للقبيلة "الكلبية" إلا أنه لم يجروء على ذكر اسم عائلته التي تتبع لهذه القبيلة في أي موضع من مواضع كتابه خوفاً من تبعات انكشاف هذه الكذبة في حال وقوع هذا الأمر إضافة لذلك فإن ما يؤكد تضارب المعلومات في هذا المضمار هي رسالة الدكتورا لـ "نيقولاوس فان دام" بعنوان "الصراع على السلطة في سورية" فقد نسب فيها "بنو الأسد" إلى قبيلة المتاورة ولكنه أيضاً لم يذكر أسم العائلة التي ينتمي إليها سليمان الوحش فهذا التضارب في المعلومات كفيل باسقإط كلتا النظريتان .
2- تدوين المعلومات المتواترة عن كبار السن التابعين للعشيرة والعائلة المراد تحصيل أنسابها أومن قبل كبار يتبعون لعشائر أخرى محيطين بها جغرافياً وفي هذا السياق أظن أنه لو كان هناك أي ثغرة تمكن "بنو الأسد" من إثبات نسب لهم من إحدى القبائل المكونة للطائفة النصيرية (العلوية) لما توانت عن فعل ذلك قيد انملة لما في ذلك من تعزيز الولاءات الطائفة للعشيرتها وتوطيد حكمها أكثر فأكثر وعلى الجانب الآخر وفق هذا المضمار فلابد من الاستشهاد بما قالته الأستاذة سلمى الخير ابنة الشيخ عبد الرحمن الخير- كبير مشايخ الطائفة (العلوية)- للدكتور محمود الدغيم عندما كانت مدرّسة (فلسفة) في دار المعلمين بالجزائر أن "حافظ علي الأسد ليس من أهل القرداحة، وإنما جاء جده إليها وقد سكن في البداية عند مدخلها أي خارج القرية، وقد أطلق عليهم لقب بيت (الحسنة) أي الصدقة، لأن أهل القرية كانوا يتصدقون عليهم بسبب تدني ظروفهم المعيشية... فقد كانوا فقراء ولم تكن لديهم أية أملاك في القرية، إلا أنه وأولاده كانوا أشداء في أجسامهم فأطلق عليهم أيضاً لقب (الوحش) ومع وجود الانتداب الفرنسي في سورية قد تم تسميتهم من قبلهم بعائلة (الأسد) وقام مجلس الطائفة بتعميم لقبهم هذا في القرية وباتوا يعرفون بعائلة الأسد".
تمثل هذه الشهادة إحدى شروط الطرق الرئيسية في تأصيل الأنساب فآل الخيّر هم من كبار عائلات الطائفة الدينية وأحد أهم أعضاء مجلس الطائفة وبالتالي هم من الوجهاء المعروفين والمحيطين بالظروف المادية والموضوعية لـ "بنو الأسد" وهذه المعلومات التي قدمتها الأستاذة سلمى تتقاطع في العديد من الظروف التي بيّنها (باتريك سيل) فيما يخص اللقب بغض النظر عما إذا كان سببه قصة المصارع التركي، أم القوة البدنية، فكلاهما يعبران عن نتيجة واحدة... إلا أن الأهم في كلام الخيّر أنه لم يكن لـ "بنو الأسد" أية أملاك في القرية، وهذا الأمر يشكل نتيجة منطقية، لمسألة قدوم (سليمان الوحش) للقرية، وأنه ليس من أبنائها.. فحتى الفقراء نجد لديهم أملاكاً، تعود لآبائهم وأجدادهم في مناطق النشأة الأولى.
تجنب الحديث عن الأصل العائلي!
ومما سبق يتبين لنا بأن عشيرة "بنو الأسد" لا تعود أصولها لمناطق الطائفة ولا تنتمي لأي منطقة سورية، والذي يؤكد هذا هو التجنب الدائم في الحديث عن أصول عائلة الأسد من قبل أطراف النظام السوري مجتمعة ، فضلا عن أن هذه المهمة تركت لباحثين أجانب كباترك سيل وفان دام ودانيال لوغاك، وسواهم ممن كتبوا عن صعود الأسد لحكم سورية، في لعبة الصراع السياسي والعسكري.
https://www.youtube.com/watch?v=amptd1y_YAU
|
|
|
|