رد: بوح خريفي
حسنا فعلت ميساء بإعادة ما حذفته .. لأن البوح ما سمي بوحا إلا لأنه ينفس عن القلب و يريح النفس .. على الأقل استطعنا أن نغوص في أعماق نفسك ولو أنها تئن ألما .. من منا لم يتعرض لإهانة أو غيبة أو نميمة أو مكيدة ؟ .. بل وكان عرضة لحقد دفين مجاني ..
أذكر مرة و أنا ألتحق بقاعة المدرسين بحثا عن سجادة الصلاة وكانت السنة الدراسية تقترب من نهايتها و المؤسسة خالية .. ومن عادتي ألا أغادر الفصل حتى في أوقات الاستراحة .. أرتشف القهوة وحيدا متجنبا الجدال و اللغو ..وصادف أن كان أحد الأعوان قد تصرف خطأ وناول بعض التلاميذ ورقة الغياب ليستنسخوها خارج المؤسسة .. فاحتفظ بعضهم بنسخة حتى يتمكنوا من ولوجح الفصل رغم الغياب .. ووصل الأمر إلى النائب ( المحافظ ) .. فكان التوبيخ و الإنذار للعون المسكين .. وكان السبب في افتضاح الأمر أن أحد التلاميذ كان غائبا فطلبت منه ورقة اللدخول وشككت في صحتها لأنها لا تحمل طابع الحارس العام وقام البعض بإخبار النائب ..
لكن الغريب أن أحدا أسر إلى العون أنني أنا الذي قمت بكل هذه الضجة و أنني من وراء هذه الوشاية ..
حين أخذت السجادة لاحظت جفاء العون وتلميحات من قبل "الإيمان ليس هو السجادة .. الإيمان في القلب وفعل الخير .. وتجنب أذى إنسان آخر.." إلى غير ذالك من التلميح المكشوف .. لكنني - عن حسن نية - لم ألق بالا لذلك حتى سمعت السيدة المكلفة بالتنظيف تؤنبه على كلامه و تؤكد له براءتي من كل ما كان يشك به تجاهي ..
حزنت جدا لأني لم أعرف سبب اتهامي بكل ما جرى مع أنني أتجنب الجلوس مع الجمع أثناء الاستراحة .. المهم .. وبعد طول تفكير هادئ .. طلبت من العون الانفراد به في فصلي .. و شرحت له كل الأمر وأخبرته أنني لا أنعزل هناك إلا لتجنب الغيبة و النميمة و القيل و القال ..
كانت مصارحتي له مفيدة لي .. فأقبل يعانقني وقال لي : "يكفيني أنك اهتممت بشخصي الضعيف و صارحتني بكل شيء .."
ولا زلت على عادتي في ارتشاف القهوة لوحدي متأملا أمامي الجبل الماثل أمامي استمد منه القوة و الثبات ..
أشكر لكم رحابة الصدر وأتمنى لكم كل الهناء .
|