[هدى نورالدين الخطيب]

بسم الله الرحمن الرحيم

شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدةٌ من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "185"

صدق الله العظيم

هلّ علينا شهرٌ كريم .. شهر رمضان المبارك بمعانيه الروحية الصافية ضيف عزيز، تنزّل فيه الملائكة وتُغفر الذنوب .. شهرٌ لله وهدية للعباد من ربٍ كريم .. نجدد فيه إيماننا وأعمالنا الصالحات ونستدرك ما فاتنا .. شهر القرآن الكريم فيه ليلة خير من ألف شهر.. ثلاثون أولها رحمةٌ وأوسطها مغفرة وآخرها عتقٌ من النار وفوز أرواحنا إن صفت وصدقت وانتصرت على طين أجسادها ..
نجدد العهد مع الله سبحانه ونتزود من روحانيات الشهر الفضيل في هذا الزمن القاصف العاصف الناسف لكلّ المعاني الإنسانية والقيم..!
كم نحتاجه لنمكن من متابعة المسير ولنفتح له أبوابنا ونوافذ الأمل ونستظل في ظلال شجرته الوارفة ونغسل في ينابيع روحانياته مرايا أرواحنا لاستقبال النور وللتزود بالطاقة.. أحد عشر شهراً نغذي فيها الأجساد وننسى أحياناً أن نغذي الروح كما ينبغي وقد طحنتنا الحياة ورمتنا في محطات اللوعة على حافة اليأس جراء الظلم الذي نتعرض له ، في زمنٍ لا يشبه ما سبق من أزمان .. حين تكون بلادنا مهد الرسالات والأنبياء كالشاة المعدّة للذبح ونكون وقومنا وقد كرمنا الله وإياهم وشرّفنا بين مشرّد في بقاع العالم وشهيد أو جريح أو ملتاع فاقد للأهل والمنزل الذي يأويه حين يحاول بلطجية العالم ووحوشه انتهاكه وإبادته.. ويشتد الكرب على الناس وتشتد وطأته وقد كُسر ميزان العدل وشنّ القراصنة هجومهم الوحشي ليغرقوا سفن الإنسانية.
ولكن..!
شهر رمضان جاء ونادانا إلى سفينة التوكل الحق على الله سبحانه وتفويض أمرنا له وحده الرحمن الرحيم الملك القدوس
فلنلبي النداء بكل صدق وثقة ، وإن صدقنا مع الله لن يضيعنا أبداً ، راجين منه سبحانه أن يتقبلنا ويغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتقصيرنا ويهبنا رشدنا لنصمد ونثبت ونناضل وننتصر على أعداء الخير والعدل والإنسانية – نتوكل ولا نتواكل - ويختم أعمالنا بالخير ويفرّج كرب كل الشرفاء وكرب هذه الأمّة ويعتق رقابنا من النار
راجية لي ولكم مغفرة من الله وعتقاً وتجارة لا تبور

هدى نورالدين الخطيب