عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 04 / 2025, 38 : 04 PM   رقم المشاركة : [2]
سيد يوسف مرسي
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي
 





سيد يوسف مرسي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: أنا لن أحبك فالطريق مسدود

@@@@@
كانت عزبة الفراعنة تعج بالغرباء الذين لجأوا إليها هروباً من الايجارات المرتفعة بالمدينة وقلة دخولهم وضعف مرتباتهم ، لكن العزبة ما زالت تحمل سمات الريف المصري في التألف بين أفرادها وإن كان أكثر أفرادها غرباء ، فتراهم في الصباح يخرجون أفواجاً وجماعات في الطريق ، لا تفرق بين أحد منهم ، فهذا من القاهرة وهذا من المنيا وهذا من بني سويف وهذا من سوهاج وهذا من أسوان ، ولا تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحي ، يجمعهم جميعا طريقا وهدفا واحد واضحا ، كان ذلك في أوائل الثمانيات من القرن الماضي ، فترى الناس جميعاً كأنهم على ملة واحدة ودين واحد أو من عائلة واحدة ، حتى تسربت السموم إلى عقول الناس بعد مقتل رئيس الجهمورية الرئيس السادات على يد مجموعة أفراد من جماعة الجهاد والتكفير والهجرة ، وبدأت تصعد على السطح وتعلو على المنابر ناس ما هم بالدين من شئ ، وعلت نبرة التفريق والتقسيم فهذا مسلم سني وهذا مسيحي قبطي ، وهذا كافر ، وهذا مؤمن ،وراح يتفرقون وتصنفت الناس أصنافاً وفئات ، وبالرغم مما قامت به أجهزة الدولة لدرء الفتنة الصاعدة كان هناك من ينفخ أسفل الرماد ليشعل النار ، فقد اعتلى الهياكل بالكنائس واعتلى منابرها مجموعة من القساوسة راحوا يؤلبون الناس ويبثون في أذانهم السموم ، فبات الكثير من المسيحين ينفرون من المسلمين ويحذرونهم ،ولا يمشون معهم ويتجنبون مصاحبتهم ، حتى الأطفال باتت تلقن من أولياء الأمور ويرهبون بعضهم البعض ، لكن سعيد كان ذو ثقافة واسعة واطلاع واسع واعتدال في عقيدته ، فظل كما هو لم يتغير ولم يطرأ عليه تغير ، بات سعيد يرى مالم يكن يره من قبل في الناس ، فكان سعيد من القلة القليلة الذين لم يغيروا من سلوكهم تجاه الأخر أو يهابه أحد من النصارى وليس هو محل شك عند المسلمين ، ولولا هذه القلة القليلة من أمثال سعيد لتفتت النسيج الاجتماعي والترابط المجتمعي الذي استطاع أن يحافظ على الخيط ولا يفلت من يده .....
يتبع
سيد يوسف مرسي غير متصل   رد مع اقتباس