رد: أنا لن أحبك فالطريق مسدود
ألقت الظروف بعادل في طريق سعيد والقدر جمع بينهما من غير موعد بينهما ، سرعانا ما تعارفا واطمئن كل واحد على الأخر فاتخذه خليلاً له في طريقه .. كان عادلاً يعمل عاملاً حرفيا في أحد الورش بالشركة [مساعد سباك ] أما سعيد فكان رئيسا لمجموعة من الفنيين أيضاً بنفس الشركة ، فقد توطدت العلاقة بينهما ،حتى بات عادلاً لا يشكو همه لأحد غير سعيد وأكثر الشكوى كانت من مشرفه الذي يعمل تحت أمرته ، وما يلقاه من تعنت وجهد في يومه ، يحاول سعيد أن يهدأ من روعة عادل ويشد من عزمه وأزره وأحيانا كان يجاريه عندما يجد عادل قد أعاد عليه ما حكاه بالأمس له ، فهويعينه ويخفف عنه حتى أنه كان يتوسط له عند مشرفه إلا يشق عليه نظراً لضعف جسمه ....
تحسنت الظروف مع سعيد فانتقل مع أسرته إلى شقة جديدة ، ذات بناء حديث وبها حمام ومرحاض مستقلان ، بها ثلاثة غرف وصالة فسيحة ، بها شرفة واسعة تطل على خلاء أمامها لم يشغل بعد ، فباتت الشرفة لسعيد هي المتنفس له ، لأنه ليس رواد المقاهي ولا الجلوس في الطرقات ،فكان يقضي معظم وقته وهو جالس على كرسيه بالشرفة يطالع كتاباً في يده ،أو يستمع لكاست مسجل لأحد القراء للقرآن الكريم ، أو يشغل الترانزستور على موجة صوت العرب أو الشرق الأوسط ليستمع لكوكب الشرق أم كلثوم فقد كان يهواها ويحب أغانيها هي وفريد الأطرش ، فبعد أن يعود من صلاته بالمسجد تؤويه الشرفة أو يخلد للنوم أو يطلع درساً لأحد أبناءه ....
يتبع
|