رد: أنا لن أحبك فالطريق مسدود
مضى عاماً دراسياً كاملاً على سعيد وأتت إجازة المدراس نهاية العام الدراسي ، والآن وجب عليه أن يفي بوعده لزوجته وأولاده ، فهي تريد أن تزور أهلها بالبلد وأولادها يريدون ذلك فهم لا يخرجون إلا لمدراسهم طول العام و سفرهم إلى بلدتهم هو متنفس لهم ؛ هيأ سعيد نفسه لعيش حياة العزوبية من جديد تحت وطأة الظروف ، ولحين عودة زوجته ، لقد علمت الغربة سعيد وجعلته لا يضام ولا يحتاج من يطبخ له أو يغسل له ملابسه المتسخة فكان يقوم على بنفسه بكفاءة ، كان الوقت الذي يقضيه سعيد داخل شقته وهو يقوم على نفسه كفيل أن لا يجعله يلجأ إلى الشرفة كثير كما كان في وجود زوجته ... لكن هذا استيقظ سعيد من نومه متأخراً وكان الجو حاراً شديد الحرارة والكهرباء مقطوعة في ذلك اليوم ففتح النافذة ليدخل بعض الهواء إلى الشقة لأنها بدون الكهرباء تكون الشقة كئيبة من شدة الحرارة بها ، فتح الثلاجة ليأتي بطعام الفطور فلم يجد بها ما يفطر به وعليه أن يخرج ويأتي بخبز وطعام ؛ اكتفى سعيد بكوب من الشاي وارتدى ملابسه وأقفل شباك شرفتة وخرج مسرعاً إلى المدينة قبل أن تشتد درجة الحرارة أكثر ليأتي بطعام يكفيه ثلاثة أو أربعة أيام على الأقل ، وعليه أن يستقل مركبة على الطريق ،والحرارة في ذلك الوقت ترتفع لتصل إلى ذروتها ، تكاد تقترب من الخمسين درجة مئوية ،نزل سعيد مسرعاً بعد أن أغلق النافذة وبخطى سريعة راح يعانق الحرارة ويلتمس الظل تحت الجدران ؛ كانت الشوارع تبدو خالية من المارة نظرا لشدة الحرارة ،فالكل قابع في الظل ، آل إلى أذن سعيد من ينادي عليه ويقتفي أثره ،أدار رأسه ونظر ..! فإذا بامرأة قد لفت جسدها بملائة وأخفت وجهها ؛ توقف يا رجل أنهكتني خلفك .....
يتبع
|