[سيد يوسف مرسي]

@@@@@
عاد سعيد بعد شفاء إلى عمله ، جد في سعيه إلى رؤساءه كي يغير من نظام عمله من نظام الوردية الواحدة إلى نظام الورادي ، لأن هذا النظام متقلب في مواعيده فآحيانا بالنهار وأحيانا بالليل ، وهذا سيبعد سعيد عن طريق عادل ولا تعرف ماريا مواعيد سعيد وتقل مراقبتها له ، ثم سعى سعيد إلى شقة أخرى حتى وإن كانت قيمة ايجارها أكبر من شقته التي يسكنها ، لكن محاولات بحثه باءت بالفشل فلم يوفق فالحصول على شقة أخرى ، لقد أحس سعيد أن هذه المرأة تنصب شبكها حوله وقد يضعف أمامها في لحظة ولذلك سعى لينقل نفسه في العمل وينتقل كلياً هو وأسرته من هذا السكن الذي يسكنه ؛ حاول سعيد أن لا يظهر كثيراً في شرفة شقته ،أنها امرأة مكشوفة الوجه ن، لا تستحي تستخدم أساليبها بجرأة ، كأنها صياد يجيد فن الصيد ينصب شباكه بحرفية ؛ استغلت ماريا عدم وجوده في شقته ، وذهبت وقابلت نبوية زوجه سعيد في غيابه ، دخلت عليها بطريقة تجعل نبويه لا تشك فيها ، أنها تطلب منها أن اشترى لها ثلاجة ، لأن زوجها لا يحسن الشراء وليس لديه خبرة في الأجهزة الكهربائية ، لم تستطع نبوية أن تردها ،بل قالت لها ووعدتها بالشراء فسعيد خبير في الأجهزة الكهربائية ، فرحت ماريا بما قامت به في ذلك ، فقد وطدت علاقتها بنبوية من جانب وفتحت طريقاً أخر لتقف على أخبار سعيد .. في اليوم التالي مباشرة سمع سعيد طرقاً على باب شقته ، نسى ما قالته له نبويه عن مجيء ماريا ، فتح باب الشقة ليجد ماريا تقف أمامه ، دهشة وذهول ... تفضلي ..تفضلي وهو يزحف للخلف يفسح لها بالدخول وينادي على نبوية .. نبوية.. نبوية ... أم حنا يا نبوية .. أم حنا يا نبوية
يتبع