عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 04 / 2025, 41 : 05 PM   رقم المشاركة : [13]
سيد يوسف مرسي
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي
 





سيد يوسف مرسي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: أنا لن أحبك فالطريق مسدود

ما توقعت الأمر هكذا
توقفت أنفاس سعيد في قفصه الصدري ، أحس قلبه قد انتقل من مكانه ، حدق في وجهها وهو لا يرى من ملامحها شيئاً ، مستغربا غارقاً فيما تقوله ماريا ، ما كان يتوقع أن يحدث ذلك ، فقد تعلقت به ماريا ووضعته بين ذراعيها ، وتلقي بشفتيها في شفتيه ، وهي تبث إليه هذا الخبر .....! ، لقد افتقد سعيد شهيته واحساسه بها، وهي تظن أن ذلك سوف يسعده ،لكن سعيد ذهب بعيداً عنها ،أحست ماريا غروبه عنها ، زادت من تلاطفها له ، حبيبي : أنني أكلمك ...! لقد ذهبت للدكتور اليوم وأخبرني بأني حامل بولد ، بارك لي يا حبيبي ،كم كنت أنتظر هذا الحمل ، من لحظة معرفتي بك وأنا أستبشر بك ،وأحس أن قدومك علينا قدوم سعيدة ، فبارك لي .... يا سعيد ... سعيد يعود من غروبه : أبارك لك أم أعزي نفسي ، ماريا : هل هذا أحزنك يا سعيد ؟ . سعيد وكيف يأتيني السرور والفرح ؟، وأنتِ سوف تنجبين طفلا يا ماريا وتعمديه في الكنيسة وتسميه اسماً نصرانيا وأبيه مسلم ويرى ذلك بعينيه ويتركه لك تفعلين به ما تشائين .. وقعت الكلمات على ماريا موقع الصخر على رأسها ،فكت ذراعيها من حوله وابتعدت عنه ببطيء ، أخر شيء ما كنت أتوقعه منك ، هل تظن أن ما في بطني منك ؟، أنه من زوجي يا سعيد وأبيه عادل ...!، كانت ماريا تتكلم بهدوء وثبات دون تغير في ملامحها وهي تتكلم ، كأنها واثقة بنفسها وبما تقول ، أخذت الدوامة سعيد وابتلعه الطوفان ،ود لو انشقت الأرض في تلك اللحظة وابتلعته من فورها ، لم يرفع سعيد ذراعيه ليضمها إليه كالعادة ،بل ترك يداه مرسلتان بجانبه ، ما بات لديه رغبة في القرب منها ولا رغبة في ضمها إليه وتقبيلها كما كان .زمجر سعيد وهدر كالرعد واحمر وجهه ،وراح يلعن اليوم الذي عرفها فيه ، كأنه أفاق من غيبوبته ، وأدرك أنه سقط في مستنقع عميق، لم يحسب له حساب ، نزع ذراعيها من حوله بقوة ، ارتد للخلف ، قائلاً : كم عمر الجنين يا ماريا ؟ ،ماريا : ثلاثة أشهر وخمسة عشرا يوماً ، سعيد : جميل يا ماريا أن يصادف عمر الحمل الزمن الذي وقعت فيه على وجهي معك ، ماريا : لا يا سعيد لا تقل هذا ، أنادم على حبك لي ؟، سعيد :وهل ما حدث بيننا كان حباً يا ماريا؟ ؟ ، تغافلت ماريا عما قاله سعيد، وردت بحدة ونبرة حادة: لقائنا يا سعيد كان متأخراً عن عمر الحمل بأكثر من عشرين يوما أو قل شهر ، سعيد : اي لقاء تقصدين يا ماريا ؟ الأول أم الثاني ؟، ماريا : أقصد اللقاء الأول بيننا يا سعيد ,سعيد : يا ماريا : لم انسى أبدا تاريخ سقوطي على وجهي معك ومتذكراً تماما متى كان ، كان يا ماريا ليلة الأحد الموافق الثاني من أبريل ...فمن أبو هذا الجنين يا ماريا ؟ ، اصطدمت ماريا برد سعيد وراحت تقسم بأغلظ الايمان أن هذا الجنين من زوجها ، لا شيء يا سعيد يفيدك يبدو أن ماريا أدت ولعبة لعبتها بمهارة معك ولا تستطيع اثبات شكك إلا إذا اعترفت لك ماريا بذلك .. ولن تعترف لك تماماً ، أن ماريا لن تصدقك القول ولن تقول لك الحقيقة ،وأحس أن الدنيا أطبقت عليه فهوى كالعود الهارب في الريح على كرسي بجانبه ، راحت ماريا تداهنه وتسوق دلالها عليه عله وهي تحاول أن تقنعه بما بتقول ، لكن سعيد أحس أنه لا جدوى من كلامه معها في تلك اللحظة ، وأنه كلامه جاء في الوقت الضائع ، نظر ساعته في يده فقد اقترب وقت رجوع زوجها للبيت ، كان عليه أن ينصرف قبل حضوره، لقد ارجأ سعيد الأمر لوقت أخر معها ، فنهض من مكانه وهو غاضبا واتجه ناحية الباب ،وهو يقول لها يجب أن يكون بيننا لقاء نضع حداً وحلاً لهذه المشكلة والأن سأنصرف قبل أن يداهمنا زوجك .....
يتبع
سيد يوسف مرسي غير متصل   رد مع اقتباس