عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 04 / 2025, 17 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: صديقتي روح جميلة تسكن الذاكرة د. نوال بكيز

يا صديقتي التي تشبهني في شغف الذاكرة، ويا رفيقة الروح التي سارت معي دروبا ما زالت أصداؤها تتردد في أعماقي،
كلماتك ليست مطرا فحسب، بل هي غيث أروى أرضا قاحلة ظمئت لسنوات.
ولقاؤنا… آه يا صديقتي، أي تعويذة سحرية تلك التي ألقت بالقدر على مكالمة منك، وحتى تعود روابط الصداقة وتتماسك من جديد!

أؤمن يا صديقتي إيمانا راسخا أن هذه العودة لم تكن صدفة، بل هي هدية من رب السماء، ترتيب إلهي لترميم صداقة صلبة عصية على الفناء، سنوات الغياب مرت وكأنها لحظات عابرة، لأن جذور محبتنا ضاربة عميقا في تربة القلوب، تتغذى بوفائنا وتزهر كلما التقينا.
ألم تلاحظي يا صديقتي أن مكان لقاءاتنا الأخيرة استأنس بنا واستأنسنا به، وكأن جدرانه تسترق السمع إلى حديثنا الطفولي، وإلى ضحكاتنا التي كسرت صمت المكان، وكيف أن نوره ازداد وكأنه يحتفي بعودة روحين تآلفتا منذ زمن قريب بعيد
معك يا صديقتي، أعود طفلة لا تكترث لترتيب الكلمات ولا لقواعد المجالس.
معكِ، تتلاشى قشور الزمن وأعود إلى جوهري النقي، إلى تلك البراءة التي افتقدتها في متاهات الحياة.


ضحكاتنا في اللقاء الأخير كانت سيمفونية فرح أعادت عزف ألحان الطفولة، ولم نكترث بنظرات الغرباء، فقد كنا في عالمنا الخاص، عالم نسجته خيوط الذكريات والألفة العميقة، حتى تلك الدمعات التي انهمرت وباستحياء كانت شهادة صامتة على قوة هذا الرابط الذي لم يستطع الزمن أن يمحوه، بل زاده رسوخا .

في ذلك المقهى الأنيق، وبين رقة أنغام فيروز الساحرة، ضحكنا حتى استحال الضحك دمعا رقراقا، دمع فرح ممزوج بمرارة مرور السنين التي نقشت خطوطها على وجوهنا، لكن تلك الضحكات كانت عصية على الانطفاء، أشعلت فينا جذوة الطفولة البريئة، فغدونا لا نكترث بنظرات الغرباء ولا بتقاليد المكان، بل شعرت، ويا لعجب الإحساس، أن المكان نفسه استأنس بضحكاتنا، فازدانت أركانه نورا وبهجة!
أرجو من أعماق قلبي، بل أتضرع إلى الله عز وجل ، أن يطيل عمر هذه اللقاءات، أن نشهد معا خطوط الزمن ترتسم على وجوهنا، وأن نرتشف من كأس العمر حتى آخر قطرة، ونختم رحلتنا بسلام وسكينة.
أنت يا صديقتي، غيمة سخية تمطر وفاء ، وشجرة أصيلة تثمر كرما .

دمتِ لي روحا جميلة تسكن ذاكرتي، ورفيقة درب لا يمحوها غبار الزمن ولا يطويها النسيان!
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس