الموضوع: أنختار من نحب!؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 10 / 2025, 17 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

أنختار من نحب!؟

أنختار من نحب؟!

وهل الحب إلا قدر نساق إليه، أم أنه وهم الإرادة نتكئ عليه لنبرر هزائم قلوبنا؟ سؤال أزلي، قديم بقدم أول تنهيدة خرجت من صدر عاشق، يتجدد كلما لاح وجه غريب في أفق الروح، فبعثر سكونها وأحال ترتيبها فوضى عارمة.

أتزعم أيها القارئ أنك سيد اختيارك؟ وأنّ قلبك طفل مطيع يشير إليه عقلك فيسكن؟ يا لسذاجتك! اوليس الحب هو الشوكة التي لا نختار مكانَ غرسها، ولكننا نختار أن نبتسم لألمِها؟ نحن لا نختار مَن نحب، بل نختار أن نستسلم للقدر الذي ساقه إلينا؛ نختار أن نسلم الدفة لتيار الوجدان الجارف، ونقول: "هذا هو مصيري، فليرم بي حيث يشاء!".
الحب مباغت لا يطلب الإذن لدخول مملكة الروح، هو كالصاعقة تضرب في وضحِ اليقين، فتحيله ظنونا وهواجسَ تعصف بالاطمئنان... لو كان الأمر اختيارا محضا، لاخترنا الأقل كلفة، الأبعد عنِ الشغف المتعب، والأقرب إلى المنطق الرزين…لاخترنا مَن يشبهنا في كل شيء، لا مَن يكمل نقصنا ويثير جنوننا. ولكن هيهات! الشغف أيها السادة لا يعرف ميزانا، والقلب في ثورتِه لا يرتدي ثوب العقل.
فلتتوقف عن ادعاءِ البطولة في اختيارك! أنت لم تختر، بل اكتُسِحت؛ افتُتِنت، هزمت أمام سحرٍ خفي يكمن في تفاصيل صغيرة: في نظرة هاربة، في نبرةِ صوتٍ لا تشبه الأصوات، في خفقة روحٍ تناغمت مع خفقة روحك دون موعد.
فماذا يبقى لنا إذا؟ يبقى لنا أن نختار كيف نحيا هذا الحب... نختار أن نكونَ صادقين في اعترافنا بعبوديتِنا له، أو جبناء نلوذ خلف جدران الكبرياء. نختار أن نجعله قصيدة خالدة تتلى، أو مجرد سطر عابر في حاشية كتاب الحياة. هنا يكمن اختيارنا الحقيقي، في جهد الصون والبناء، في البذل غيرِ المشروط، لا في اللحظة الأولى التي سرقنا فيها قلب أو سحرنا فيها حرف.
أيها القارئ، لا تخدع نفسك! أنت لم تختر، بل وجدت في مدار ذاك النجم الساطع قسرا، وحينها فقط... اخترت أن تدور معه، رغما عن كل قوانين الفيزياء والعقل!

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس