أولمرت قال إن العملية العسكرية تأخذ وقتا طويلاإسرائيل تستدعي قوات الاحتياط وتواصل قصف غزة
تل أبيب بدأت تحشد قواتها على مشارف غزة استعدادا لهجوم بري محتمل (الفرنسية-أرشيف)
استدعى الجيش الإسرائيلي آلاف الجنود من قواته الاحتياطية استعدادا لاحتمال شن عملية عسكرية برية في قطاع غزة، في حين قال رئيس الوزراء إيهود أولمرت إن هذه العملية ستأخذ وقتا طويلا.
ولا تزال الغارات التي ينفذها طيران الاحتلال على القطاع مستمرة منذ صباح السبت وخلفت حتى الآن أكثر من 284 شهيدا وأكثر من سبعمائة جريح بعضهم جراحهم خطيرة، حسب مصادر طبية فلسطينية.
كما أفاد مراسل الجزيرة بالقدس وليد العمري أن حكومة تل أبيب خولت وزير الدفاع إيهود باراك باستدعاء قوات الاحتياط، وأن هناك حشودا عسكرية بدأت في الوصول إلى مشارف القطاع منذ فجر اليوم وتمركزت في عدة محاور.
في الوقت نفسه، سقط شهيدان ونحو عشرين جريحا عندما قصفت إسرائيل أنفاقا على الحدود مع مصر تستخدم لتهريب السلع إلى غزة.
ضربة معدة سلفا
ومن جهتها قالت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة من القدس إن قادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية قدموا صباح اليوم في اجتماع الحكومة عروضا مفصلة عن العملية العسكرية في غزة، مضيفة أن الأنباء التي تتسرب حتى الآن تشير إلى احتمال توسيع العملية عبر شن هجوم بري.
وأضافت المراسلة أن وسائل الإعلام الإسرائيلي كشفت اليوم أن العملية أعد لها المسؤولون منذ حوالي ستة أشهر، وأن وزارة الدفاع بدأت جمع المعلومات عن البنية التحتية لحركة المقاومة الإسلامية (
حماس) منذ أشهر.
كما أوضحت أن الإعلام الإسرائيلي كشف أيضا أن هذه العملية العسكرية صادق عليها بشكل نهائي كل من باراك وأولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وأطلع عليها المجلس الوزاري الأربعاء الماضي وقادة أحزاب المعارضة الجمعة.
الغارات الإسرائيلية على القطاع مستمرة منذ صباح السبت (الفرنسية)
وكان باراك قد قال إن إسرائيل لن تقبل بوقف غاراتها على غزة، مضيفا أن الجيش قد يقوم بتنفيذ عملية برية في القطاع إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.
وأكد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية أمس أن العملية العسكرية تهدف إلى "تغيير قواعد اللعبة". أمّا أولمرت فقال إن العملية تحتاج وقتا كي تتوقف.
وفي السياق ذاته قال مساعد لباراك إن إسرائيل "مستعدة لأي احتمال، وسترسل حشودا عسكرية إلى غزة إذا اقتضى الأمر ذلك" كما أورد التلفزيون الإسرائيلي أن الجيش يحشد قواته قرب القطاع.
مزيد من الشهداء
وأفادت آخر الإحصاءات الرسمية التي أعلنت عنها مصادر طبية فلسطينية أن عدد الشهداء الذين قتلوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفع إلى ما يقرب من 300 شهيد، وأكثر من سبعمائة جريح 180 منهم في حالة خطيرة.
وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن هذا العدد مرشح للارتفاع لأن البحث ما زال جاريا عن شهداء جدد، مضيفا أن الدراسة توقفت في كل المؤسسات التعليمية بالقطاع، وأن حركة السير معطلة بشكل شبه كامل.
وقد نفذت قوات الاحتلال أكثر من 45 غارة جوية جديدة صباح الأحد استشهد خلالها تسعة عشر فلسطينيا، واستهدفت ثلاثة مبان سكنية ومسجدا دمر بالكامل إضافة إلى عدد من المقرات الأمنية منها السرايا الحكومي الذي يضم جميع الأجهزة الأمنية للحكومة المقالة.
وقصفت الطائرات الحربية طوال الليلة الماضية وفجر اليوم أهدافا في غزة، وأفادت تقارير أن الغارات استهدفت حتى الآن 240 موقعا بالقطاع، كما ضربت إحداها مسجدا قرب مستشفى الشفاء، المشفى الرئيسي في غزة، ودمر القصف أيضا مقر قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس.
عدد قتلى القطاع لا يزال في ارتفاع وبلغ حتى الآن 284 شهيدا (الجزيرة نت)
رد المقاومة
وقد ردت المقاومة الفلسطينية على الغارات بقصف المستوطنات بعشرات الصواريخ محلية الصنع. وقال وليد العمري إن صاروخين سقطا في مستوطنة غاف يافني الواقعة على مشارف بلدة أشدود، مضيفا أن هذه أبعد نقطة تصل إليها الصواريخ الفلسطينية حتى الآن.
ومن جهتها أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين من طراز غارد صوب أشدود، كما تبنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز ناصر ثلاثة على موقع زيكيم العسكري وبلدة اسديروت شمال القطاع ردا على الغارات الإسرائيلية.
وقد أكدت حماس تصميمها على مواجهة العدوان المتواصل، مضيفة أنها ستقدم نموذجا بطوليا في التصدي للعدوان الإسرائيلي وأوعزت لجناحها العسكري بالرد بكافة الوسائل الممكنة.
وفي السياق ذكر متحدث باسم جيش الاحتلال الأحد أن حماس "مازالت قادرة على الرد بكثافة" على الهجمات الإسرائيلية، وأن بإمكانها استخدام وسائل عدة في ذلك.