[رشيد الميموني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في غمرة الحديث و الانشغال بما يحدث في غزة الشهيدة .. تتوارى حقائق و أهداف من وراء هذا القصف الهمجي .. لا أدعي ضلوعي في التحليل السياسي ، لكني أود أن أبوح هنا بما يشغل بالي و يلفت انتباهي ، وألخص ذلك في ما يلي :
1- الإعداد لهذه الهجمة كان مبيتا لها منذ الاندحار في جنوب لبنان .. وذلك لاسترداد هيبة العدو وجنوده المهزومين .
2- اقتراب الانتخابات وهذا أمر جلي .
3- إظهار غزة بمظهر المعاند لكل تهدئة بينما يراد للضفة أن تبدو آمنة ذرا للرماد في العيون ، و حتى يقال إن المقاومين في غزة هم من يتسببون في كل ما يحدث .
4- رفض الدعوة الأممية لوقف إطلاق النار لا يعني أن العدو في موقف قوة ، بل إن هناك تحركات له كما في السابق تحث الدول على الضغط على المقاومة لوقفه حتى تظهر هي بمظهر المعارض للسلم و التهدئة .
5- التهدئة التي ينتقد الكثيرون المقاومة الإسلامية بإنهائها لم تكن أقل خطرا من القصف الحالي .. بل كانت موتا بطيئا .
6- متى تم الانتهاء من غزة - وهذا لن ينتهي بإذن الله - سيتم التفرغ للضفة و تملى شروط و تنازلات جديدة و خطيرة على أنقاض تنازلات سابقة .
7- العمل على إذكاء العداوات بين العرب والمسلمين بصفة عامة وأخص بالذكر الشعوب المنقسمة بين مؤيد لهذا ورافض لذاك ، وبالتالي تستعر النعرات المحلية و الإقليمية .. وهذا ما نلمسه في عدة منتديات ، بحيث صار الكلام عن السنة و الشيعة و المسلمين و المسيحيين يطفو على السطح ويغطي الأزمة الحقيقية ، ألا وهي عربدة العدو و انسياق الغرب مع أطروحته ، بحيث لم نعد نرى سوى عناوين مثل : (....... ) - لن أذكر المعتدي بالإسم لأنني آليت على نفسي الحفاظ على لساني و يراعي نظيفا منذ سنوات عديدة - ترد على قذائف حماس بقصف الضفة / الرئيس الفلاني يدعو إلى التهدئة و ضبط النفس ... إلخ .
8- تجب الإشارة إلى أن العدو كلما رأى نفسه مجبرا على الالتزام بمسؤولياته تجاه تسوية ما ، يعمد إلى إثارة أزمة داخلية تهيئ للانتخابات جديدة لتجيء حكومة جديدة و تتنصل من كافة التعهدات.. ولا ضرر من اتهام مسؤول كبير بالفساد حتى يرى الجميع عظمة هذه "الديموقراطية".
9- وأخيرا وليس آخرا ، فإن اتخاذ صواريخ المقاومة ذريعة لهذا الهجوم يجب ألا يفاجئ و يخدع الجميع ، لأن الهجوم على لبنان اتخذ مبررا له أسر الجنديين ، بينما الإعداد للهجوم كان قد استكمل مراحله الأخير .. وما كان الحصار الرهيب لغزة إلا توطئة لدفع المقاومة للرد عليه ، وهذا الرد في نظر الشرفاء و الأحرار طبيعي و شرعي مائة بالمائة .
هذه خلاصة ما وصل إليه تفكيري المتواضع ..
لكم مني كل التحية والتقدير .