هولندا: مواقف متباينة من الهجوم على غزة
تقرير: عبد العالي رقاد
تباينت المواقف في السياسة الهولندية حيال الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 310 فلسطينيين. وفيما اكتفت الحكومة بالتعبير عن قلقها حيال الوضع، طالب الحزب الاشتراكي الحكومة بإدانة ’’إسرائيل’’، واصفا موقف وزير الخارجية ماكسيم فرهاخن بأنه دون المستوى. أما حزب الحرية اليميني الذي يقوده خيرت فلدرز، فقال على لسان هذا الأخيرالهجوم على غزة مشروع، ونحن نقف إلى جانب إسرائيل.
أما رئيس الحكومة السابق دريس فان آخت فوصف الهجوم بأنه جريمة حرب تتحمل هولندا جزء من المسؤولية عنها بسبب سيرها وراء مواقف الإتحاد الأوربي وواشنطن.
ونقلت وكالة الأنباء الهولندية عن وزير الخارجية ماكسيم فرهاخن، انه قد أعرب عن قلقه حيال الأوضاع في غزة دعوته إسرائيل لـ ضبط النفس حتى لا تتسبب في مقتل مزيد من المدنيين. وقال بيان الخارجية أن فرهاخن يندد باستفزازات حماس من خلال إطلاقها للصواريخ على جنوب إسرائيل، وأن هذه الأعمال هي التي تسببت في هذا الهجوم الإسرائيلي.
هذا الموقف، جعل الحزب الاشتراكي يوجه الانتقاد الحادة للحكومة التي يرأسها يان بيتر بالكنينده من الحزب المسيحي الديمقراطي. وقالت أخنس كانت، رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي يجب على الحكومة الهولندية أن تندد بالاستخدام المفرط للقوة الذي تقوم به إسرائيل واصفة موقفها بأنه وضعيف جدا وآحادي الجانب. و أضافت كانت أن انتقادات الحكومة الهولندية لإطلاق حماس للصواريخ صائبة، لكنها منحازة، وأن الهجوم الإسرائيلي على غزة مبالغ فيه، وكذا ما تقوم به حماس، وأنه أمام وضع كهذا ليس هناك إلا التنديد بالعنف والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وعن حزب العمل الهولندي، من يسار الوسط والشريك في الائتلاف الحكومي، يقول النائب البرلماني مارتاين فان دام انه فوجئ بموقف الحكومة واصفا إياه بالمثير للدهشة، في مثل الوضع الحالي يجب إصدار رأي واضح حول هذه العملية، وإن لم يفعل وزير الخارجية هذا فسنستدعيه للمسائلة في البرلمان. وسار حزب ديمقراطيو 66 على نفس الدرب، منادين بإرغام الحكومة على إصدار موقف واضح تجاه ما يحدث في غزة.
جرائم حرب
نائبة البرلمان الهولندي آنيا anja عن الحزب الاجتماعي (SP) تنشر في موقعها جرائم الاحتلال الصهيوني :
http://anjameulenbelt.sp.nl/weblog/
ومن جهته، وصف رئيس الحكومة الأسبق دريس فان آخت، واحد أقطاب الحزب المسيحي الديمقراطي سابقا، ما يقع الآن في قطاع غزة بأنه جرائم حرب تقوم بها إسرائيل، بسبب الإفراط في استخدام القوة. جاء هذا الموقف لفان آخت في مقابلة تلفزيونية لقناة نوفا الهولندية، السبت الماضي أي في اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي علة مدينة غزة. ولم يكتف بهذا، بل ذهب إلى وصف ما تقوم به إسرائيل بأنه ممارسات ترقي لجرائم حرب. كما ربط هذه العملية العسكرية بالحملة الانتخابية الدائرة الآن في إسرائيل والتي تسبق الانتخابات العامة المقررة في فبراير شباط القادم. وعن موقف هولندا قال دريس فان آخت الذي تولى رئاسة الوزراء بين 1971 و1973 أن على هولندا دعم احترام القانون والعدالة الدوليين، وأن لا تنجر وراء مواقف الإتحاد الأوربي وواشنطن المضللة. وأضاف أن إسرائيل قلت 225 فلسطينيا في يوم واحد وهذا الرقم يساوي عشرة أضعاف الإسرائيليين الذي قتلوا بصواريخ القسام منذ عام 2004. وكان فان آخت محل اتهام بمعاداة السامية في بعض وسائل الإعلام الهولندية بسبب كتاباته ومواقفه تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. تنديد يهودي بالهجوم
ومن بين المواقف المميزة حول الهجوم الإسرائيلي المتواصل حاليا في قطاع غزة، موقف منظمة الصوت اليهودي الآخر، النشطة في هولندا التي قالت في بيانها اليوم إن إسرائيل تهاجم وتدمر في غزة وقبله في لبنان عام 2006 بناء على مغالطات وأكاذيب، وأنها هجمات مدروسة ومخطط لها من طرف الحكومة وليست رد فعل لصواريخ حماس. وأضافت المنظمة المعروفة بانتقاداتها الحادة للسياسة الإسرائيلية وللحكومة الهولندية في مواقفهما من الصراع في الشرق الأوسط إن إسرائيل تتحمل ليس فقط مسؤولية كل قتيل وجريح في هذه الهجمات، بل أيضا المسؤولية عن انهيار مفاوضات السلام والجهود الرامية للتوصل إلى حل للنزاع القائم.
وكان نحو مائتي شخص تظاهروا في أمستردام السبت الماضي احتجاجا على ما أسموه المجزرة الإسرائيلية في غزة بدعوة من اللجنة الفلسطينية، وهي إحدى الجمعيات الهولندية المدافعة على حقوق الفلسطينيين وضد الاحتلال الإسرائيلي.