31 / 12 / 2008, 55 : 12 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
بعد 'بحبك ياحمار' سنغلق معبر رفح تجنبا للفخ!كفى إستخفافا!
عندما قرأت أن هناك (مطربا ) ,وأضع الكلمة بين قوسين لأن ما اكتشفته فيما بعد أن أقصى وصف يستحقه هذا الشخص هو كاريكتير مطرب, غنى في مصر "بحبك ياحمار" ، إستهجنت الأمر و تأسفت ووددت لو تصدر عقوبة في حق هذا الشخص الذي يستخف بالذوق العام لشعب غنت له أم كلثوم وكانت تقف كهرم من أهرامه على أي خشبة إستقبلتها ولحد اليوم لازالت وقفتها وصوتها ومنديلها يسيلون حبرا من مختلف أرجاء الدنيا.
قلت في نفسي كيف ألهمت مصر بنيلها وأهراماتها وتاريخها وحتى حواريها الشعبية كبار الكتاب و الفنانين من كل أنحاء العالم ليألفوا أعمالا خالدة زادتهم تألقا ولم يجد هذا إلا الحمار ملهما ومحورا ليشنف بها آذان الشعب المصري و غيره أو لأقل ليخنق بها ذوق الشعب المصري وغيره.
كنت نسيت حكاية 'بحبك ياحمار حتى يوم أمس حين خطب سعادته ليعلن أن معبر رفح سيغلق لتجنب الوقوع في الفخ الإسرائيلي ، بدا لي الإستخفاف بالذوق العام للشعب المصري ذي التاريخ التليد يسيرا أمام الإستخفاف بما يميز الإنسان عن البهيمة أي عقله.
وليس عقله فحسب بل معتقدات الشعب المصري الراسخة التي تصحو مع كل الله أكبر ! تدعو للصلاة .
تغلق المعابر لتجنب الفخ الإسرائيلي و ليستمر الصهاينة في القصف فما باليد حيلة ولمصر السيادة على أراضيها ، لانجدة لعدم الوقوع في الفخ و أي فخ؟
تحدث أحد أعضاء مجلس الشعب المدافعين عن الفكرة وقال أن مسؤولا أمريكيا كبيرا لمح له أو صارحه برغبة وهب غزة لمصر وضمها إليها وأضاف أن مصر لا تريد هذا فلم يكن بينه وبين المعتوه فرق في عيوني و أي قانون يبيح هذا الجنون و هل شعب فلسطين يقبل بهذا وهو يناضل منذ مايفوق ستين عاما ويقدم أبناءه وبناته شهداء ويأبى الإقتلاع.
في عام 1923 أي قبل النكبة بر بع قرن قال فلاديمير جابوتنسكي أحد مؤسسي الحركة الصهيونية ولم تكن هناك لا حماس ولا جدار عازل ولا صراع فلسطيني ـ فلسطيني لكن كان هناك تخطيط وسياسة صهيونية ترمي للإستيلاء والطرد والهيمنة على أرض عربية آهلة بأصحابها، فالسياسة ليست الإستعراضات والسجاجيد الحمراء وقاعات المؤتمرات الفاخرة والموائد المزدانة بالورود بل هي تخطيط وأهداف وتوقعات يحسب حسابها قبل وقوعها.
قال فلاديمير جابوتنسكي :" التسوية بيننا وبينهم لن تكون ممكنة طوعيا ، إن تبقى لهم أدنى أمل بإمكانية التخلص منا، لن نتمكن من إقناعهم لا بالمال ولا بالكلمات الجميلة.
لأنهم شعب ، شعب مطرود لكنهم شعب حي، لاشعب يقوم بالتنازلات التي نسألهم إياها إن تبقى له أدنى أمل في التخلص منا.
عدا إن لاحظوا وجود جدار حديدي غير قابل للإختراق بيننا وبينهم ،سيتنازل المتطرفون منهم وسيلجأ المعتدلون منهم إلينا ليسووا معنا بعض المسائل العملية.
سيسألوننا أن نضمن لهم عدم توسعنا وكذلك إن شئنا أن نكون طيبين و نعطيهم حقوقا كحقوقنا."
من يسمون بالمتطرفين اليوم عليهم أن يختفوا وأن يتنازلوا ليبقى المعتدلون الذين وصفهم جابوتنسكي عام
1923 القانعين بما تتصدق عليهم به إسرائيل.
ويغلق المعبر الوحيد الأخوي اليوم بذرائع تستخف بشعب مصر وأرضها الطيبة الكريمة التي إرتبط ذكرها في القرآن بالخير قال تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [البقرة:61]
مصر الخير والكرم و التاريخ المجيد لا تغيث جارتها الجريحة ،كفى إستخفافا بالعقول والنفوس الشريفة الإنسانية الكريمة.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|