[رشيد الميموني]

نعم أختي نصيرة هذا ما نحسه أيضا حين نقرأ قصاصات الأخبار في الأنترنيت نفسه .. وهو و إن كان غير كاف في الوقت الراهن فإنه تحول هام يمكن أن يستثمر لو وجدت النيات الصادقة و توفرت الإرادة عند الجميع ..
لكني آسف لكون هذا التحول يوازيه خط آخر من الانهزامية و الانتهازية .. إذ كيف يعقل أن تظهر على السطح حزازات حزبية وإيديولوجية في الوقت الذي ينبغي التمسك بنكران الذات و نبذ كل أسباب الخلاف سواء العقائدي أو المذهبي أو الإيديولوجي ..
أسرة التعليم تعتزم القيام بتظاهرة غدا، فينبري من ينسحب منها بعد أن كان هناك إجماع وطني على تظاهرة يشارك فيها الجميع .. بذريعة أن فكرة التظاهر يوم الجمعة - يوم الغضب - جاءت من جهة أخرى ، و أنه لا يمكن الانصياع إلى إملاءات الغير ..
هل نحن الآن أمام حسابات شخصية أو حزبية ؟ وهل هناك وقت لهذه الحسابات ؟ ونحن نعرف أن هذه التظاهرات لم تعد تسمن ولا تغني من جوع ؟
هل يعقل أن تبدأ حسابات الاستحقاقات الانتخابية منذ الآن ؟ وفي هذا الظرف العصيب بالذات ؟
الآن عرفت لماذا تبقى الساحة العربية و الإسلامية سلبية و مقصرة عن الحد الأدنى من التعاطف أو المساندة ..
الآن عرفت أن هناك خفافيش في الظلام لا يعنيها مما يحدث شيئا .. فالمصيبة في واد و هدفهم في واد آخر .
أنا بصراحة أفضل أن تلغى بعض المظاهرات التي يتقدمها ساسة أو أطر أو هيئة تنتمي لمجال خاص و لا تعني لي سوى تمثيلية مسرحية هزلية .. صراخ و وعيد ورياء . لماذا لا ينصهر الكل في الكل ؟ ..حقا هناك مظاهرات في بلدان عربية و إسلامية تشفي الغليل وتشعر المرء بالاعتزاز .
أستطيع أن أقول بكل مسؤولية إن من يتسبب في التفرقة الآن لا يختلف عن غيره ممن يسيء إلى قضيتنا الأولى ويتآمر عليها و ينسى دماء الشهداء الزكية التي وحدها سوف تعيد للأرض العربية الإسلامية كرامتها و عزتها ..
أجدد دعواتي لإخواني بغزة .. وأختم مقالتي هذه بالهمس في أذن زملائي :
بالأمس وضعت سؤالا على تلامذتي :"ماذا تعرفون عن فلسطين وعن تاريخها و تاريخ النكبة ؟".. لم يكن أحد يعرف شيئا إلا النزر اليسير .. ووجدت منهم آذانا صاغية و اهتماما فاق كل التوقعات ..
ماذا لو تعرف الصغار على التاريخ ووضحت الأمور في الوقت الذي يعول فيه على نسيان القضية وجذورها وجعل الإسم للدولة المغتصبة متداولا على الألسن بعد أن كانت الصحف والإذاعات تذكر في الماضي فقط كلمة "العدو" في نشراتها الإخبارية ؟ .. هذا أبسط ما يمكن القيام به حتى نسد الطريق أمام من يريد لفلسطين أن تصير فقد عبارة عن قضية صراع بين دولتين أوعلى الأقل في هذه المرحلة بين "شعبين"..
حسبي الله و نعم الوكيل .. ودامت فلسطين بشعبها صامدة .