عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 01 / 2009, 40 : 11 PM   رقم المشاركة : [63]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: حوار غزة بين الأعضاء وتداعيات الأوضاع

أختي الغالية ميساء
لا أظنني إلا شاعرا بما تشعرين به من غيظ وغضب وقهر وألم .. لكن أود أن أقول لك إنني على مر السنين و بتجربتي المتواضعة كإنسان يتفاعل مع الأحداث ويتأمل النتائج .. صرت متعودا على أشياء تتكرر بتكرار هذه المآسي المسلطة علينا في قانون ليس بقانون الغاب ، لأن الغاب تحكمه قوانين الغريزة التي وضعها الله تعالى في مخلوقاته الحيوانية التي لا تقتل إلا لتقتات وتعيش ..
ماحدث في غزة وما تلاها جدير بنا أن نفهمه و نعيه جيدا .. فهناك هزيمة و بحث عن نصرين ..
هزيمة العدو بادية للعيان .. لم يحقق العدو شيئا مما خطط له .. اللهم ترويع السكان وقتلهم و استباحة كل شيء .. وهو يعمل جاهدا لإخفائها و الحد من تداعياتها عبر استنفار حلفائه الذين كان يعارض إلى وقت قريب تدخلهم في شؤون المنطقة .
النصران اللذان يتم البحث عنهما نوعان :
1- نصر سياسي وهو ما يتكالب العالم "المتحضر" الآن من أجل نيله بعد أن عجز العدو عن تحقيقه بالقتل والإجرام .. وهذا مآله الفشل أمام صلابة المقاومة وعدالة قضيتها .
2- نصر معنوي وهو - في رأيي - الأخطر .. هي عملية سرقة كما تعودنا على سرقات مماثلة .. سرقة التاريخ و الأرض والهوية واللغة .. أما السرقة الحالية فهي سرقة فرحتنا بصمود المقاومة رغم الثمن الباهظ .. هو نصرمعنوي لنا .. لكن العدو بأساليبه الشيطانية يريد أن يجعله نصرا له .. وما هذا الشعور بالإحباط الذي يعم قلوب الملايين عبر أرجاء العالمين العربي و الإسلامي إلا نتيجة لهذه المحاولة اليائسة البائسة لإحراز نصر معنوي بل وسرقته ممن يستحقونه .. أنا مثلا حين تم الاتصال بأحد ممثلي حماس عقب وقف إطلاق النار و استمعت إلى خطابه الرزين الواثق من نفسه شعرت بنشوة النصر .. لكني كدت أقع فريسة الإحباط حين تابعت هذا الصباح كلمات اللزعماء الأوروبيين وهي تؤكد على "أصل المشكل" وهو تهريب السلاح إلى غزة وكيفية العمل على محاربته .. هذا كفيل بجعل نشوة النصر والصمود تنقلب رأسا على عقب .. لكنها تبقى في النهاية حربا نفسية يراد بها مايراد من تمكين روح الانهزامية في النفوس التي بدأت تتعود على فكرة أن هذا العدو يمكن قهره بوسائل متواضعة فبالأحرى بإمكانيات تضاهي إمكانياته .
علينا أن نعلن عن انتصارنا وتفاؤلنا بقدرة المقاومة على الصمود في وجه المؤامرات كما وقفت في وجه العدوان.. و نعي جيدا ما يخطط من مؤامرات يقصد بها إحباط النفوس.. هذه المؤامرات جربت غداة انتهاء الحرب في لبنان صيف 2006 .. وأخذت ابواق الدعاية من عملاء و متصهينين تسخر من النصر المزعوم حتى شعر الكثيرون بمرارة بعد أن كانت نشوة النصر تعلو الوجوه ..
الهدف هو إدخال العقلية العربية والإسلامية من جديد في دوامة الاستكانة و الاستسلام و الاقتناع بأن الهزيمة هي قدرنا ..
لنع جيدا أنه منذ سقوط كابول و بغداد لم يحرز الأعداء شيئا إللهم تقتيل الأبرياء وتشريد ذويهم ..
نقطة هامة أيضا هي من علامات النصر .. نتذكر جيدا كيف كانت الهجمة الشرسة عام 1948 وما نتج عنها من نزوح .. الآن ننظر بكل فخر إلى جنوب لبنان الذي ما أن وقفت آلة الحرب حتى عدا الجميع إلى أرضه وبيته رغم ما يحيط به من خراب ودمار وخطر عودة القصف .. حقا ، ظروف النزوح عام 48 ليست هي نفس الظروف لعوامل عدة .. لكن تشبث الإنسان اللبناني والفلسطيني - وخاصة الغزاوي بأرضه - أفشل محاولات العدو التي كانت تروم تهجيره منها وجعلها خلاء.
أختي ميساء .. إخوتي في نور الأدب .. علينا أن نبقي الشمعة مضاءة في هذا الليل الحالك .. وعلينا أن نستضيء هنا بنور الأدب الذي يلمنا .. لنبح و نتكلم و ننظر إلى الغد المشرق .. فحلكة الليل يعقبها حتما بزوغ الفجر ..
تحية للمقاومة و صمودها و حكمتها .. ورحمة الله على أرواح شهدائنا البرار .. وإنها لثورة حتى النصر إن شاء الله تعالى .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس