نعم العدوان سيتكرر طالما بقيت هذه الجرثومة الصهيونية جاثمة على ترابنا تنهش جسد الخارطة الفلسطينية حتى احالتها الى بقع متناثرة لا تتعدىبضع كيلومترات.
لا أدري ماذا تقصد بالعبث هنا؟ هل تقصد مقاومة الإحتلال ، هكذا تغيرت ابجدياتنا ؟
اذا كنت تقصد المقاومة ، فثقافة المقاومة ليست ثقافة دخيلة او مبتدعة من مقاومي غزة ، إنها الحق المشروع لكل شعوب الدنيا التى تٌبتلى بالإحتلال، هكذا تعلمنا في تاريخ الشعوب المحررة، وكذلك تعلمنا ان الشهداء هم وقود التحرير.
شعب القطاع الذي تتهمه بإنه سمح بالتهريج والعبث هو الشعب الصامد الذي حرك شعوب الدنيا كلها في حملة تضامنية لم تشهدها القضية الفلسطينية منذ وأدتها وأطفئ بريقها اتفاقيات السلام العبثية التى داست على كل احلامنا كفلسطينيين.
العدوان على غزة لم يبدأ على غزة يوم السابع والعشرين من ديسمبر، العدوان بدأ عندما بدأ الحصار الظالم عليها ، عندما قرر الإحتلال الغاشم ومن يسانده قتل الشعب الفلسطيني تجويعاً ، هل كان المطلوب من الشعب الذي حوصر حتى في لقمة عيشه ان يظل هكذا الى مالانهاية ، يستجدي منفذ للهواء والماء والغذاء ؟
غزة وابنائها الشرفاء الصابرين الصامدين يعرفون ثقافة المقاومة وهم اكثر ثقافة من صناع القرار السياسي الفلسطيني الذين لا يجيدون الإ تنميق الكلام والغزل السياسي ، ويعرفون انهم لو ما أرسلوا صواريخهم المتواضعة كانوا سيبقون في طي النسيان الى ما شاء الله.
الشرفاء المرابطين في غزة يستحقون التقدير والإحترام فهم من حشد مناصرة الشارع العربي والدولي في وقت فقدت السلطة الفلسطينية مصداقيتها وفقدت القدرة على إقناع حتى الأطفال بوجهة نظر موحدة .
مقالتك تشبه كثيراً خطاب الرئيس الفلسطيني اليوم في القمة الإقتصادية والذي جاء محشواً بالتبجيل والشكر والعرفان الى اخره من عبارات المجاملة في وقت لا يحتمل المجاملات، القضية الفلسطينية اغلى وأثمن من كسب موقف هنا او هناك، تمنيت لو تناول سيادته القضية برمتها واغتنام فرصة تجمع صناع القرار العربي على طاولة واحدة.
لكل من بخس الدم الفلسطيني واستهان بصموده أقول " أتقوا الله وانتظروا حكم التاريخ"
سلوى حماد