[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]
محمد يا غالي..
للأسف فالسؤال الذي يراودك ومحاكمة النفس والشعور المرير بالتقصير يراودنا جميعاً
لو قرأت ما كتبت أنا في بداية المجازر على أهلنا في غزة والشعور الشخصي الذي راودني بأني مجرمة! مجرمة لأني لا أفعل شيئاً لكل هذه الدماء التي تسيل..
إعلم أننا جميعاً نشعر بعذاب الضمير والتقصير وهذا الشعور وعذاب الضمير لا بدّ أنه سيتنامى ويكبر فينا يوماً بعد يوم.
بالتأكيد أن هذه الغدة السرطانية المسماة "إسرائيل " من المحال التصالح معها ولو بعد ألف عام وهم بإجرامهم يحكمون على دولتهم الزائفة المستعمرة بالفناء.
ومن المؤكد أنه لا بد لأمتنا أن تخوض حرباً لاقتلاعها من أرضنا، فهذا شيء مفروغ منه ويعرفه القاصي والداني، حتى هم يعرفون هذا وعليه يحاولون إضعافنا لتأجيل هذه النتيجة الحتمية بقدر الإمكان.
أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أن هذا النفير للحرب برغم كل الألم والإحباط من واقعنا أكاد أراه.
ناهيك أن هذا دينياً معروف لنا ولهم وهو من العلامات التي ستظهر، وتجد بين اليهود المعادين لإسرائيل من يكرهون الصهيونية لأنهم يؤمنون بأنها ستكون السبب في فناء اليهود في فلسطين.
على الرغم من كل البلطجة والإجرام ووقوف العالم إلى جانبهم والسكوت عن إجرامهم وتزييفهم، يكاد يجزم كثير من المحللين أن إسرائيل لا يمكن لها أن تبقى أكثر من ربع قرن آخر.
هم يعرفون أن لا شيء يبقى على حاله ويحاولون استغلال الوقت لشرذمتنا وتفتيتنا ولكن هذا وضع باطل وضد الطبيعة وقانون الحياة.
هذا الكون أنشأه الله سبحانه على معادلة الأصلح لا الأقوى.
كل ظلم يشتد إنما يحكم على نفسه بالفناء
فلنستعد جيداً ونهيئ أولادنا ونتهيأ ليوم النفير وهبة العرب والمسلمين كرجل واحد.
الكراهية شعور سلبي كما يقال.. إلا كراهية العدو المجرم المغتصب السافك دماء الأهل ، كراهيته هي الواجب والفضيلة التي يجب أن نحرص على بقاء نارها مشتعلة فينا وفي أولادنا ونحرص على إشعالها في نفوس كل من نعرف حتى نصل لذلك اليوم العظيم الذي تنفجر فيه براكين نفوسنا المستعرة في عدونا في ذلك اليوم الذي لا يجب ألا نبعده أبداً عن أعيننا ونتحضر له جيدا..
سأبقى أحاسب نفسي وحاسب نفسك، أبقي نيران ثأرك مشتعلة وسأبقيها..
لن نسالمه
ولن نساومه
ولن نتركه
ويوم الثأر الذي سنقف فيه كالحشر صرختنا تزلزل حتى نقتص من الصهاينة
قادم
قادم
قادم
وحق كل قطرة دماء سالت أن الثأر قادم
[/align]