الأخوة والأخوات الأعزاء تحياتي لكم جميعاً ،
اسمحوا لي بالمشاركة في هذا الملف المهم لأول مرة ، حقيقة الحديث عن غزة وما حدث خلال الأسابيع الماضية سيكون طويلاً ، لإن ما ستكشفه الأيام القادمة سيحمل لنا الكثير من المفاجأت والحقائق التى مازالت تحت ركام الغموض.
تتسائلين ميساء ماذا بعد الحرب، سأحاول ان اجيب عن بعض اسئلتك في عجالة
والأن جاء ما هو اهم وهو تقييم الحرب ؟
نعم انتهت الحرب الغير متكافئة مادياً بكل المقاييس
المعتدي كيان محتل تبنته دولة عظمى تميزت بالكيل بمكيالين وأغدقت عليه من العتاد احدثه واكثره تطوراً لتجربه على الفلسطينيين (طبعاً تعرفون بإن العتاد المنتهية صلاحيته يتم بيعه للدول العربية)، وتحرك سياسي عربي ضعيف لا يرقى لمستوى الحدث بالرغم من وسائل ضغط عدة أهمها الحراك الشعبي الهادر في الشارع العربي.
والمعتدي عليه شعب تم إنهاكه بعملية حصار طويلة الأمد حتى يسهل تركيعه ومجموعة من المقاومين يدافعون عن كرامتهم وحقهم في الحياة بما تيسر لديهم من بعض العتاد الذي لا يٌقارن بما تملكه ألة الدمار الإسرائيلية.
نحن ليسوا محللون عسكريون، ولكن من يتابع الأحداث يصبح لديه شيئ من الثقافة الميدانية ويرجع الفضل للفضائيات التى تنقل الأحداث على مدار الساعة.
بما ان الحرب كانت غير متكافئة وليس بين جيشين بنفس الإستعداد فالنتائج لا تقاس بعدد الشهداء او القتلى من جانب العدو ،
النتيجة تقاس بمدى نجاح العدو في تحقيق أهداف هذه الحرب، هل نجح فعلاً في تحقيق أهدافه التى أعلنها وهي القضاء على فصائل المقاومة وإخماد صواريخها؟
الإجابة هي لا
نتائج الحرب اراها كالتالي:
بالنسبة لفصائل المقاومة الفلسطينية- أصبحت الرقم الذي لا يمكن تجاهله في معادلة القضية الفلسطينية بدليل تغير الخطاب السياسي العربي الذي اصبح يتغنى بدور المقاومة وصمودها بعد ان كان يرمي باللوم على حماس لإنهائها الهدنة وإيجاد الذرائع للعدو الصهيوني لحربه القذرة.
- إزدادت شعبية حماس في غزة بالرغم من المعاناة التى يعانيها المواطنين هناك جراء الحصار والحرب التى دمرت تقريباً معظم البنى التحتية في القطاع بالإضافة الى الخسارة في الأرواح التى طالت تقريباً معظم الأسر.
- سقوط السلطة الفلسطينية بالثلاثة في نظر الشعب الفلسطيني في غزة والضفة بعد ان مارست دور المتفرج وكأن من يٌذبحون في غزة هم من عالم أخر.
- حصول المقاومة على أكبر دعم شعبي عربي ودولي لم يسبق له مثيل وإحياء القضية الفلسطينية التى همشتها إتفاقيات السلام الرخيصة.
- إعادة شعب غزة تحت المجهر بعد ان تناسته الدنيا وتركته يعاني الحصار ولا من معين.
- اسقطت الحرب ورقة التوت عن أصحاب العورات التى أضعفت الأمة العربية وجعلتها منتهكة دولياً.
اما نتائج الحرب على الكيان الصهيوني فهي كالتالي:
- خسارة الهدف المعلن من قبل المجلس العسكري الإسرائيلي والذي برر الحرب بإنها للقضاء على المقاومة وإيقاف اطلاق الصواريخ.
- إنكشاف الوجه القبيح للكيان الصهيوني بالرغم من كل المحاولات لتجميله من قبل داعميه وسقوطه اخلاقياً
- إحتقار شعبي دولي لهذا الكيان على جرائمه التى كشفتها الفضائيات
- تعثر التطبيع الذي كان يطمح له في الساحة العربية نتيجة لجرائمه البشعة
- تأكيد لفقدان الجيش الذي لا يقهر مصداقيته والتى فقدها في حربه مع المقاومة اللبنانية عام 2006 وجاءت حربه مع المقاومة الفلسطينية لتؤكد بإن هذا الجيش هو أكذوبة صدقتها الجيوش العربية بعد حرب 67 فلزمت السكون منذ تلك الحرب.
يجب ان نعرف نقاط القوة ونقاط الضعف لدى المقاومة ويجب ان نعرف المقاومة الان ما هي برامجها
بكل تأكيد يا ميساء توجهات المقاومة لن تكون معلنة صراحة ، ولكن الشيئ الأكيد هو عدم الخوض في مهزلة السلام مع هؤلاء القتلة.
وما هي توجهاتها وكيف ستتمكن من محاولة ارجاع غزة إلى بر الأمان ؟
اعتقد بعد هذه الحرب لن تستطيع اطراف الوساطة العربية تجاهل المقاومة الفلسطينية وسيؤخذ في الإعتبار الوجود القوي لها في القطاع ، وعليه سيتم إيجاد حل لساكني القطاع سيكون في كل الأحول اكثر انسانية لما كان عليه الحال قبل الحرب.
من مصلحة اطراف الوساطة العربية ان تحاول ايجاد مناخ مناسب لتقريب وجهات النظر الفلسطينية لبلورة رؤية نهائية لحل القضية الفلسطينية ولو انني اشك في ان يحصل وفاق سياسي فلسطيني بين قطبين متنافرين احدهما سالب يقود فكر السلام مع القتلة ويحمل رايته سلطة رام الله وقطب موجب يقود فكر المقاومة والإصرار على إستعادة الحقوق المسلوبة ويقودها فصائل المقاومة مجتمعة.
لي عودة حسب سياق الحوار،
دمتم بخير،
سلوى حماد