عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 01 / 2009, 39 : 01 AM   رقم المشاركة : [67]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: حوار غزة بين الأعضاء وتداعيات الأوضاع

بسم الله الرحمن الرحيم .
أولا أحيي أختي عليا و أرحب بها مهنئا إياها على سلامة العودة ..
ثانيا .. ماطرحته أختي ميساء يثير شجونا .. فالحديث عن المقاومة يعني نكأ الجراح التي نريد لها أن تلتئم .. لكنه أمر لا مفر منه .. لأنه من المفيد تقييم عمل المقاومة كل حسب رأيه ..
أعتقد أن الكثيرمما كنت أنوي قوله قد سبقتني أختي سلوى إليه .. ووجهة نظري متطابقة معها في كل ما أوردته من ناحية الانتصار والهزيمة .. وأعني بهما انتصار المقاومة و انهزام العدو الصهيوني .
بقيت نقطة واحدة تقض مضجعي ويسيل حولها مداد كثير وهي تخص الوفاق وشروط المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ..
وإذا أردنا ألا نستبق الأمور ونذكر أول بأول .. فعلينا أن نذكر أن حماس هي اختصار لـ"حركة المجتمع الإسلامي"التي بدأت كما هو معروف كحركة تهتم بالواقع الاجتماعي للشعب الفلسطيني ونجحت في ذلك نجاحا باهرا أهلها لتكون قائدة له قبل أن تخوض معمعة السياسة .. هنا يتساءل الكثيرون عن حسن نية أو سوئها :"هل كان خطأ المقاومة وخاصة حماس أنها دخلت التجربة السياسية ؟" .. هناك من كان يعيب عليها سلبيتها وعدم واقعيتها وعدم استغلالها للظروف المواتية لتتزعم الشعب الفلسطيني عن جدارة وبكل أمانة .. هنا كانت الضغوط كبيرة حتى رأت نفسها مرغمة على خوض الانتخابات ؟
كل ماجرى بعد ذلك بالتنكر لنتائج التجربة الديموقراطية وسريان مفعول العقاب الجماعي لأهل غزة على اختياره معروف لدى الجميع .. ثم ما تلا ذلك من استحواذ حماس بالكامل على قطاع غزة قاطعة الطريق أمام مكائد العملاء المنتشرين هناك والمساهمين بكل نشاط في عمليات الاغتيال التي طالت رموز المقاومة ومن بينها الشيخ ياسين والدكتور الرنتيسي وغيرهما ..
دون الدخول في التفاصيل .. كان على حماس والشرخ يزداد اتساعا بينها وبين فتح أن تقرر بعد أن وضعت أمامها شروطا تعجيزية لقبول المصالحة .. وهي شروط - كما نعرف - تمس جوهر القضية الفلسطينية ومبادئ الحركة .. إذ كيف يعقل أن يشترط القبول بكل الاتفاقيات التي أبرمت مع العدو - الذي لم يحترمها - ومنها الاعتراف به ؟ .. من هنا ندرك كيف كان وضع حماس حرجا وهي تبدو أمام العيان كطرف له مسؤوليته في النزاع بين الأشقاء .. بينما هي ، وفي سبيل المصالحة ، لم تشترط أن تتنازل فتح عن كل الاتفاقيات الاستسلامية ..
ومن هنا أيضا نقول إنه من الظلم أن نتهم حماس بالبحث عن الكراسي فقط لأنها رفضت التنازل عن مبادئها الاستراتيجية ألا وهي الاعتراف بالعدو الذي لا يقيم وزنا للاتفاقيات .. ولنا في مصير المرحوم ياسر عرفات عبرة .. وهو الذي ساير العدو في إملاءاته حتى تبين له أنه -اي العدو - لا يعبأ بالخطوط الحمراء التي وضعها والتي تمثل خيانة للشعب الفلسطينية و قضيته في حال تجاوزها .. فكانت مؤامرة اغتياله .
اليوم هناك حماس المنتصرة رغم أنف من يعارض ذلك أو يريد تشويه هذا النصر .. وهناك شرفاء فتح الذين لا يفتأون يبينون عن مواقفهم النبيلة التي لا تساير أطروحة العدو ومن ورائه الامبريالية الغربية التي تسعى إلى حلحلة المنطقة من جديد بما يخدم مصالحها .. وهي في ذلك تشن حربا تفوق الحرب العسكرية شراسة . ألا وهي الحرب النفسية والإعلامية وهي تصور حماس كحركة "إرهابية"عميلة لقوى إقليمية تهدف إلى الدفاع عن مصالحها مستخدمة المقاومة في لبنان وفلسطين لأغراضها ..
حماس الآن تتوج مسيرتها بانتصار كلف الشعب غاليا . لكن لاأحد من هذا الشعب الذي اختارها ممثلا له اشتكى من كونها جرته إلى الجحيم .. وهي تعي موقفها الذي يراد أن يزج فيه بها من طرف أعدائها ومواليهم ..
بالأمس قرأت مقالا في أحد المنتديات يستغرب لما حدث في آخر لحظة من العدوان الغاشم .. وقف إطلاق النار من جانب واحد بينما كان العدو يكرر أن الحرب قد تطول .. ثم إعلان المقاومة عن هدنة لمدة أسبوع ، في حين أنها كانت ترفض وقف القتال حتى يستجاب لشروطها الربعة المعروفة ..
لا أدري إن كان من يقول هذا الكلام واعيا بوضعية المقاومة و مواقفها وتصرفاتها حسب ما تمليه عليها الظروف ؟.. أم أن الحديث هو مجرد لغو لا يستند إلى الواقعية ؟
نذكرأن الرسول صلى الله عليه و سلم وقع صلح الحديبية و هو في موقف قوة رغم معارضة أصحابه حتى كادت تحصل فتنة لولا حكمة أم المؤمنين أم سلمة .. ولهذا يجب ألا نتسرع في الحكم على تصرف قامت به المقاولة وإن بدا لنا غريبا .
أخلص من هذا بالقول إن المصالحة الوطنية تقتضي نكران الذات والتنازل المتبادل عن كل ما من شأنه زرع بذورالتوتر من هذا الطرف أو ذاك .. لكن شريطة ألا تمس المبادئ و لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي تتمثل في تمكين الشعب الفلسطيني من دولته المستقلة وعاصمتها القدس و عودة اللا جئين ..
فهل يعي المتآمرون أن المصالحة مستحيلة في ما لو تم التمسك بتلك الشروط التعجيزية ؟ وهل نفهم نحن جيدا أن المقاومة ليست مسؤولة عن إخفاق المصالحة ؟ وأنها في ما لو تنازلت عن مبادئها فسندخل في متاهة التنازلات التي لا تشبع مطامع العدو النهم إلى ابتلاع واغتصاب المزيد من الحقوق الفلسطينية كلما تسنى له ذلك ؟
إلى أين تسير الأمور ؟ .. يجب الوعي بأن العدو لن يستكين إلى الهزيمة .. هو سيعلنها - وقد أعلنها - نصرا .. وأن عملاءه سيظلون يتحينون الفرص لإعادة الكرة كي ينالوا من المقاومة عاجلا أو آجلا .. وهم في هذا يخنسون عندما تحبط مساعيهم .. وقد رأينا كيف تبدلت لهجتهم المقيتة عند وقف الحرب .. وصارت تمجد المقاومة على مضض .. بينما هي التي كانت تساند العدو و تتهم المقاومة بأسوإ النعوت .. وسوف يظلون يتحينون الفرص للنيل من المقاومة لتركيعها .. ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الإجهاز التام على القضية برمتها و تنفيذ فكرة "ثلاث دول" -مصر - الأردن - والكيان الصهيوني - بدل دولتين متجاورتين كما كانت أبواق المتلآمرين تقول في كل مناسبة يرتفع فيه سقف التنازلات لصالح العدو .
المقاومة يجب أن تحافظ على تحالفاتها الإقليمية و تجد لها إن أمكن تحالفات أخرى .. وعلى الشعوب أن تظل متيقظة إلى الأخطار المحدقة بها.. وإذا ما ظلت المقاومة على مبادئها متمتعة بثقة الشعب بها ومساندة الأمة جمعاء لها ، فإن كل المحاولات للنيل منها ستبوء بالفشل إن شاء الله .. لكن المؤامرة ستستمر كما قلت .. وعلينا الحذر الشديد من القريب قبل البعيد ومن "الصديق" قبل العدو ..
تحياتي
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس