الموضوع: التناص والتلاص
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 01 / 2009, 34 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

التناص والتلاص

[align=justify]
صارت السرقات الأدبية واسعة شاسعة بشكل لافت، فهل نبرر هذه السرقات بأي شكل من الأشكال؟؟.. طبعاً لا.. لكن ألا يتلاعب" اللصوص" بمعطيات مصطلح ما كي يقوموا بالسطو على كتابات الغير بصورة قد تبدو للوهلة الأولى "شرعية!!"ومقبولة..؟؟.. وإن اقتربنا أكثر ألا نجد أن ما سمي بالتناص قد فتح الباب واسعاً أمام هؤلاء اللصوص كي يستولوا على النص الإبداعي فكرة ومحتوى وتشكيلاً مبررين أنه مجرد تناص ليس إلا؟؟.. وهل نستطيع أن ندخل ذلك في مقولة "وقع الحافر على الحافر" أو "وقع الحافر على موضع الحافر" أو "الاحتذاء" كما ورد في نقدنا العربي القديم؟؟.. وهل يدخل ذلك في المحاكاة والمقابسة؟؟.. ثم هل هناك فرق حقاً بين التناص والتلاص؟؟..
في تحقيق أدبي أجرته روزالين الجندي ونشر في صحيفة "البعث" حول هذا الموضوع، رأى زكريا تامر أن هذا الذي "يسميه النقاد الحديثون تناصاً، ما هو إلا اسم مهذب ومجامل للسرقة والسطو".. بينما رأى عبد الرحمن الحلبي أن "مسألة التناص موجودة في الأدب العربي التراثي بمسميات أخرى" ويرى خليل الموسى حسب المنهج السيميولوجي والمنهج التفكيكي أن النقد رأى "أن النص وليد النص، أو وليد نصوص سابقة عليه، وهذا ما يقلل من سلطة المؤلف وهيمنته على النص الوليد". وأن "النص يصنع النص، كل بطريقته، إما بالاجترار، وهذا قريب من التلاص أو السرقة، لأن الثاني يعيد النص بطبيعته إلى حد ما، وإما بالامتصاص وهذه الطريقة تشير إلى التناص الحقيقي.." ورأى عادل فريجات أنه "يصعب أن نجد كاتباً لم يتأثر بغيره في بداياته، وقد وجد كتاب أغاروا على أعمال الآخرين وسرقوها أو حرفوها قليلا ونسبوها إلى أنفسهم، وهو مالا يقع تحت مصطلح تناص، بل تحت مصطلح تلاص.. وأذكر هنا أن الشاعر ممدوح عدوان قد أفاد من أعمال غيره دون أن يخفي ذلك وسماه بجرأة تلاصاً تمييزاً له عن التناص"..
يوسف الخطيب يقول إن الناقدة الفرنسية جوليا كريستيفا قالت بالتداخل النصي في رسالتها الجامعية وليس بالتناص حيث "كل نص على الإطلاق لا يمكن إلا أن يكون في حالة تقاطع أفقي وعمودي مع غيره من النصوص السابقة له، واللاحقة عليه.. فهو ثمرة استيعاب وتمثل لنصوص سابقة، بقدر ما هو في الوقت نفسه مصدر استيعاب وتمثل لنصوص أخرى ستكتب من بعده".. وهذا هو تحديداً "ما أطلقت عليه الباحثة علامته النقدية الفارقة بمصطلح التداخل النصي دون أن يدور في خلدها أنه سيتحول في صحافتنا الأدبية إلى شيء آخر لا علاقة له بالموضوع، يعرف بالتناص".. وإذا عدنا إلى تراثنا الأدبي العربي "في مجال الاقتباس والتضمين والإجازة أو في مجال التماثل النصي التام أو النسبي البريء أو العمدي وما يتفرع عن ذلك كله من اصطراف إلى استلحاق إلى انتحال إلى إغارة مرادفة أو مواردة ـ من توارد الخواطر والأخبار ـ فسنشعر عندئذ بقزمية الفكرة الأساسية التي أنشأت عليها جوليا كريستيفا مصطلح التداخل النصي أو حتى بنسبتها المجهرية قياساً على ما يحفل به موروثنا الأدبي في هذه المسألة بالذات"..
ألا يضعنا كل ذلك أمام سؤال يقول: هل تساوت المصطلحات في التعبير عن شيء واحد، أم أنها اختلفت ليقول كل واحد منها مؤدى يختلف عن مؤدى الآخر؟؟..
لا شك أن التأثر يختلف عن كل ذلك، في دلالته على كون أسلوب كاتب ما متأثراً بأسلوب كاتب سابق أو معاصر.. بينما لا نستطيع تمرير السرقات التي تحدث في عالم الأدب على أنها تناص.. وإذا كان النص يتأثر بنصوص أخرى سابقة بشكل طبيعي، فإن الاستحواذ على نص آخر بأي تسمية، لا يخرج عن كونه سرقة علنية عالية الصوت والطنين.. فالمصطلح ما كان ليوجد في يوم من الأيام ليبرر السرقة الإبداعية.. وإذا كان عنترة قد قال "هل غادر الشعراء من متردم" منذ القديم، فإن هذا لا يعني إقفال الباب أمام الإبداع الأدبي، والدليل ما قاله عنترة بعد معلقته، وما أنتجته الأفكار من جديد حتى الآن.. إذ نعرف أن المبدع يصل أحياناً إلى نوع من الإحباط الشعوري المؤقت، ليقول بالانغلاق، لنراه فيما بعد يوجد النص الجديد المليء بالحيوية..
وإذا كانت جوليا كريستيفا قد قالت بالتداخل النصي لا بالتناص، فإن المفهوم يجب أن يبقى عند هذا الحد، دون الخروج به عن مساره، ليصار إلى تلفيق الكثير من المفاهيم تحت عباءة التناص المتهالكة أصلاً.. باعتقادي أن مصطلح التناص ـ وهو مصطلح جديد ـ ما زال عائماً غائماً، دون معالم.. والأجدى أن نوجد مصطلحات تحمل دلالاتها الواضحة..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس