عبرت عن تقديرها للمواقف الشجاعة في قمة قطر
"حماس" ترحب بدعوات الحوار المبنية على الصدق واستخلاص العبر وقبول الآخر
[ 21/01/2009 - 03:16 م ]
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بدعوات الحوار التي انطلقت مؤخراً، مؤكدة على ضرورة أن تكون هذه الدعوات مبنية على الصدق واستخلاص العبر والإيمان بحتمية وضرورة احترام وقبول الآخر، كشريك أساسي في المعادلة الفلسطيني. وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم: "إن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة ومواجهة التحديات وليس في التآمر وفي إقصاء الطرف الآخر وتصفيته، وأنّ الشرعية تأتي من الشعب واحترام القانون وعبر صناديق الاقتراع ولا تمنح من أي طرف مهما كان، وأي حوار فلسطيني فلسطيني حتى ينطلق ويكتب له النجاح يجب أن تتوفر له كافة المناخات وتهيّأ له كافة الأجواء، وتوفر له كافة المستلزمات عمليا وفعليا".
وقال برهوم في مؤتمر صحفي عقده على (جبل الريس) المنطقة التي شهدت أعنف المعارك بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء (21/1): "الحوار ليس شعارات ولا دعوات ولا بيانات، والمصالحة الوطنية لا تتأتّى بإلقاء الكرة في ملعب الغير لذر الرماد في العيون وتسجيل النقاط، فمتى تتحسن الظروف وتنتهي الحرب ويفك الحصار وتفتح المعابر ويندحر الاحتلال عن غزة وتهيّأ المناخات بالكامل لذلك سنكون نحن قبل الجميع جالسون في انتظارهم على طاولة الحوار، تتويجاً لكل الجهود المحلية والإقليمية المبذولة في هذا الاتجاه وفي أي مكان".
وأعرب عن تقدير حركته عالياً للمواقف النبيلة والشجاعة في قمة الممانعة في قطر الخير، التي قالت فيها "حماس" كلمة الشعب الفلسطيني وكلمة المقاومة وعبّرت بصدق عما يجري في غزة وفي فلسطين.
وثمّن عالياً لكل من قطر والسعودية الذين بادروا برصد الأموال والدعم لإعادة اعمار غزة، متمنياً أن تصل هذه الأموال بأقصى سرعة إلى مستحقيها وعبر الممثلين الحقيقيين لأهلنا في قطاع غزة.
وأكد برهوم رفض حركته لأي توظيف سياسي لهذه الأموال الإغاثية لخلق حالة غير منطقية وغير واقعية في قطاع غزة، شاكراً الاستجابة السريعة لبعض الدول للنداء الفلسطيني الخالص بفضح الاحتلال وطرد سفرائه من بلادهم.
وقدر المتحدث باسم "حماس"، عالياً الصمود الأسطوري والثبات العظيم لأبناء الشعب الفلسطيني والتفافهم حول خيار المقاومة، مسجلاً احترام حركته وتقديرها لهذه الهبة الجماهيرية والشعبية على مستوى العالم أجمع نصرة لفلسطين ولقضية فلسطين، ولأهلنا في غزة في حشد غير مسبوق ودعم ليس له مثيل على كل المستويات الميدانية والرسمية والجماهيرية والشعبية.
وأضاف: "لو أن المحتل الصهيوني أدرك حجم هذه التضحيات وحجم هذا الثبات والصمود لمقاومتنا وشعبنا وحجم خسائره الفادحة وهذا الالتفاف الجماهيري والشعبي على المستوى الإقليمي والدولي مع "حماس" ومع المقاومة وعدالة القضية الفلسطينية، وحجم هذا التبني الرسمي من دول وازنة ومحورية لقضيتنا العادلة وتجريمهم للاحتلال لما أقدم على هذه الحرب الخاسرة".
ومضى يقول: "إن هذا الثبات الأسطوري للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني رغم حجم التضحيات يجب أن يكون رسالة للجميع ولكل دوائر صنّاع القرار على المستوى الإقليمي والدولي، وليفهمها كل على طريقته".
وأوضح, أن كل محاولات العنف والقوة وليّ الذراع والحصار والقتل والترويض السياسي والتسوية الهزيلة ودس السم في العسل، لا يمكن أن تنجح في ابتزاز المواقف أو تخضعنا لسلم التنازلات أو الرضوخ لأي املاءات تمس مقاومتنا وسيادتها وشرعيتها وحقوق وثوابت شعبنا طال الزمان أو قصر، وليكن ذلك مدعاة لكل صنّاع القرار في المنطقة بما فيهم الإدارة الأمريكية الجديدة لمراجعة مواقفهم وإعادة حساباتهم من جديد مع "حماس" وشرعيتها، ومقاومة الشعب الفلسطيني وسيادته وحقوقه وثوابت.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما أمام اختبار جديد بما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المسلوبة، مؤكداً أنه سيحكم عليه من خلال سياساته وخطواته العملية على الأرض، ومدى استفادته من أخطاء الإدارات الأمريكية السابقة وسياساتها الخارجية المجحفة وخصوصاً ولاية الرئيس بوش رأس الشر في العالم والذي صدّر الارهاب والقتل إلى كثير من دول المنطقة ودمّر سمعة الشعب الأمريكي.
وبين أن الوجه الحقيقي للاحتلال قد انكشف وكل محاولات التضليل لتغطية الشمس بغرابيلهم المهترئة لم تجدِ نفعاً، وكل مشاهد القتل والدمار والإرهاب والإبادة الجماعية بالأسلحة الفوسفورية والكيماوية قد وثّقت والأصوات الرسمية والجماهيرية والشعبية والحقوقية والدولية المنادية بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة في محاكم الجنايات الدولية قد ارتفعت وتطوعت لهذا العمل دول ومؤسسات وآلاف النخب والمهنيين.
ووجه المتحدث باسم "حماس"، حديثه لمن يزايدون على المقاومة وسلاحها قائلاً: "نقول لمن لم يحققوا شيئاً لشعبنا بل جرّوا عليه الويلات عبر مفاوضات هزيلة ومؤتمرات التسوية العبثية ورهاناتهم الحثيثة على الوعود الزائفة الأمريكية، تنحّوا جانباً والتقطوا أنفاسكم فقد أرهقتم فاستريحوا حتى يستريح الشعب، فقد تغيّرت المعادلات وسُجلت الانتصارات، وسقطت كل الرهانات، فكفاكم والزمن لا يعمل لمصالحكم، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، انضموا إلى خيار شعبكم، خيار الجهاد والمقاومة، فبعد هذا الانتصار العظيم في معركة الفرقان العظيمة، وهذا الالتفاف الجماهيري على حركة "حماس" ودعماً وإسناداً للمقاومة، نقول لكم "بإمكانكم أن تتلمّسوا طريقنا وتمضوا في دربنا وتنضووا خلف لوائنا فنحن من يراهن عليه في الأزمات والشدائد".