جدّد التأكيد على موقف سورية الداعم للمقاومة
الأسد: غزة بقيت صامدة و"إسرائيل" فشلت في استئصال المقاومة بنيويّاً
[ 27/01/2009 - 11:05 ص ]
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام
أكّد الرئيس السوري بشّار الأسد أن غزّة بقيت صامدة حتى اليوم الأخير من أيام الحرب عليها، وأنها لو انهارت لانهار معها كل الصمود الذي نراه على مستوى العالم العربي، لافتاً النظر إلى أنّ "إسرائيل فشلت في استئصال المقاومة بنيوياً".
وقال الرئيس الأسد في حوار مع قناة "المنار" اللبنانية أجراه الإعلامي الفلسطيني نافذ أبو حسنة مساء أمس الاثنين "غزة حتى اليوم الأخير بقيت صامدة. لو أنها انهارت غزة لانهار معها كل الصمود الذي نراه على مستوى العالم العربي"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "هناك نهضة عربية لدى الناس، هناك نهضة على المستوى الشعبي ..، في التسعينيات كان هناك تكريس لفكرة أن عهد المقاومة انتهى وعهد الصمود انتهى، ولا يوجد أمامنا سوى خيار الانبطاح".
وأردف قائلاً "مع بداية الانتفاضة في عام 2000 بدأت تتغير هذه المفاهيم، فكان لابد من أن يقوموا بشيء لإلغائها وفشلوا فيه، لو نجحوا بإلغاء المقاومة في لبنان أو في غزة لكان مصير الأمة ومصير فكرة الصمود ونهج المقاومة مصيره الانهيار".
وحول انتصار المقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني أوضح الأسد أنّه "إذا كان المعيار هو إلغاء المقاومة، ضرب فكرة المقاومة، ضرب فكرة الصمود، تحقيق أهداف أخرى على الأرض، استئصال المقاومة بنيوياً، فهو فشل فيها".
وفي السياق ذاته؛ تابع قائلاً "إسرائيل قامت على فكرة أو مقولة تقول (لا يهم إذا كانوا يحبونني؛ المهم أن يخافوا منّي) اليوم فشلت هذه المقولة، اليوم (إسرائيل) أمام مقولة أخرى تقول (هم لا يحبونني ولكن بنفس الوقت هم لا يخافون منّي)، فهذه المعايير نستطيع أن نضعها لكي نقيم إذا كان هناك انتصار أم لا".
كما رأى الرئيس الأسد أنّ ما حصل في غزّة وقبل ذلك ما حصل في لبنان في إشارة إلى انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006 يشكّل "رسالة في عدة اتجاهات"، وحول مضامين هذه الرسالة أوضح "أولاً نحل مشاكلنا بأيدينا فأصحاب القضية هم يحلون مشاكلهم، ثانياً المزيد من الصمود، ثالثاً المزيد من الشراسة في الدفاع عن الحقوق، هذا بالمختصر ما حصل في غزة".
وردّاً منه على سؤال حول القضايا السياسية التي يمكن من خلالها استثمار نتائج الحرب، قال "سياسياً هذه القضايا تعبر عن حقوق وهذه الحقوق لابد من التمسك بها، بالنسبة لنا تحدثنا سابقاً عن الحرب، قالوا لنا إن الحرب لا تعيد الحقوق، أتت مفاوضات السلام ولم تعد الحقوق، وثبت بأن إسرائيل حتى الأسابيع الأخيرة التي مضت لم تكن جادة بالسلام".
وخلص الرئيس الأسد في حديثه هول هذه النقطة إلى القول "اتضح تماماً بأن (إسرائيل) لا تفهم سوى لغة القوة، والاستثمار السياسي للمقاومة ولانتصاراتها هو من أجل التمسك بالحقوق لاستعادتها".
وفيما يخصّ موقف سورية من المقاومة وفصائلها قال الأسد "مواقفنا واضحة، نحن ندعم المقاومة، كيفما أرادوا أن يذهبوا هم أحرار" كاشفاً عن وجود اتصالات بين دول أوروبية وبين المقاومة الفلسطينية بعلم وتنسيق مع الجمهورية العربية السورية؛ حيث قال "الغرب بشكل عام بدأ يتعلم بأن المقاومة لديها دعم شعبي وبأنه لا يمكن استئصالها، وبدأ بناء على ذلك يغير من فكرة عزل المقاومة، وبعض المسؤولين الأوروبيين بدؤوا يلتقون سراً بهم في سورية بمعرفتنا وبالتنسيق مع سورية، فهم الآن في حالة انتقالية ربما، أعتقد خلال سنوات سيتعلمون كل الدروس".
وردّاً على سؤال أثير حول حضور دول إقليمية غير عربية قمّة الدوحة أوضح الأسد أنّ "قمة الدوحة لم تكن قمة عربية، ولم تكن مرتبطة بالجامعة العربية. في البداية كنا نسعى نحن وقطر لكي تعقد قمة عربية بنصاب عربي وتكون قمة تتبع لجامعة الدول العربية، عندما لم يتم هذا الشيء رأينا أن البديل هو أن تلتقي كل الدول المهتمة بهذا الموضوع والتي تحمل نفس الأفكار فلم تعد قمة عربية، أصبحت قمة من أجل غزة، وكان اسمها قمة غزة".
وعن موقف سورية من المبادرة اليمنية التي قدّمت سورية كراعٍ لها قال "من البديهي أن نقول نعم عندما يطلبون منا أن نلعب دوراً في المصالحة، ونحن عبّرنا عن ذلك بعد القمة العربية في آذار الماضي، وأعتقد أن تركيا لديها نفس الحماس"، وأكمل قائلاً "لا يمكن أن نرفض سواء من خلال موقعنا كرئاسة للقمة العربية أو من خلال موقعنا كسورية التي هي أيضاً دائماً مهتمة بالقضية الفلسطينية التي هي جزء أساسي من القضايا السورية وليست منفصلة عنها".