اهلا وسهلا بكم يازوارنا في ربوع منتدى الموسوعة الفلسطينية , كم أنا سعيدة وانا أرى هذا الاهتمام وهذا الزخم في التحاور
وأرجو أن نثري هذه الجلسة بكثير من المواضيع المهمة .
يسأل الاخ العزيز رشيد: هل تحتفظ الذاكرة بشيء عن صفد استنادا إلى روايات الأهل ممن عاشوا في فلسطين قبل النكبة ؟
نعم أخي العزيز , كان والدي يحدثنا كثيرا كثيرا عن فلسطين بشكل عام وعن صفد بشكل خاص . فأنا في مخيلتي تماما البيت
الذي كان يسكن فيه والدي مع عائلته الكبيرة , فهو حسب وصف الوالد كالمسجد , القاعة الرئيسية الكبيرة التي يعيش فيها
كل أفراد العائلة والمقصود هنا أخواته ووالديه وأعمامه وزوجاتهم وأولاد أعمامه وعماته , كلهم في بيت واحد , ولكل أسرة
منهم غرفتين واحدة للأب والأم وواحدة للأولاد . والجميع يتشاركون صحن البيت للطعام والسهرات وكل شيء .هذه صورة
كان والدي دائما يحدثني عن علاقاته مع إخوته مع اولاد أعمامه , وعن احترام الصغار للكبار بل أكثر الخوف منهم . يحدثني
عن جدي الذي كانت له الهيبة والوقار , ليس فقط أولاده يخافونه ويهابونه بل أهل الحارة كلها تخافه وتحترمه.
حدثني والدي كثيرا , رحمه الله , عن أيام الحرب مع الانكليز , وأيام الثورات , وكيف كانوا يحملون السلاح , ويتدربوا عليه,
وكيف أنهم كانوا يخبؤون الثوار في بيوتهم , وكيف سقطت صفد , بعد أن دكت بالقنابل , وحرقوا البيوت , وقصفوها, حتى أن
عمتي وعمرها27 سنة استشهدت هي وابن عمها أصغر منها , وهو يقفون على سطح البيت , قتلتهم القذائف المجنونة .
أخي رشيد : صور كثيرة في الذاكرة , أكتفي الآن بما ذكرت , على أمل أن أسرد الكثير منها لاحقا .
عزيزتي ميساء : ماأجمل ماتذكرين وما تلفتين النظر له : عن الثوب الفلاحي الفلسطيني , ولا أخفيك أنني أملك هذا الثوب
الرائع وهو زي بير السبع , وانني أتفاخر به وألبسه في الكثير الكثير من المناسبات . ويتبع ذلك الأزياء الشعبية لكل مناطق
فلسطين , وقد كتبت بحث "الأزياء الشعبية " منذ كم يوم وأرسلته للمنتدى , طبعا هو بحث من الموسوعة الفلسطينية . وأعدك
أن أكتب قريبا بحث عن" الأغاني والأهازيج" واختلافها بين المناطق الفلسطينية , وبحث عن" العادات والتقاليد أيضا في فلسطين"
وبحث عن "الأكلات المشهورة وأنواع الطعام في فلسطين ".
وجميل جدا أن يكتب الأخوة والأخوات في المنتدى كل منهم عن بلده وعاداتهم وتقاليدهم وانواع الطعام المشهورين بها, وطريقة
الأفراح عندهم وغير ذلك من الأمور .
تحياتي لكم جميعا وألى لقاء قريب بإذن الله