رد: حكاية سجني وغربتي مع تفاهات تعمل على مصادة جهودنا في مستنقعاتها
أختي الغالية الأستاذة هدى .. ربما تأخرت في الالتحاق بكوكبة المعلقين على نصك الرائع .. لكن تأخري هذا لم ينبع من إهمال و لا عن سهو .. تأخري جاء نتيجة تريث حتى أستكمل قراءتي المتمعنة للنص فيجيء ردي غير مرتجل ولا متسرع ..
قرأت لك من قبل نصوصا عدة .. وفي كل مرة ألمس مسحة من الحزن و رنة كآبة .. لكني أجد نفسي هنا أمام نص موغل في الألم .. تكاد كلماته تئن تحت وطأة اليأس والقنوط .. لكن الملفت للانتباه هو ذاك التشبث بالأمل الذي - وإن كان غير بين للعيان - فإننا نحسه و نستشفه من خلال الكلمات .. من خلال التساؤل .. من خلال معايشة المعاناة اليومية ..
أين أنا في كل هذا وأين أجد السبيل لأهدافي؟؟!!....
السؤال بحد ذاته يعطينا لمحة من هذا الأمل .. لأننا ما دمنا نتساءل عن ذاتنا .."أين أنا؟" .. وعن السبيل لأهدافنا .. فمعنى هذا أننا نريد ذلك .. وما دامت الإرادة موجودة فإن ذلك يعني أن التشبث بالأمل قائم ..
أختي الغالية .. من منا لم يتعرض للإحباط ؟ .. ومن منا لا تعترضه عقبات ومثبطات ؟ .. أنت لديك الكلمة .. وهي الكفيلة بجعل اليأس ستبدد ويتلاشى كما يتلاشى الضباب عند بزوغ النهار..
الكتابة نعمة .. والكلمة سلاح .. وهي ايضا فاس لشق الأرض وزرع الأمل .. وأنت كأديبة لا بد وأن تجد الكلمة لديك ذاك الحضن الدافئ كي تترعرع وتنمو .. وربما كانت هي أيضا بالنسبة إليك الحضن الدافئ والملاذ الآمن للبوح و المناجاة .. فلتشحذي هذا السلاح .. ولتكن الكلمة نبراسا يضيء العتمة ويشع نورها .. هنا في نورالأدب .. وفي غير نور الأدب ..
ليكن نور الأدب كما أردته .. صرحا ومنارا .. نورالأدب هو البوتقة التي ينصهر فيها كل من ينتمي إليه .. وفي رأيي أن كل من انتمى لنورالأدب فإنه يلتزم عن وعي أو عن غير وعي بمسؤولية العمل على تحقيق أهدافه .. كل حسب إمكانياته .. هنا يجب أن يشع النور و يسود الحب و تترفع الأنفس عن الصغائر .. حينئذ سيكون نور الأدب كما حلمت به .. وكما تخيلته يوم نفذت فكرة إنشائه .. وثقي - أختي الغالية - أننا لن ندخروسعا في بل ما أمكننا من جهد حتى نصل إلى بر الأمان و نحقق الهدف المنشود الذي رسمته هنا .. فلتعلنيها حربا ضروسا على هذا السجن الذي يكاد يطبق على النفس فيغل حركتها و يقص جناحيها المتمردين التواقين الانطلاق بعيدا في سماء الإبداع .. ولتبددي أجواء الغربة حتى لا تدعي مجالا للتفاهات .. تنغص عليك صفوك .. وتجرك إلى مستنقعها الآسن ..
دمت بكل المودة والتقدير .
|