[غالية فاضل]

احبهم واحرص عليهم كما لو كانوا حقا ابنائي....أرى فيهم جيل الغد الذي أرجو أن تكون حياته أفضل من حياتنا...وعطاءاته اكثر من عطاءاتنا....أحيانا ابادلهم نظرات الحنان والعطف...فأرى في عيونهم البريئة...نظرات المحبة والاعجاب..تملاني سرورا ورضى....لكن نظرات الحزن في وجوه بعضهم...كانت دوما تثير في نفسي الفضول لسؤالهم...ومحاولة الغوص في أعماقهم...التي غالبا ما تكشف لي عن ذلك الجانب الخفي...من حياتهم الخاصة...حيث حجم المعاناة يتجاوز أجسامهم الصغيرة ...وقلوبهم الشفافة المشبعة بحب الحياة...كانت حصتي الدراسية مسائية في ذلك اليوم....خرج الصغار في هرج ومرج...وأحسست بخطواتها هي متثاقلة...وسرعان ما دنت مني....وبصوت مبحوح شبه خافت....أخبرتني أنها تعاني من مشكلة...وتريد ان تكلمني بشأنها....لا أعلم لم انتابني القلق...ربما عبراتها التي اعتصرت صوتها المبحوح...جعلني اشعر ان الامر خطير...فطلبت منها ان تعود بعد نهاية آخر حصة دراسية...لتطلعني على الامر ولو على عجل...وعادت الصغيرة...وكان أول ما قالت...لقد علمت منذ ايام أني فتاة ولدت بطريقة غير شرعية...واني مجهولة النسب...ظلت متماسكة وهي تنقل الخبر الصدمة..و.دون ان اشعر لم اهمس بكلمة...وأخذتها بين ذراعي...وسرعان ما انهمرت دموعهاغزيرة وحارة...لعلها دموع كانت تخفيها لايام طويلة...في انتظار ان تبوح بالسر الذي يؤرقها...حاولت مواساتها بالكلمات التي اسعفتني...لاشجعها ..واعيد اليها الثقة بنفسها...لأفهمها ان العالم لم يتوقف...وان الشمس لا زالت تشرق ككل صباح..وانها تملك كل الحق أن تعيش كأي فتاة...ترسم حلما قد يتحقق...وتكتب شعرا...وتنسج من خيالها الصافي عالمها الشخصي...فقبلتني.وخرجت...وفي صدري اينع لي صوت الالم العميق....يسائلني عن فتاة غير شرعية...ستحمل دوما في قلبها معاني الدونية....وتحمل خزي أب وأم جمعتهم سكرة أهواء...في ليلة لعلها كانت قمرية....وأنستهم صوت العقل الصارخ في أعماق كل منهم...أين تريدون ماذا تفعلون...لكن صوت الهوى غلب وكان الاقوى...فأنساهم ان اللذة قد تصبح يوما...هما ثقيلا...حين تخرج للوجود انسانا بريئا لا ذنب له...الا ان ولادته صادفت...ليلة قمرية...هي قالتها...انا لست ككل الفتيات...حاولت وساحاول ان اقنعها انها ككل الفتيات...لكنها فتاة ولدت في ليلة أخطأ فيها الكبار....وماأقبحه خطأ الكبار....ا ...... ... ....