رد: نافذة على العالم الآخر / الحلقة السادسة ( الزمكان )
[align=justify]
نافذة على العالم الآخر.. وماذا بعد ؟؟..
في هذه الحلقة تدخل الأديبة هدى الخطيب منحى جديدا تماما تستطيع من خلاله تقديم الكثير من هذا العالم المدهش المبني على رؤيتي المتخيل والواقع وطرح فكرتها من خلالهما .. والشيء اللافت في الحلقة الجديدة هذا التداخل مع الطبيعة وفلسفتها ثم الانتقال إلى اللقاء مع والدها دون افتراق عن الحس الطبيعي أو قرب الطبيعة منها .. وإذا كانت فكرة الزمكان معروفة من قبل كونها المزج بين الزمان والمكان إ فإن هدى تحملنا هنا إلى غرائبية في التشكيل الجديد لهذا الزمكان ممهدة بطبيعة الحال لرحلة أو رحلات تكون فيها ربان كشف يضع أمام القارئ الكثير من الحقائق من المتعلقة بالتاريخ وغيره .. فالحقيقة هنا ، أو دحض أكاذيب الكيان الصهيوني ، يأتيان من خلال صورة غرائبية ذات مشهدية مشغولة بعناية قوامها الماورائيات ، وهي مشهدية تشد القارئ وتدخله عالما يريد أن يحدق فيه بشدة ليعرف ماذا يحدث ..
لم ادخل هنا في عالم الروح ودوائره بل عوالمه فليس المجال مجال بحثه هنا .لكن ما تقدمه هدى الخطيب لا ينفصل تماما عن ماهية الجسم الأثيري الذي يعيش ترددا يختلف عن التردد الذي نعيش فيه نحن الأحياء، وكأني بها تنتقل هنا إلى تردد آخر أو ينتقل الشخص الذي يلتقيها إلى التردد الذي تعيشه وهو التردد الأبطأ بطبيعة الحال .وفي هذا وذاك التقاء طرفين من ترددين مختلفين ، وهو التقاء يبقى جذابا قادرا على أسر المتابع وجعله يعيش حالة استثنائية ..
لكن لماذا تلجأ الأديبة هدى الخطيب إلى هذه الآلية في قصصها التي تريد أن تروي الواقع البعيد أو الحقائق التي صارت وراءنا بزمن طويل ؟؟..
افترض ، وهو مجرد افتراض شخصي ليس إلا ، أنّ روحانية الكاتبة تتدخل كثيرا في تشكيل حروفها ، وميلها إلى استحضار الشخصية بلحمها ودمها له شيء من التأثير ، كما أنها بهذا الأسلوب تضع الكثير من التشويق الذي يجعل المادة التاريخية محكية بأسلوب مشوق جميل .. وباعتقادي أن المفصل الأهم هو والدها نور الدين الخطيب ، فهي من خلال هذه الفسحة تستطيع أن تدخل عالم والدها وكأنها تعيش عالما حقيقيا بكل ما فيه ..
قلت مجرد اجتهاد
عليّ أن أشير إلى أن هذه السلسلة متميزة وطازجة وغير مطروقة ، لذلك لقيت من قبل ومن بعد كل هذا الاهتمام الذي تستحقه بالتأكيد..
[/align]
|