02 / 02 / 2009, 57 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [42]
|
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
|
رد: جولة في ربوع منتدانا الحبيب ..في ربوع الموسوعة الفلسطينية
أختي العزيزة نصيرة
أشكرك دائما على مداخلاتك الجميلة والرائعة .
لقد تطور عدد السكان في مدينة يافا خلال فترة الإنتداب البريطاني ، إذ أظهرت نتائج التعداد العام للسكان عام 1922 ، أن قضاء يافا احتل المركز الرابع ضمن مجموعات السُكان التي تضم أكثر من 50 ألف نسمة . أما التعداد العام للسكان عام 1931 فقد أظهر احتلال قضاء يافا المركز الثاني ضمن المجموعة التي تضم عدد سكان أكثر من 170 ألف نسمة ، وفي عام 1944 أصبح قضاء يافا يحتل المركز الأول بعد أن وصل عدد سكانه إلى 374 ألف نسمة ؛ ويرجع سبب هذه الزيادة إلى هِجرة الكثير من أبناء القرى والمدن الداخلية إلى المناطق الساحلية ، بسبب خصوبة التربة والأراضي الزراعية من جهة ، وازدهار ميناء يافا من جهة أخرى .
والحديث عن يافا الجميلة طويل وممتع . فعائلات يافا كثيرة وعريقة , وإلى جانب بعض العائلات التي ذكرتها الأستاذة العزيزة هدى هنالك عائلات أخرى كثيرة منها :عائلة بيدس من قرية الشيخ مونس بيافا. عائلة معتوق , عباس , الشبلي, الحصري , والنجمي , عاشور , أبو سعدة , فرج من حي العجمي , المصري , الدلق , أبو دية . وغيرها كثير .
أما مايتعلق مسألة تل أبيب إلى جانب يافا وما مقدار الضرر الذي سببه تواجد تل أبيب ليافا و هل مازالت محاولات طمس يافا متواصلة? هل استطاعت تل أبيب سرق الأضواء منها ؟
إن العائلات الفلسطينية في يافا يتهددها خطر الإخلاء من منازلها بأوامر شركة عميدار الإسرائيلية . فهذه الحرب بدأت في العام 1948 لتطهير يافا من العرب , وهي لم تتوقف ومازالت مستمرة حتى اليوم . في العام 1948 كانت بالقوة أما اليوم فبواسطة وسائل قضائية واقتصادية تدعي الدولة أن هذه هي قوانين السوق, من خلال المعرفة أنها ستعمل ضد مصلحة السكان العرب .
فأصدرت شركية عميدار في 19/3/2007 (الشركة الوطنية للإسكان في إسرائيل) مستندا وفيه استعراض للعقارات التي تديرها الشركة وتطرق المستند إلى منطقة مدينة تل أبيب – يافا. تطرق فيه المستند عمليا إلى إخلاء 497 أمر إخلاء تلقتها عائلات فلسطينية تسكن في حي العجمي بمدينة يافا لإخلاء بيوتهم أو مصالحهم وتراوحت ذريعة الإخلاء بين " تجاوز أو غزو العقار وبين إضافة بناء للعقار نفذ تها العائلات الفلسطينية بدون تصريح ودون الحصول على ترخيص .
ومن وجهة نظر السكان الفلسطينيين أن الرغبة بإخلائهم هي لتحويل الحي إلى "مركز للحج" من قبل اليهود الأثرياء , ويقولون : إن إصدار أوامر الإخلاء ليست بمعزل عن العملية التي هي في أوجها اليوم والتي تطلق عليها بلدية تل أبيب – يافا عملية "تطوير يافا" ولكن وللأسف يجري الحديث هنا اليوم عن "تهويد يافا " بمعنى جذ ب أكبر عدد ممكن من اليهود إلى المدينة .
في الحقيقة، يربط معظم السكان الفلسطينيين في يافا بين أوامر الإخلاء وبين التطهير العرقي للفلسطينيين الذي نُفذ في العام 1948، بما في ذلك في يافا. ولا فرق بين الفترتين إلا بالوسيلة: في العام 1948 طُرد الفلسطينيون بالقوة من بيوتهم، وبعد 60 عاماً من تلك الفترة تحاول السلطات إخراج الفلسطينيين- الذين أصبحوا الآن مواطنين في الدولة اليهودية- بوسائل اقتصادية وقضائية. التطهير العرقي لم ينته في العام 1948، وهو مستمر حتى يومنا هذا، ولكن بطرق ووسائل أخرى. وباختصار، ما يحدث اليوم في يافا هو "ترانسفير هادئ " للسكان الفلسطينيين.
ورغم كل هذه المحاولات, عزيزتي نصيرة , لن تخطف تل أبيب الأضواء , وستبقى يافا مدينة عربية جميلة وراسخة .
وشكرا لك على طرح هذه المواضيع المهمة .
|
|
|
|