[ناهد شما]

وصف غزة بالسجن في الهواء الطلق
أردوغان ينتقد سياسة عزل "حماس" ويدعو العالم للاعتراف بها

[ 01/02/2009 - 06:52 م ]

المركز الفلسطيني للإعلام

أكد رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" أن التوترات الجارية في قطاع غزة سببها الرئيسي هو سياسة عزل حركة المقاومة الإٍسلامية "حماس"، مشددًا على ضرورة أن يعترف العالم بشرعية الحركة التي انتخبت بشكل ديمقراطي من الشعب الفلسطيني.

ونفي "أردوغان" في حوار لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تكون "حماس" جزءً من مخطط إيراني للسيطرة على الشرق الأوسط، قائلا: "حماس" ليست ذراعًا لإيران، فالحركة شاركت في الانتخابات كحزب سياسي، ولو أعطاها العالم فرصة التحول إلى حزب سياسي لما كانوا في وضع كهذا بعد فوزهم في الانتخابات، فالعالم لم يحترم إرادة الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "من جهة ندافع عن الديمقراطية ونبذل ما بوسعنا للحفاظ عليها في الشرق الأوسط، ومن جهة أخرى لا نحترم نتائج صناديق الاقتراع!!"، ووصف "أردوغان" فلسطين اليوم بأنها سجن في الهواء الطلق، قائلا: "تخيلوا أن "إسرائيل" تسجن نائبًا للبلاد وبعض وزراء الحكومة ثم تتوقع من الشعب الفلسطيني الجلوس بطاعة".
وحول إرسال تركيا لقوات حفظ سلام إلى قطاع غزة، نفى رئيس الوزراء التركى بشكل تام وجود أى نية لدى تركيا للمشاركة في أي قوة لحفظ السلام في غزة، مشيرًا إلى إمكانية اضطلاع الجنود الأتراك بدور المراقبين .
كما أشار "أردوغان" إلى أن تركيا أدت دور الوسيط في المحادثات بين "إسرائيل" والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالإضافة إلى مفاوضات غير مباشرة مع سوريا، وأنه عقد اجتماعًا في 23 ديسمبر كانون أول الماضي مع أولمرت في أنقرة، قائلاً: "في ذلك اليوم، أجرينا جولة خامسة من المحادثات غير الرسمية بين سوريا و"إسرائيل"، وفي تلك الليلة تحدثت هاتفيًّا إلى الرئيس السوري بشار الأسد وإلى "أولمرت" شخصيًّا وإلى وزير الخارجية السوري، في محاولة لدفع الأمور في اتجاه المفاوضات المباشرة بين الطرفين". وتابع: "كان للرئيس الأسد منذ البداية موقف إيجابي جدًّا تجاه هذه المحادثات، وفي تلك الليلة اقتربنا جدًّا من التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وتم الاتفاق على استمرار المحادثات حتى نهاية الأسبوع، ريثما يجري التوصل إلى نتيجة إيجابية".
وفصَّل أن المفاوضات في 23 ديسمبر الماضي استمرت لخمس أو ست ساعات، وعندما تحدث إلى "أولمرت" حول مسألة المحادثات "الإسرائيلية" الفلسطينية قال له: "إن من الخطأ عدم إشراك حركة حماس في المفاوضات، فهم شاركوا في الانتخابات وفازوا بغالبية المقاعد في البرلمان"، لكن "أولمرت" -بحسب "أردوغان"- أبلغه أنه لا يستطيع القيام بأمر كهذا.
بل وأكثر من ذلك أعلن "أردوغان" أنه أبلغ "أولمرت" أن بوسعه النجاح في إطلاق الجندي "الإسرائيلي" الأسير "جلعاد شاليط"، قائلاً: "قلت لـ"أولمرت"، إذا أردت أن نتوسط لإطلاق الجندي "الإسرائيلي" فيمكننا ذلك وأعتقد أننا سنتوصل لنتيجة، ولكن ما إن يفرج عنه، على "إسرائيل" إطلاق الناطق باسم "حماس" والبرلمانيين الفلسطينيين المسجونين لديها". مضيفًا: "إن الجملة الأخيرة لأولمرت قبيل مغادرته تركيا كانت: "لدى وصولي سأتشاور مع زملائي وأعود لك"، فانتظرت جوابه، لكن في 27 ديسمبر بدأت الصواريخ تسقط على غزة".
ثم أردف "أردوغان" قائلاً: "لم تسجل أية إصابات في "إسرائيل" منذ وقف النار في يونيو حزيران 2008م، والإسرائيليون يدَّعون أن الصواريخ تطلق من غزة، فسألت "أولمرت" كم شخصًا مات من هذه الصواريخ؟ فمنذ 27 ديسمبر قُتل نحو 1300 وجُرح 6000 فلسطيني، ولم تبق بُنى تحتية ولا مبان، فغزة أصبحت مجموعة ركام، وهي مقفلة وتحت الحصار، كما أصدر مجلس الأمن قرارًا، ولكن "إسرائيل" أعلنت أنها لا تعترف بالقرار".
وحين سئل "أردوغان" عن رأيه في موقف اليهود الأمريكيين المستاءين منه بعد المشادة الكلامية التي حصلت بينه وبين رئيس الكيان الصهيوني "شيمون بيرس" في "دافوس" أجاب: "أنا مستاء جدًّا منهم، واليهود الذين يعيشون في بلادي يشهدون على موقفي من اليهود كفرد وكرئيس للوزراء. أما إحباطي فموجَّه ضد الحكومة "الإسرائيلية" الحالية لأنها لم تكن عادلة في تصرفها معنا"، وأضاف: "كل ما قلناه موجه ضد الحكومة "الإسرائيلية" الحالية وليس ضد اليهود، وفي خطاباتي أعلنت بوضوح أن كل من يفكر بالمس باليهود في تركيا سيجدني بالمرصاد، ولكنني لن أطلب من "أولمرت" أن يكتب خطاباتي!!".