02 / 02 / 2009, 02 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [9]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: حصريا: كتاب اليهودية بين النظرية والتطبيق
[align=justify]
تتمة: الباب الثاني (محتوى التعاليم الدينية اليهودية)
الفصل الأّول
"النزعة العدوانية"
أمّا عن أدوم فيقول:" لأنّي بذاتي حلفت يقول الرّب بصرة تكون دهشاً وعاراً وخراباً ولعنة وكلّ مدنها تكون خرباً أبديةٍ"(101)
" وتصير أدوم عجباً كلُّ مارٍّ بها يتعجب ويصفر بسبب كلّ ضرباتها كانقلاب سدوم وعمورة ومجاوراتها يقول الرّب لايسكن هناك إنسان ولا يتغرب فيها ابن آدم ." (102)
وعن دمشق :" خزيت حماة وأرفاد . قد ذابوا لأنهم قد سمعوا خبراً رديئاً. في البحر اضطراب لا يستطيع الهدوء . ارتخت دمشق والتفتت للهرب . أمسكتها الرعدة وأخذها الضيق والأوجاع كما خضٍ كيف لم تترك المدينة الشهيرة قرية فرحي. لذلك تسقط شبانها في شوارعها وتهلك كلّ رجال الحرب في ذلك اليوم يقول ربّ الجنود"( 103)
كما يعرج على قيدار وممالك حاصور قائلاً :" وتكون حاصور مسكن بنات آوى وخربة إلى الأبد ، لايسكن هناك إنسان ولا يتغرّب فيها ابن آدم"( 104)
وأيضاً يتوعد عيلام قائلاً :" كلمة الرّب التي صارت إلى إرميّا النبي على عيلام. في ابتداء ملك صديقيا ملك يهوذا قائلة. هكذا قال ربّ الجنود. هاأنذا أحطم قوس عيلام أول قوتهم وأجلب على عيلام أربع رياحٍ من أربعة أطراف السماء وأذريهم لكل هذه الرياح ولا تكون أمة الإويأتي إليها منفيو عيلام . وأجعل العيلاميين يرتعبون أمام أعدائهم وأمام طالبي نفوسهم وأجلب عليهم شرّاً حموَّ غضبي يقول الرّب . وأرسل وراءهم السّيف حتى أفنيهم"( 105)
وأخيراً يتناول بابل وأرض الكلدانيين متوّعداً أيضاً ومشيراً إلى أنّ الهلاك آت والخراب كبيرٌ ، وأنّ يهوه سيسّلط على البابليين شعباً كبيراً جباراً يأتي من الشمال فيدمر ويحرق ويقتل ويسبي دون رحمة أو شفقة وينتقم له منهم لأنّهم سبوا شعبه الخاصّ المدلل . فنقرأ في عدة مواضع ضمن الاصحاح الخمسين:" ها أنذا أوقظ وأصعد على بابل جمهور شعوبٍ عظيمةٍ من أرض الشمال فيصطفون عليها . من هناك تؤخذ. نبالهم كبطلٍ مهلكٍ لا يرجع فارغاً وتكون أرض الكلدانيين غنيمة. بكل مغتنميها يشبعون يقول الرّب"( 106)
" بسبب سخط الرّب لاتسكن بل تصير خربةً بالتمام كل مارٍّ ببابل يتعجب ويصفر بسبب كلّ ضرباتها. اصطفوا على بابل حواليها ياجميع الذين ينزعون في القوس . ارموا عليها لاتوفروا السهام لأنّها قد أخطأت إلى الرّب . اهتفوا عليها حواليها. قد أعطت يدها. سقطت أسسها . نقضت أسورها لأنّها نقمة الرّب هي فانقموا منها"(107)
" هكذا قال الرّب . ها أنذا أوقظ على بابل وعلى الساكنين في وسط القائمين عليَّ ريحاً مهلكة. وأرسل إلى بابل مذرين فيذرونها ويفرغون أرضها لأنهم يكونون عليها من كلّ جهة في يوم الشرا . على النازع في قوسه فلينزع النازع وعلى المفتخر بدرعه فلا تشفقوا على منتخبيها بل حرموا كل جندها. فتسقط القتلى في أرض الكلدانيين والمطعونون في شوارعها"( 108)
ويتابع إرميّا مواعظه لبني إسرائيل متوعداً كالمعتاد ومهدداً بربّ الجنود يهوه المنقذ الوحيد لهم وقضيب الميراث الأوحد الذي يجعل منهم قوة ضاربة قادرة على سحق كل الأمم . بسكانها ومدنها وأطفالها وشيوخها .. فنقرأ :" أنت لي فأسٌ وأدوات حربٍ فأسحق بك المركبة وراكبها. وأسحق بك الرجل والمرأة واسحق بك الشيخ والفتى واسحق بك الغلام والعذراء. وأسحق بك الراعي وقطيعه . وأسحق بك الفلاح وفدانه. واسحق بك الولاة والحكام. وأكافئ بابل وكلّ سكان أرض الكلدانيين على كلّ شرهم الذي فعلوه في صهيون أمام عيونكم يقول الرّب"(109)
" لذلك هكذا قال الرّب . ها أنذا أخاصم خصومتك وأنتقم نقمتك وأنشف بحرها وأجفف ينبوعها . وتكون بابل كوماً ومأوى بنات آوى ودهشاً وصفيراً بلا ساكنٍ"( 110)
وكما كان إرميّا متشدداً في أمر التمسّك بالروح العدوانية والسلوك العدواني، فإنّ حزقيال النبي أيضاً رفع راية الحقد والعدوان محذّراً ومهدداً ومتوعداً بـأنّ يهوه لن يسمح أبداً بالتخلي عن هذه النزعة ، وسيصب جام غضبه حتى على شعبه الخاص المقدس إن تردد أو تجاهل هذا الأمر .. فنقرأ في سفر حزقيال مزيداً من أفكار الحضّ على العدوان والسلوك العدواني بلسان النبي حزقيال الناطق باسم يهوه.
وايضاً اتبع حزقيال نفس الأسلوب الذي اتبعه إرميّا في صبّ جام غضبه على الشعوب والأمم مؤكداً على أنها ستباد وستدمر وستحرق لأنّها رأت مذّلة إسرائيل وفرحت حسب رأيه فنقرأ :" وكان إليَّ كلام الرّب قائلاً : ياابن آدم اجعل وجهك نحو بني عمون وتنبأ عليهم . وقل لبني عمون اسمعوا كلام السيد الرّب . هكذا قال السّيد من أجل أنك قلت هه على مقدسي لأنّه تنجس وعلى أرض إسرائيل لأنّها خربت وعلى بيت يهوذا لأنهم ذهبوا إلى السبي . فلذلك ها أنذا أسلمك لبني المشرق ملكاً فيقيمون صيرهم فيك ويجعلون مساكنهم فيك . هم يأكلون غلتك وهم يشربون لبنك وأجعل ربة مناخاً للإبل وبني عمون مربضاً للغنم فتعلمون أني أنا الرّب.لأنّه هكذا قال السّيد الرّب . من أجل أنك صفقت بيديك وخبطت برجليك وفرحت بكل إهانتك للموت على أرض إسرائيل فلذلك ها أنذا أمد يدي عليك واسلمك غنيمة للأمم واستأصلك من الشعوب وأبيدك من الأراضي. أخربك فتعلم أني أنا الرّب"( 111)
وهذا ما جرى على موآب وسعير فنقرأ :" من أجل أنّ موآب وسعير يقولون هو ذا بيت يهوذا مثل كلّ الأمم . لذلك ها أنذا أفتح جانب موآب من المدن . من مدنه من أقصاها بهاء الأرض بيث بشيموت وبعل معون وقرتيايم . لبني المشرق على بني عمون وأجعلهم ملكاً لكيلا يذكر بنو عمون بين الأمم وبموآب أجري أحكاماً فيعلمون أني أنا الرّب"( 112)
ولم تنجُ أدروم من العدوان فكانت من المناطق التي رأى حزقيال ضرورة إبادتها والانتقام من سكانها وهو ماأشار إليه السّيد الرّب فنقرأ :
" من أجل أنّ أدوم قد عمل بالانتقام على بيت يهوذا وأساء إساءة وانتقم منه لذلك هكذا قال السيد الرّب وأمدُّ يدي على أدوم واقطع منها الانسان والحيوان وأصيرها خراباً من التيمن وإلى ددان يسقطون بالسيف وأجعل نقمتي في أدوم بيد شعبي إسرئيل فيفعلون بأدوم كغضبي وكسخطي فيعرفون نقمتي يقول السيد
الرّب"( 113)
ثمّ نقرأ عن توعده لاستئصال الفلسطينيين من الوجود ، فيقول: " من أجل أنّ الفلسطينيين قد عملوا بالانتقام وانتقموا نقمةً بالاهانة إلى الموت للخراب من عداوةِ أبديةٍ فلذلك هكذا قال السّيد الرّب ها أنذا أمدُّ يدي على الفلسطينيين وأستأصل الكريتيين وأهلك بقية ساحل البحر. وأجري عليهم نقماتٍ عظيمةٍ بتأديب سخطٍ فيعلمون أنّي أنا الرّب إذ أجعل نقمتي عليهم"( 114)
ويتابع حزقيال ما قاله الاله يهوه بشأن الأمم والشعوب ويتحدّث عن صور بلسان يهوه مهدّداً ومتوّعداً بتخريب أسوارها وابراجها وقتل سكانها بالسيف ونهب ثرواتها . فقط لأنّها قالت على أورشليم " هه" . فنقرأ بعضاً من هذا التوّعد :". ها أنذا عليك ياصور فأصعد عليك أمماً كثيرة كما يُعلّي البحر أمواجه فيخربون أمواج صور ويهدمون أبراجها وأسحي ترابها عنها واصيّرها ضحَّ الصخر. فتصير مبسطاً للشّباك في وسط البحر لأنيّ أنا تكلّمت يقول السّيد الرّب وتكون غنيمةً للأمم وبناتها اللواتي في الحقل تقتل بالسّيف فيعلمون أنيّ أنا الرّب"( 115)
ثم يتحدّث عن صيدون قائلاً :" ها أنذا عليك ياصيدون وسأتمجد في وسطك فيعلمون أني أنا الرّب حين أجري فيها أحكاماً وأتقدّس فيها وأرسل عليها وباءً ودماً إلى أزَّقتها ويسقط الجرحى في وسطها بالسّيف الذي عليها من كل جانبٍ فيعلمون أنيّ أنا الرّب"( 116) ويتحدّث أيضاً عن مصر قائلاً :" ها أنذا أجلب عليك سيفاً واستأصل منك الانسان والحيوان وتكون أرض مصر مقفرة وخربةً فيعلمون أنيّ أنا الرّب"(117)
ويبدو أنّ حزقيال مستاءٌ من سكان جبل " سعير". فهو يكرّر توعّده لهم نقلاً عن السّيد الرّب فيقول:" ها أنذا عليك ياجبل سعير وأمدُّ يدي عليك وأجعلك خراباً مقفراً . أجعل مدنك خربةً وتكون أنت مقفراً وتعلم أنّي أنا الرّب . لأنّه كانت لك بغضةٌ أبدّيةٌ ودفعت بني إسرائيل إلى يد السّيف في وقت مصيبتهم وقت إثم النهاية. لذلك حيٌّ أنا يقول السّيد الرّب إني أهيئُّك للدَّم والدّم يتبعك . إذ لم تكره الدَّم فالدَّم يتبعك فأجعل جبل سعير خراباً ومقفراً وأستأصل منه الذَّاهب والآئب. . وأملأ جباله من قتلاه . تلالك وأوديتك وجميع أنهارك يسقطون فيها قتلى بالسّيف وأصيّرك خرباً أبدّيةً ومدنك لن تعود فتعلمون أني أنا الرّب."( 118)
ثم يذكر أرض ماجوج ورئيسها " جوجٍ ". فهي من المناطق المعادية لبني إسرائيل وينبغي سحقها وعبادتها أيضاً حتى يرتاح شعب يهوه الخاص المقدّس . فنقرأ :" ها أنذا عليك ياجوج رئيس روشٍ ماشك وتوبال. وأردَّك وأقودك وأصعدك من أقاصي الشّمال وآتي بك على جبال إسرائيل واضرب قوسك من يدك اليسرى، وأسقط سهامك من يدك اليمنى. فتسقط على جبال إسرائيل أنت . وكلّ جيشك والشعوب الذين معك أبذلك مأكلاً للطيور الكاسرة من كلّ نوعٍ ولوحوش الحقل . على وجه الحقل تسقط لأني تكلّمت يقول السّيد الرّب. وأرسل ناراً على ماجوج وعلى الساكنين في الجزائر آمنين فيعلمون أنيّ أنا الرّب"( 119)
ويتابع بهذه اللغة الحاقدة القاسية المليئة بالرّوح العدوانية قائلاً: " قل لطائر كل جناحٍ ولكلّ وحوش البرِّ اجتمعوا وتعالوا احتشدوا من كلّ جهةٍ إلى ذبيحتي التي أنا ذابحها لكم. ذبيحةً عظيمةً على جبال إسرائيل لتأكلوا لحماً وتشربوا دماً . تأكلون لحم الجبابرة وتشربون دم رؤساء الأرض . كباشٌ وحملانٌ وأعتدةٌ وثيرانٌ كلّها من قسّمنات باشان. وتأكلون الشحم إلى الشَّبع وتشربون الدَّم إلى السُّكر من ذبيحتي التي ذبحتها لكم. فتشبعون على مائدتي من الخيل والمركبات والجبابرة وكلّ رجال الحرب يقول السّيد الرّب"(120)
وفي الأسفار التوراتية الباقية " هوشع، يوئيل، عاموس، يونان ، عوبديا، ميخا، ناحوم، حبّقوق، صفنيا، حجَّي، زكرَّيا، ملاخي" في هذه الأسفار نجد أيضاً تلك الرّوح العدوانية، التي لاتتحدّث إلاّ عن القتل والتدّمير والإستئصال والقطع والتحريم والسّبي وغضب رّب الجنود يهوه وتوعّده الدائم بالإبادة وتهديده المستمر لشعبه الخاص إن حاول أن يتخّلى عن هذه الرّوح العدوانية.
وكلّ نبّيً من هؤلاء يشير في سفره أنّ يهوه سيفني الشعوب والأمم من أجل بني إسرائيل ، سيدّمر المدن ويقتل النساء والأطفال والشيوخ وأورشليم وحدها هي الباقية ويسكب الرّب روحه على كل واحد من بني إسرائيل، ويحاكم جميع الأمم والشعوب بعد أنّ يردّ سبي يهوذا وإسرائيل . فنقرأ:
" لأنّه هو ذا في تلك الأيام وفي ذلك الوقت عندما أردُّ سبي يهوذا وأرشليم أجمع كلَّ الأمم وأنزلهم إلى وادي يهو شافاط وأحاكمهم هناك على شعبي وميراثي إسرائيل.".( 121)
" وماذا أنتَّن لي ياصور وصيدون وجميع دائرة فلسطين . هل تكافئوني عن العمل أم هل تصنعون بي شيئاً. سريعاً بالعجل أردُّ عملكم على رؤوسكم لأنكم أخذتم فضتي وذهبي وادخلتم نفائسي الجيّدة إلى هياكلكم . وبعتم بني يهوذا وبني أورشليم لبني اليادانيين لكي تبعدوهم عن تخومهم . ها أنذا أنهضهم من الموضع الذي بعتوهم إليه وأردُّ عملكم على رؤوسكم. وأبيع بنيكم وبناتكم بيد بني يهوذا ليبيعوهم للسَّبائيين لأمّةٍ بعيدٍة لأنّ الرّب قد تكلّم .".(122)
أمّا عاموس النّبي فهو يدعو إلى معاقبة الشعوب والأمم جميعها والرّب هو الذي أخبره بذنوب هذه الأمم والشعوب. وهو الذي سيعاقبها قتلاً وتدميراً وإبادةً فنقرأ:" هكذا قال الرّب . من أجل ذنوب دمشق الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنّهم داسوا جلعاد بنوارج من حديد . فأرسل ناراً على بيت حزائيل فتأكل قصور بنهدد وأكسر مغلاق دمشق وأقطع الساّكن من بقعة آون وما سك القضيب من بيت عدنٍ ويسبى شعب آرام إلى قير قال الرّب.".(123)
" هكذا قال الرّب . من أجل ذنوب غزَّة الثلاثةِ والأربعةِ لا أرجع عنه لأنّهم سبوا سبياً كاملاً لكي يسّلموه إلى أدوم فأرسل ناراً على سُورِ غزّة فتأكل قصورها . وأقطع السّاكن من أشدود وماسك القضيب من أشقلون وأردُّ يدي على عقرون فتهلك بقّية الفلسطينيين قال السيد الرّب." (124)
" هكذا قال الرّب . من أجل ذنوب صور الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنهّم سلّموا سبياً كاملاً إلى أدوم ولم يذكروا عهد الإخوة. فأرسل ناراً على سور صور فتأكل قصورها." (125)
" هكذا قال الرّب . من أجل ذنوب أدوم الثلاثة والأربعة لا أرجع لأنّه تبع بالسيف أخاه وأفسد مراحمه وغضبه إلى الدّهر يفترس وسخطه يحفظه إلى الأبد فأرسل ناراً على تيمان فتأكل قصور بصرة." (126)
" هكذا قال الرّب. من أجل ذنوب بني عمّون الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنّهم شقّوا حوامل جلعاد لكي يوسّعوا تخومهم. فأضرم ناراً على سور ربّة فتأكل قصورها . بجلبةٍ في يوم القتال بنوءٍ في يوم الزّوبعة . ويمضي ملكهم إلى السّبي هو ورؤساؤه جميعاً قال الرّب." ( 127)
" هكذا قال الرّب. من أجل ذنوب موآب الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنهم أحرقوا عظام ملك أدوم كلساً. فأرسل ناراً على موآب فتأكل قصور قريوت ويموت موآب بضجيج بجلبةٍ بصوت البوق وأقطع القاضي من وسطها وأقتل جميع رؤسائها معه قال الرّب." (128)
وفي سفر عوبديا نقرأ:" هكذا قال السّيد الرّب عن أدوم. سمعنا خبراً من قبل الرّب وأرسل رسولٌ بين الأمم . قوموا ولنقم عليها للحرب. إنّي قد جعلتك صغيراً بين الأمم . أنت محتقرٌ جداً"(129)
كما نقرأ في سفر ميخا:" قومي ودوسي يابنت صهيون لأنّي أجعل قرنك حديداً وأظلافك أجعلها نحاساً فتسحقين شعوباً كثيرين وأحرّم غنيمتهم للرّب"
وهذا ناحوم النّبي أيضاً يصُّب جام غضبه على نينوى فيتوّعد ويتهّدد ويزمجر غاضباً متأثراً بالاله يهوه فنقرأ :" الرّب إله غيورٌ ومنتقمٌ . الرّب منتقمٌ وذو سخطٍ . الرّب منتقمٌ من مبغضيه وحافظٌ غضبه على أعدائه.". (131)
من يقوم أمام سخطه ومن يقوم في حموُّ غضبه ، غيظه ينسكب كالنّار والصخّور تنهدم منه ." ( 132)
" قفوا قفوا ولا ملتفت انهبوا فضةً انهبوا ذهباً. فلا نهاية للتَّحف للكثرةِ من كلّ متاعٍ شهيٍّ ."( 133)
" ها أنا عليك يقول رّب الجنود . فأحرق مركباتك دخاناً وأشبالك يأكلها السَّيف واقطع من الأرض فرائسك ولا يسمع أيضاً صوت رسلك." (134)
ثمّ يصف لنا " صفنيا" النّبي المآسي التي ستعاني منها الشعوب والأمم من جرّاء غضب يهوه وسخطه عليهم لأنّهم لايؤمنون به فنقرأ:
" لأنّ غزّة تكون متروكةً وأشقلون للخراب . أشدود عند الظهيرة يطردونها وعقرون تستأصل . ويل لسكَّان ساحل البحر أمَّة الكريتيين . كلمة الرّب عليكم ياكنعان أرض الفلسطينيين إنّي أخربك بلا ساكنٍ ويكون ساحل البحر مرعىً بآبارٍ للرعاة وحظائر الغنم . ويكون الساحل لبقية يهوذا عليه يرعون في بيوت أشقلون عند المساء يربضون لأنّ الرَّبَّ إلههم يتعهَّدهم ويردُّ سبيهم." ( 135)
" حيٌّ أنا يقول ربُّ الجنود إله إسرائيل إنَّ موآب تكون كسدوم وبنو عموَّن كعمورة ملك القريص وحفرة ملحٍ وخراباً إلى الأبد . تنهبهم بقيّة شعبي . وبقيّة أمتّي تمتلكهم ." (136)
". وأنتم أيّها الكوشيون . قتلى سيفي هم . ويمدّ يده على الشمال ويبيد آشور ويجعل نينوى خراباً يابسة كالقفر."(137)
". لذلك فانتظروني يقول الرَّبُّ إلى يوم أقوم إلى السّلب لأنَّ حكمي هو بجميع الأمم وحشر الممالك لأصبَّ سخطي كلَّ حمُّو غضبي لأنّه بنار غيرتي تؤكل كلُّ الأرض." (138)
ويرى النبّي حجَّي . في سفره أنّ يهوه سيمحو الأمم كلها ويبقى فقط على بني إسرائيل شعبه الخاص فنقرأ:" وأزلزل كلَّ الأمم ويأتي مشتهى كلّ الأمم فأملأ هذا البيت مجداً قال ربُّ الجنود . لي الفضة ولي الذّهب يقول ربُّ الجنود." (139)
" وأقلب كرسّي الممالك وأبيد قوّة الأمم وأقلب المركبات والراكبين فيها وينحطَّ الخيل وراكبوها كلٌ منها بسيف أخيه."(140)
ولا يختلف عنه النبي زكريا في هذا الأمر. فهو يرى أن يهوه غار على أورشليم وغضب من الأمم والشّعوب ورأى ضرورة العدوان عليها وسحقها وإبادتها فنقرأ:" هكذا قال ربَّ الجنود . غرت على أورشليم وعلى صهيون غيرةً عظيمةً وأنا مغضبٌ بغضبٍ عظيم على الأمم المطمئنين" ( 141)
كما يرى أنَّ الأمم كلّها ستخضع لرَّبِّ الجنود ويسجدوا له مخافة غضبه وقسوته وقدرته. وستغدورا أورشليم المقرَّ الرئيسي للأمم والشعوب تأتي إليها قبائل الأرض وتسجد للملك ربّ الجنود . فنقرأ :" وهذه تكون الضربة التي يضرب بها الرَّب كلَّ الشعوب الذين تجندوا على أورشليم. بحمهم يذوب وهم واقفون على أقدامهم . وعيونهم تذوب في أوقابها ولسانهم يذوب في فمهم فيمسك الرجل بيد قريبه وتعلو يده على يد قريبه" .(142)
.". ويكون أنَّ كلّ الباقي من جميع الأمم الذين جاؤوا على أورشليم يصعدون من سنة إلى سنة ليسجدوا للملك ربِّ الجنود وليعّيدوا عيد المظال. ويكون أنَّ كلَّ من لا يصعد من قبائل الأرض إلى أورشليم ليسجد للملك ربّ الجنود لايكون عليهم مطرٌ . وإن لاتصعد ولاتأتي قبيلة مصر ولا مطرٌ عليها تكن عليها الضربة التي يضرب بها الرّبّ الأمم الذين لايصعدون ليعيّدوا عيد المظال. هذا يكون قصاص مصر وقصاص كلّ الأمم الذين لا يصعدون ليعّيدوا عيد المظال."( 143)
---------------------------------
(101) سفر إرميا الاصحاح التاسع والأربعون
(102) سفر إرميّا الاصحاح التاسع والأربعون
( 103) سفر إرميّا الاصحاح التاسع والأربعون
( 104) سفر إرميّا الاصحاح التاسع والأربعون
( 105) سفر إرميّا الاصحاح التاسع والأربعون
( 106) سفر إرميّا الاصحاح الخمسون
(107) سفر إرميّا الاصحاح الخمسون
( 108) سفر إرميّا الاصحاح الخمسون
(109) سفر إرميّا الاصحاح الخمسون
( 110) سفر إرميّا الاصحاح الواحد والخمسون
( 111) سفر حزقيال الاصحاح الخامس والعشرون
( 112) سفر حزقيال الاصحاح الخامس والعشرون
( 113) سفر حزقيال الاصحاح الخامس والعشرون
( 114) سفر حزقيال الاصحاح الخامس والعشرون
( 115) سفر حزقيال الاصحاح السادس والعشرون
( 116) سفر حزقيال الاصحاح الثامن والعشرون
(117) سفر حزقيال الاصحاح التاسع والعشرون.
( 118) سفر حزقيال الاصحاح الخامس والثلاثون
( 119) سفر حزقيال الاصحاح التاسع والثلاثون
(120) سفر حزقيال الاصحاح التاسع والثلاثون.
( 121) سفر يوئيل الاصحاح الثالث
(123) سفر عاموس الاصحاح الأول.
(124) سفر عاموس الإصحاح الأول
(125) سفر عاموس الإصحاح الأول
(126) سفر عاموس الإصحاح الأول
(127) سفر عاموس الاصحاح الثاني
(128) سفر عوبديا الاصحاح الأول
(129) سفر ميخا الاصحاح الرابع
(131) سفر ناحوم الاصحاح الأول
( 132) سفر ناحوم الاصحاح الأول
( 133) سفر ناحوم الاصحاح الثاني
(134) سفر ناحوم الاصحاح الثاني
( 135) سفر صفينا الاصحاح الثاني
(136) سفر صفينا الاصحاح الثاني
(137) سفر صفينا الاصحاح الثاني
(138) - سفر صفينا الاصحاح الثالث.
(139) سفر حجَّي الاصحاح الثاني
(140) سفر حجَّي الاصحاح الثاني
( 141) سفر زكريا الاصحاح الأول
(142) سفر زكريا الاصحاح الرابع عشر
( 143) سفر زكريا الاصحاح الرابع عشر.
[/align]
يتبــــع>>>
|
|
|
|