[رشيد الميموني]

تمر بنا لحظات نحس بحاجتنا إلى خلوة مع النفس .. نحاسبها .. نقيم تصرفاتنا .. نتأمل كل شيء يخصنا . ماضينا .. حاضرنا .. ما يأتي من الأيام .. نحس أن شيئا ما تغير فينا .. بل نشعر أحيانا أننا في نقطة تجاذب بين مبادئنا وبين ما نواجهه من إحباطات ..
الخريف ولى وولت معه نسماته المنعشة وجوه الحالم الذي جعلنا نبوح بتلقائية .. وأقبل الشتاء العاصف .. فكان علينا أن نبوح .. ماذا عسانا أن نقول ؟ .. حقا إن للجو كآبة وغزارة الأمطار توحي ان السماء تذرف دمعا .. وقصف الرعد ينبئ بغضب وثورة تجد صداها في النفس .. لكن كل هذا يجد في قرارة النفس طمأنينة و استسلاما لقدر الله واطمئنانا لرحمته ..
قد أجد نفسي في مواجهة صراع مع أحد ما ..يريد إيذائي .. لكني أفضل عدم المواجهة .. ليس جبنا مني ولكني أعلم علم اليقين أن مواجهة الإيذاء بالإيذاء يعطي الفرصة للآخر لكي يفرض موقفه و شخصيته .. وما دمت أحرمه منها فإني أمام أمرين ..أمرهما حلو .. إما أنه سيتميز غيظا و ينعكس ذلك عليه .. وإما أنه سينقلب وليا حميما ..
أما عن لا أو نعم .. فإني أحتفظ لنفسي بالقرار الأخير .. مع مراعاة الظروف التي قد تجعلني أحتفظ بالتصريح بها في الوقت المناسب لكني طبع لا أخضع لإملاءات أوإكراهات . حين أقول نعم فلأني مقتنع بها .. وإذا كان وضعي يتطلب قول لا فإني أقولها ولو لم أنطق بها ..
تحياتي