الموضوع
:
جولة في ربوع منتدانا الحبيب ..في ربوع الموسوعة الفلسطينية
عرض مشاركة واحدة
07 / 02 / 2009, 43 : 11 PM
رقم المشاركة : [
69
]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
رد: جولة في ربوع منتدانا الحبيب ..في ربوع الموسوعة الفلسطينية
حيفا أو غزة إختلطت الأمور, لكني اقترح الإنطلاق من حيفا كالمركبين على الصورة.
يقول الشاعر الفلسطيني حنا ابو حنا:
جمال حيفا هذا مأساويّ عميق الجرح. فأنا الذي عرفت المدينة قبل النكبة، عندما كان يعمرها سبعون ألف فلسطيني ثم كانت النكبة فلم تُـبْقِ إلا ثلاثة آلاف واحتلّ بيوت مشرّديها غرباء، وهُدِّمت أحيـاء وغُيِّرت أسماء... أمـرّ بالبيوت فأتذكّـر أصحابها.. أتـذكّر الأصدقاء واللقاءات والندوات والمكتبات وشطوط السّباحة وأرى الكرمل والبحر والأفق الفنّان الذي يفتن بفيض إبداعه، فينـزف الجـرح. وتحوّم أسراب السّنـونو فأرى فيها أسراب مفاتيح فأقول:
مهبّ الخنـاجر هذي النّوافذْ
مفاتيح زوبـعها في الفضاء الحنـين
يزعـق من لَـهَوات السّنونو
تحوّم
تسأل عن مقلة البـاب
عن عتبات البيوت وحـوض الحـَبَق
هنالك من شارع الجـبل النّـشَجاتُ
ومن جادة الكرمل الحشرجات
تُـشَـلَّخُ أسمـاؤها
ويمحو الزّمان المـكان
شارع الجبل تحوّل اسمـه أولاً إلى شارع الأمم تقديراً لهيئة الأمم المتحـدة التي أصدرت قراراً بالتقسيم وإنشاء الدولتين/الدولة ! وعندما صدر قرار هيئة الأمم باعتبار الصهيونية عنصرية تحوّل اسم هذا الشارع ـ الذي ينطلق من جوار شارع اللنبي (المحتل البريطاني) متسلّقا جبل الكرمل في رحلة طويلة ـ فأصبح شارع الصهيونية .
أمّا جادة الكرمل فأصبحت جادة بن غوريون وقد أشرت إلى ذلك في قصيدة حديقة الصبر :
في جادة الكرمل ِ
حيث اغتيلت الأسماء
تحت عيون قـبّة البـهاء...
وأمّا حي وادي الصّليب فإن معالمه تُمحى
باستمرار ـ تُهدَم أو تزيَّف ملامحه وقد قلت فيه:
لقيتكِ تَسْـتَـنْـِبتينِ الدّموعَ بوادي الصّليبْ
رأيت البيوتَ تُـكَـمُّ
ويُـقعي السّكون دمـاً لـزِجـاً في الدّروبْ
تُعـمّي النّوافذ بالطّوبِ ينسج أكفانها عنكبوتْ
ويهرب ظـلّيَ منّي يحشرج بين سلوع البيوتْ
وتنفر ذاكرة العشب من تحت إبطِ الحجرْ
وساقِ الشـجرْ
وتغلق بذرة نرجسة كـفّها في التّرابِ
على خلَجـات المواسم
ودالية قوّضوا عرشها
تخـبّي الشّموسَ وبَوْحَ الحمائم
يقبّل خطويَ خـدَّ الأديم
وشوق الدّيار احتراق دمٍ وعتاب نبيّ
أنادي
ولكن صدايَ يعود إليّ
وأثقب من خرزات الدّموع قلاده
ومسبحةً للعباده
أرأيت كيف نكأت الجراح بنعومة باطن قدم طفلة؟
شخصيا يافا و حيفا تذكراني بالتتابع في السياق كمدينتي فاس ومكناس المغربيتين يأتي ذكرهما متلاحقتين في كثير من الأحيان وطبعا حيفا تذكر الجميع بعائد إلى حيفا للراحل غسان كنفاني..
حيفا ساحلية مما يجعلها استراتيجيا مهمة إلى جانب كونها عريقة وتاريخية أيضا.
هناك من يربط بينها و بين النبي إيليا أو إلياس فيعطيها نوعا من القداسة لليهود باعتبار أهمية النبي إيليا بالنسبة لبعضهم, فحدثونا عن مظاهر الحياة العربية في حيفا و الثقافة العربية فيها ..
حيفا ما يميزها عن غيرها ?وما هي اللمسات التي تركتها الحضارات المتعاقبة على المدينة?
تحياتي
و أيها النور أدبيون وأدبيات تعالوا نعد إلى حيفا
نصيرة تختوخ
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع نصيرة تختوخ المفضل
البحث عن كل مشاركات نصيرة تختوخ