[رشيد الميموني]

يعني ميساء .. أنت تطلبين مني أن أتخيل ما دمت سأتحدث عن "ذكرياتي"بحارة المغاربة .. حقا المفروض أن ينخرط الجميع هنا مشاركة و تفاعلا .. سواء كانوا أعضاء أو مشرفين .. خاصة و المنتدى الأول الذي اختير لكي يكون انطلاقة لـ"جولة في ربوع منتدانا الحبيب" له أهميته القصوى .. أما من ناحية وضع الأسئلة ، فرأيي أنها مستحسنة مع الإبقاء على صبغة التلقائية التي نريدها لهذا المجلس الدافئ .. بحيث يتطوع من له صلة بمنطقة ما ليحدثنا عنها بعفوية و دون انتظار أسئلة .
حين أذكرحارة أو باب المغاربة يتبادر إلى ذهني شيئين ..أولهما عودة أحد شيوخ من منطقة قضيت فيها طفولتي ، من الحج إلى الديار المقدسة وعروجه على القدس وصلاته فيها .. كان ذلك عام 1966 .. وكان حديثه أشبه بحكايات خيالية .. حدثنا عن القدس وشوارعها العتيقة وحلاوة الصلاة في المسجد الأقصى .. ربما لم أعد أذكركثيرا مما رواه لنا .. لكني احتفظت بصورة جميلة عن القدس وعن تشابه أزقتها بأزقة تطوان القديمة و أحيائها القديمة و من بينها حي "الملاح" الخاص باليهود الذين كانوا يتعايشون مع المسلمين في وئام و لا يلقون إلا المعاملة الحسنة .. قبل أن تهاجر الأغلبية الساحقة منهم إلى فلسطين خاصة بعد عام 1967 . وهذا هو الأمر الثاني الذي يتبادر إلى ذهني كلما ذكرت حارة المغاربة .. طبعا هناك كلمات صلاح الدين الأيوبي الذي قال عندما سئِل من قبل حاشيته عن سبب إسكان المغاربة بهذه المنطقة، أي عند السور الغربي للمسجد الأقصى، وهي منطقة سهلية يمكن أن يعود منها الصليبيون مجددًا، كون الجهات الثلاث الأخرى وعرة، أجاب بقوله: "أسكنت هناك من يثبتون في البر، ويبطشون في البحر، من أستأمنهم على هذا المسجد العظيم، وهذه المدينة".
المدن العتيقة في العالمين العربي و الإسلامية تتشابه .. فلا غرو إذا إن أحسست و أنا أجوب شوارع تطوان العتيقة أني أوغل في أزقة القدس من باب المغاربة.
بكل الحب و المودة .