عزيزتي أستاذة نصيرة والأخ العزيز رشيد
أشكركم جزيل الشكر على الاستمرار بدخول هذه الجولة الرائعة في ربوع منتدى الموسوعة الفلسطينية
ولا أخفيكم أني تأثرت من عدم دخول كثير من الأعضاء الأعزاء على قلبنا , فقد اقتصر الأمر عليكما وطبعا الأستاذة ميساء , وشرفتنا الأستاذة هدى أيضا بزيارة , وكنت أتوقع زيارة الكثيرين , لأن ربوع الموسوعة واسعة وغناءة وخصبة .
على كل عزيزتي نصيرة , فما ذكرتيه عن مدينة حيفا جميل جدا وممتع , أما مايتعلق بمظاهر الحياة العربية في حيفا والثقافة العربية فيها, واللمسات التي تركتها الحضارات الثقافية على المدينة :
فقد تميزت حيفا عن كثير من المدن الفلسطينية بنشاطها الثقافي والتعليمي , ففي العهد العثماني:
بلغ عدد المدارس في حيفاعام 1870م ثلاث مدارس هي :
مدرسةالحي الشرقي وهي مدرسة عربية .
مدرسة الرشيدية .
مدرسة يهودية .
وفيعام 1901م بلغ عدد المدارس الأجنبية خمس مدارس وهي :
ثلاث مدارس ألمانية .
مدرستان فرنسيتان هما الفرير والراهبات .
وفي عام 1903مبلغ عدد المدارسالأجنبية ثماني مدارس وهي :
أربعمدارس فرنسية هي :
الفرير – راهبات المحبة – راهبات الناصرة – المدرسة اليهودية – ومدرستان انكليزيتان ومدرسةألمانية ومدرسة روسية .
أما المدارس في العهدالبريطاني :ففضلا عن المدارس الحكومية، كان في حيفا مدارس خاصةإسلامية ومسيحية، بلغ عددها عشرون مدرسة، نصفها إسلامية ونصفها مسيحية وثماني مدارسأجنبية .
عرفت حيفا المكتبات العامة عام 1914م، حيث تأسس فيهذا العام أول مكتبة عامة فيها باسم المكتبة الجامعة، وتغير اسمها فيما بعد ليصبحالمكتبة الوطنية، وقد كانت هذه المكتبة تعنى ببيع الكتب العلمية والتاريخيةوالأدبية .. الخ، كما أخذت هذه المكتبة تصدر مجلة خاصة بها هي مجلة الزهرة .
رأى رجال الصحافة العربية ما آلت أليه حالة الوطنيين من التفرقة، فقرروا عقدمؤتمراً صحفياً في حيفا، لوضع خطة يسيرون عليها في كتاباتهم، وتأليف نقابة صحفيةتجمع شتاتهم، وتأخذ حيفا مكانها الريادي في الحركة الصحفية في فلسطين، بمثل ما أخذتمكانها الريادي في الحركة الثورية، وقد صدر في حيفا الصحف التالية :
1 - الكرمل أسسها نجيب نصار 1908
2 - العصا لمن عصا أسسها نجيبجانا 1913
3 - الصاعقة أصدرها جميلرمضان 1912
4 - النفير أصدرهاإبراهيم زكا 1913
5 - جراب الكرديأصدرها متري حلاج 1920
6 - حيفاأصدرها إيليا زكا 1921
7 - الطبلأصدرها إبراهيم كريم 1921
8 - الزهرة أصدرها جميل البحري 1922
9 - الأردني أصدرها خليل نصر مع باسيل الجدع 1919
10 - اليرموك أصدرها كمال عباس ورشيد الحاج إبراهيم 1924
11 - النهضة أصدرها قيصرالأبيض وجاد سويدان 1929
12 - بالستين ديلي ميل أصدرها مئير إبراهيم حداد 1933
13 - آخر ساعة أصدرها يوسف سلامة 1936
14 - البشرى أصدرها محمد سليمالأحمدي 1936
15 - كشاف الصحراءأصدرها مطلق عبد الخالق وعاطف نور الله 1940
16 - الرابطة أصدرها المطران حكيم 1944
17 - الاتحاد أصدرها إميل توما وإميل حبيبي بالعربيةوالإنكليزية والأرمنية 1944
18 - مجلة الغرفة التجارية أصدرتها الغرفة التجارية بحيفا 1945
19 - المهماز أصدرها منير إبراهيم حداد1946
وانتشرت الجمعيات والأنديةوالمهرجانات واللقاءات الفكرية في حيفا لمواجهة الظلم الاستعماري والخطر الصهيوني،وقد قامت الجمعيات الإسلامية والمسيحية بأدوارها في توجيه الرأي العام، وتنبيهالأمة لما يهددها من مخاطر، كشف نوايا الاستعمار والصهيونية، كما كان في حيفاجمعيتان نسويتان الأولى إسلامية، وهي جمعية تهذيب الفتاة والثانية مسيحية وهي جمعيةالسيدات .
ولم تهمل حيفا الناحتينالاقتصادية والفكرية، فتأسست جمعية النهضة الاقتصادية العربية، وكانت غايتها النهوضبالبلاد علميا واقتصاديا، وكان من أعضائها علماء وأدباء ومحامون، كما برزت في حيفاحياة نقابية رائدة أخذت تشكل نقابات لكل مهنة وفن، وكان من هذه النقابات (حلقةالأدب) غايتها تعزيز اللغة العربية، وتشجيع فن الخطابة، والعناية بالإصلاحوالتعليم، ونشر الكتب الأدبية، وكان أعضاؤها من حملة الأقلام والخطباء والأدباء،وكانت حلقة الأدب هذه تشارك في الحياة السياسية والأدبية والقومية .
وظلت المدينة تتحرك لتكون مركزإشعاع فكري، وأخذت أنديتها وجمعياتها تقيم الحفلات وتنظم المحاضرات، وتشارك فيالتحرك الوطني في كل اتجاه، فقدمت المسرحيات واستقدمت الفرق المسرحية، فقد دعيت إلىحيفا فرقة رمسيس المصرية برئاسة يوسف وهبي، وجورج ابيض واهتمت جمعية الرابطةالأدبية بهذا الفن وجعلت حفلاتها التمثيلية عامة ومجانية .
كما شهدت الأندية والمسارح عروض مسرحيات عديدة من تأليففرقة (الكرمل التمثيلية) ونالت نجاحا باهرا
تضم حيفاعلى مجموعة من المعالم الدينية والتاريخية والسياحية، التي تشجع السياح على زيارةالمدينة فقد بلغ عدد الكنائس في العقد الرابع في القرن الحالي ست كنائس، مقابل خمسمساجد وتكايا، إلى جانب وجود ثمانية فنادق وثلاثة حمامات عامة وتسعة خانات.
حيفا مدينة جميلة، يوجد بهامجموعة من المعالم السياحية والأبنية الضخمة مثل دير الفرنسيسكان، ودير وكنيسةالأباء والكرمليين، ودير دام دونازارات، ونزل الكرمل، والجامع الشريف، والمحطة وبرجالساعة، إلى جانب وجود مجموعة من المتاحف أهمها: متحف الفن الحديث، وبيت الفنانين،والمتحف الانتولوجي، ومتحف الفن الياباني، والمتحف البحري، والمتحف البلدي، ومتحفالطبيعية، ومتحف الفلكلور، والمتحف الموسيقي.
ووجود مجموعة من المنتزهات والحدائق العامة أهمها:
منتزه جان بنيامين، وحديقةالتكنيون، ومنتزه جان هزكرون، وحديقة جان حاييم، والحدائق الفارسية، وحديقةحيوانات، إلى جانب وجود أعداد كبيرة من الفنادق والاستراحات.
ومن خلال دراسة الاكتشافاتالأثرية في منطقة حيفا وقضائها، من حيث خصائصها ومميزاتها ومواصفاتها والمادة الخامالمستخدمة وطبيعة الرسومات، تبين أن العرب الكنعانيين هم أول من استوطن المنطقةأقاموا فيها الكثير من مدنهم وقراهم مثل الطنطورة وعتليت وقيسارية، وبنوا حيفاالقديمة على بعد كيلو مترين من حيفا الحالية، وقد بقى من هذه المدينة القديمة بعضالآثار التي تدل على مكانها، منها في جبل الكرمل على شكل ثلاثقناطر.
عزيزتي أستاذة نصيرة أرجو أن أكون قد أعطيت فكرة واضحة عن مظاهر الحياة الفكرية والثقافية والعلمية في حيفا, وما تركته الحضارات التي تعاقبت عليها من لمسات هامة .
وهنا لايسعني إلا أن أرجو من الأستاذة هدى الخطيب ابنة حيفا البارة أن تزودنا بالمزيد من هذه المعلومات , وبأشياء ربما غفلنا عن ذكرها .