[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]
تحياتي للجميع
أستاذة بوران حبيبتي ألف شكر لك وللأستاذة ناهد والأستاذة نصيرة والجميع
بشأن قلة مشاركاتي لعلي أنتهزها فرصة للتوضيح ، أنا فعلاً لا أستطيع المشاركة أساساً مثل الجميع لأن عملي الإدارة العامة للمنتدى وصيانته وحفظه والإشراف على كل كبيرة وصغيرة وهذا العمل أكثر مما يمكن تصوره، وغالباً كما تلاحظين لا أجد الوقت حتى للرد على التعليقات الخاصة بي ، من جهة أخرى فغيابي عام هذه الفترة، وأنا أشرت لهذا في منتدى المشرفين ، والأستاذة ناهد تعرف كل التفاصيل
أنا تقريباً ليس عندي كمبيوتر، للأسف الأسبوع الماضي الكمبيوتر احترق أو تلف المهم أنه تعطل تماماً وغير قابل للتصليح جراء أحد البرامج التي أنزلتها، والمشكلة أن كل ملفاتي ووثائقي عليه.
للدخول أستعمل لاب توب صغير عندي لكنه ليس جيداً ويتوقف كثيراً ويفصل الانترنيت بشكل مستمر، اشتريت كمبيوتر جديد وحسب الإيميل الذي أرسلوه لي يفترض أن يصل في 12 الشهر، وإلى ذلك الحين كما ترين بالكاد أستطيع المتابعة.
أما من جهة عتبي.. العتب على قدر المحبة
طبعاً أنت
تجيبين على الأسئلة التي تردك
بمنأى عن مشاعري الحيفاوية.. حيفا إحدى أهم المدن في فلسطين عبر التاريخ القديم والجديد وكانت العاصمة الثقافية لبلاد الشام ولم تحتل بيروت هذه المكانة إلا بعد سقوط حيفا ، ولم تزل كذلك حتى عند الصهاينة، يعني مدينة عاصمة لمحافظة كبيرة وبأهمية حيفا برأيي ما كان ينبغي تأخيرها والتذكير بها من قبلي، كلها بلادنا لكني حزنت حين لم يتعرض لها أحد ورأيت أنها همشت بما لا يليق بها ، خصوصاً بعد ذكر باقي مدن الجليل و يافا ثم الابتعاد عن تلك المنطقة مجدداً وأنا بصراحة شعرت بشيء من الغبن لمكانة حيفا ولأنها مدينتي لم أشأ أن اسأل عنها وأنتظر.
بالنسبة لي لديّ الكثير جداً فأنا اختصاصي التاريخ كما تعرفين، عن حيفا وتاريخها -المدينة الفينيقية الكنعانية - من تحقيقي وإعدادي، لكن كما وضحت لك كله على الكمبيوتر الذي تعطل وإلى أن أجد من يستطيع إخراج الملفات لي عنه وحفظه مجدداً.
طبعاً لدي في ذاكرتي بعض ما يمكن أن أضيفه في السياق، عن دور جدي تحديداً الشيخ يونس في النضال الوطني في حيفا وماذا كان يفعل للثوار وقصته مع الشهيد القسام تحديداً التي انتهت حين صلى عليه وأمّ في هذه الصلاة عشرة آلاف شخص كذلك عم والدي الشيخ نمر ( ما زال على قيد الحياة في المدينة المنورة وعمره 110 سنوات وله مؤلفات هامة ) وكذلك ومنه ما هو موجود على النت عن عرب 48 ،وهنا لديّ اشارة بسيطة حول كنعانية المدينة والعائلات العربية الكنعانية الموغلة في القدم من أهل المدينة، منهم عائلة جدتي رحمها الله " نجلاء سقيرق " عائلة آل سقيرق التي ينتمي لها الأستاذ طلعت أيضاً ( عمتي تزوجت ابن خالها ) قد يكون راود البعض التساؤل عن معنى هذا الاسم والحقيقة أن هذه العائلة من أقدم عائلات حيفا الكنعانية لآلاف السنين ، وكان الجد الأكبر لهذه الأسرة يلقب بالكاهن الأكبر أو خازن النار موجودة بالعربية ( سقر وتصغيرها سقير ) وتعني النار الشديدة الاشتعال، أردت الإشارة فقط والوثاق والشرح الوافي سيكون لي مستقبلاً بإذن الله الكثير مما سأنشره.
عمي المفكر والأديب سيف الدين الخطيب، سيكون له مستقبلا كتابات بإذن الله عن حيفا خاصة وفلسطين والنكبة، أخيراً رضي باستعمال الانترنيت ودخل اليوم إلى الموقع لأول مرة مع أني سجلت عضويته من البدايات، لكني ما زلت أحتاج معه بضع ساعات تمتد زمنياً حتى لا يضجر مرة واحدة إلى أن يتمكن من فهم استعمال التقنية والإقبال على الكتابة والنشر الالكتروني ، طبعاً هو يذكر فلسطين وحيفا رغم أنه كان طفلاً صغيرا في زمن النكبة، ولديه مؤلفات هامة وكتب في السياق عن النكبة منها: " مراحل الألم الفلسطيني " بالإضافة للأدب، اختصاصه العلوم السياسية ودراساته العليا والرسالة تحديداً في التاريخ السياسي ويصدر في كندا مجلة فصلية تعنى بالشأن العربي والفلسطيني.
وسيكون أيضاً لنا مزيد من المتخصصين الكبار وقد أخذت على نفسي عاتق محاولة إدخالهم تقنية النشر الإلكتروني في الموقع والمتابعة معهم إلى حين التمكن، لأنه فعلاً خسارة ألا تتمكن كل هذه الأقلام من النشر الالكتروني ونستفيد منها.
لوالدي الكثير من الكتابات الشعرية والأدبية الخاصة بحيفا من القليل الذي عندنا في البيت بطرابلس، حين كنت صغيرة كنت أحتار بأحدها يصف قمر حيفا الذي لا يشبه القمر بأي مكان آخر ( في عيون العاشق الملتاع).
في توقيعه هنا في الموقع قرأتم بالتأكيد بعض هذه الأبيات:
[/align]

" نورالدين الخطيب"

وطني الذي الجنّات بعض... صفاته
والحسنُ آيٌ من رؤى... آياته ِ
ذاك الغريب تكشّفتْ... أشواقهُ
إثر الذي أذراه من ...عبراته ِ
بل نمَّ عن وجد يعنّي... قلبهُ
سيلٌ من النيران في...زفراته ِ
تعتاده الذكرى ويلهبُ...شجوهُ
ماض ٍ طوى الأحلام... في طياته ِ
لم يبقَ منها و الزمان ...عدوّه
إلا أنين النزع في ... أنّاته ِ

وفي الموضوع نفسه له :

يا لوعة الذكرى تطوف بخاطري
فتثير فيَّ مكامن الأشجان ِ
هل كان ذاك العهد إلا غفوة
فصمت عراها أنمل الحدثان ِ
واهاً فما أبقى الزمان لمثلنا
إلا الدموع طليقة الأجفان

[align=justify]
أما حكايات عمتي عن حيفا فلا نهاية لها ولأوجاع الحنين،الحنين حتى لمرآتها وكراسة أقلامها وياسمينة الدار وأشجار الحديقة ونافذتها تطل على مشهد شاطئ حيفا والميناء....

وأختم مع المرحوم الشاعر الحيفاوي " حسن البحيري " :

حَيْفا في سَوَادِ العُيُونْ
[/align]
ما أَشْرَقَتْ عَيْنَاكِ إلاّ خانَني

بِصَبابَتي.. صَبْري.. وَحُسْنُ تَجَمُّلي

وَتَحَسَّسَتْ كَفّايَ مِنْ أَلَمِ الجَوى

سَهْماً مَغارِسُ نَصْلِهِ في مَقْتَلي

وَتَسارَعَتْ مِنْ مُهجَتي في وَجْنَتي

حُمْرُ المَدامِعِ جَدْوَلاً في جَدْوَلِ

فَلَقَدْ رَأَيْتُ بِلَحْظِ عَيْنِكِ إِذْ رَنَتْ


والتِيهُ يَكْحَلُها بِميلِ تَدَلُّلِ


"حَيْفا" وَشاطِئَها الحَبيبَ، وَسَفْحَها،

وَذُرىً تعالتْ لِلسِّماكِ الأَعْزَلِ


وَمُنىً تَقَضَّتْ في فَسيحِ رِحابِها

وَهَوىً تَوَلّى في الشَّبابِ الأَوَّل


وَرَأَيْتُ هَيْمَنَةَ الأَمانِ مُطَمْأَنَ

اللَّهَفاتِ مِنْ غَدْرِ الصُّروفِ الحُوَّلِ

بِظِلالِ أَهْدابٍ تَرِفُّ غَضارَةً

كَظِلالِ أَهْدابِ الغَمامِ المُثْقَلِ

وَذَكَرْتُ مِنْ عُمُرِ النَّعيمِ مَضاءَهُ

بِصِبىً على رُودِ الليالي مُعْجَلِ


وَالعيشُ بُسْتانٌ وَبَسْمَةُ سَعْدِهِ

فَجْرٌ بِأَفْراحِ المَشارِقِ يَنْجَلي..

وَالنَّجْمُ يَسْحَبُ مِنْ مَشارِفِ أُفْقِهِ


ذَيْلَ الإِباءِ إِلى مَشارِفِ مَنْزِلي

عَيْنٌ رَأَيْتُ بِسِحْرِها وَفُتونِها

أَحْلامَ عَهْدٍ بالصَّفاءِ مُظَلّلِ

وَلَمَحْتُ بَيْنَ سَوادِها وَبَياضِها


ظِلَّ الصَّنَوْبَرِ في أَعالي "الكَرْمِلِ"

فَعَلى جُفونِكِ لاحَ طَيْفُ رَبيعِهِ

وَالحُسْنُ يُوطِئُهُ بِساطَ المُخْمَلِ


والسَّوْسَنُ المَطْلولُ بَيْنَ صُخورِهِ


خَفِقُ العِطافِ على أَغاني البُلْبُلِ

وَمَضاجِعُ الأَحْبابِ في أَحْضانِهِ

بَيْنَ الخمائِلِ مِنْ حَريرٍ مَوْصِلي

والرّيحُ تَشّدو في مَلاعِبِ دَوْحِهِ

نَغَمَاً تَنامُ لَهُ عُيُونُ العُذَّلِ


جَبَلٌ أَطَلَّ عَلى مَرابِعِ أُنْسِهِ

قَمَري.. وَغابَ وَتِمُّه لَمْ يَكْمَلِ

وَغَرَسْتُ بَيْنَ شِعافِهِ وَشِعابِهِ


زَهْرَ الصِّبا وَرَوَيْتُهُ مِنْ سَلْسَلَي

وَرَعَيْتُهُ بالرُّوحِ مِنْ لَفْحٍ.. وَمِنْ

نَفْحٍ وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ النُّزَّلِ

فَنَما عَلى جُهْدِ الضَّنى.. وَعَنائِهِ

وَزَكا عَلى جُرْحٍ عَسِيرِ المَحْمَلِ

حَتَّى اسْتَوَى سُوقاً.. وَهَدْهَدَ خاطِري

مَجْنىً.. وَأَكْمامُ الرَّجاءِ بَسَمْنَ لي

مَجْنىً.. وَأَكْمامُ الرَّجاءِ بَسَمْنَ لي

قَطَفَتْهُ كَفٌّ غَيْرُ كَفِّي عَنْوَةً

وَجَناهُ مِنْ أَرْضي غَريبُ المِنْجَلِ!

فَإذا رَنَوْتُ إِلى لِحاظِكِ تائِهاً

مِنْ سِرِّها في جُنْحِ لَيْلٍ أَلْيَلِ

مُتَعَثِّرَ اللَّحَظاتِ، مَشْدُوهَ الأَسى

أَهفو لِحَظٍّ مُدْبرٍ أَوْ مُقْبِلِ

وَأَنا أَرودُ بِلَهْفَتي وَصَبابَتي

أَلْقَ السَّنى مِنْ وَجْهِكِ المُتَهَلِّلِ

فَتَلَفَّتي، لا تَعْطِفي جِيدَ الحَيا

عَنّي، فَفي عَيْنَيْكِ غايةُ مَأْمَلي..!