عزيزتي الغالية الأستاذة هدى
لاشك أنك تعرفين مدى حبي وتقديري لك ولشخصك الكريم , وتعرفين أنني فعلا كنت أرد على مايطلبه مني الأخوة والأخوات ,
وتمنيت من كل قلبي , لو طلبت أنت فعلا التحدث عن حيفا , وهذا ماكنت أتوقعه, فأنا أعتذر إن حصل أي تقصير في هذه النقطة,
وكما قالت الأخت العزيزة نصيرة: لئن تأخرنا في الوصول إلى حيفا, لكننا حتما نملك كل الوقت للمقام وللمكوث في أحضانها.
أما عتبي فكان على الأخوة والأخوات الذين لم يشاركوا نهائيا في هذه الجولة في ربوع الموسوعة الفلسطينية , وأنا التي أقدر
وأثمن دائما انشغالك وتعبك وجهدك في إدارة هذا المنتدى .
وهنا أقتطف هذا الوصف الرائع لحيفا ولأهلها من شاعرنا الكبير هارون هاشم رشيد في كتابه "مدينة وشاعر : حيفا والبحيري "
" حيفا السابية بفتن جمالها..
بشمسها المشرقة..
وبحرها الصافي اللجَيَ الأزرق..
وشواطئها الناعمة البيضاء الرمال..
وسهولها المائجة ببحور الخضرة ..
وخمائلها المفروشة ببسط السندس والإستبرق..
وأوديتها العميقة الفياضة بشذا نفح الطيَب والأريج, يتجاوب في أرجائها خرير مائها المتناغم مع نجاوى الطير, ووشوشات النسيم..
وسفوحها المنشورة على منحدراتها قطائف المخمل..
وجبالها الملامسة بذؤاباتها جباه الكواكب..
وغاباتها المرصعة ببلور مرائي الغدران النائمة الحالمة تحت الظلال الناعمة, يتراءى على صفحاتها الفضية مشق قدود الغصون, وابتسام ثغور الأزهار, وملون معاطف الأوراق..
وجداولها الجارية على نثير حصى كأنه فرائد عقود الصبايا..
وصنوبرها العتيق المسكي الأنفاس..
وعبهرها الذي نبت أول مانبت في ترابها العنبري, ثم استعارت عرائس غرائسه ضفاف نهر الكوثر في رحاب النعيم المقيم, لتزين به جنات عدنها .."
هذه هي حيفا الساحرة .
وهذا هو حسن البحيري كما يصفه هارون هاشم رشيد:
كذلك البحيري..
فهو إلهي العشق..
نوراني الهوى..
صوفي المحبة..
وقف على حبه وطنه كلَ وجوده..
وأعطى أمته كل ذاته..
هذا هو البحيري: شاعر حيفا .. ومغني فلسطين .. صنوبر الكرمل
شاعر الوجد الوطني .