عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 02 / 2009, 34 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الكتابة ليست وردة للزينة

[align=justify]
ليس جديدا أن نسأل أو نطرح السؤال بصيغة : لماذا نكتب – وضمنه بطبيعة الحال لماذا نبدع؟؟. ودائما تكون الإجابة مترنحة بين سلب وإيجاب ، تائهة بين شط وآخر ، أو غارقة بين صورة وصورة .. وطبيعي أنه من حق السائل أن يطرح مثل هذا السؤال الذي يكاد يكون أزليا ممتدا في رحم الزمن والتاريخ ..إذ ما معنى أن نصبّ الحروف في هذا المجرى أو ذاك وما الجدوى من ربط الكلمة بالكلمة لتأليف هذه الجملة أو تلك وصولا إلى مقال أو قصة أو خاطرة أو قصيدة شعر أو رواية ، وهل هناك فائدة من كلّ ذلك ؟؟..
لا يمكن أن تكون الكتابة وردة للزينة ، وفي النتيجة لا يمكن أن يكون الإبداع في مجموعه من أجل المتعة ليس إلا ، لأن المتعة وإن كانت هدفا من الأهداف المشروعة في الحياة ، لا تكفي لأن تؤسس جوابا شافيا نهائيا .. فأن نقول نحن نكتب أو نبدع لنمتع الناس ، نقف عند حد واحد متجاوزين الكثير من الحدود ..فالكتابة في جزء منها متعة للكاتب والقارئ معا..وقد رأت بعض المدارس الأدبية كفاية واكتفاء بهذا الدور ، فاشترطت المتعة في الإبداع ورأت أن هذا كاف لا داعي لتجاوزه أو الابتعاد عنه، فأن تمتع القارئ أو المتلقي فهذا غرض يؤدي دوره ويصل إلى ما يراد منه ، وحين نصل إلى هذا فقد أدينا المطلوب ولا حاجة للذهاب أكثر أو أبعد من ذلك .. لكن هل هذا كاف ٍ حقا ؟؟..
برأيي هذا غير كاف ٍ لأنه محصور محدد ضيق الأفق رغم أهميته .. إذ لا يمكن أن نحصر الإبداع كله بالمتعة ليس إلا .. فالحياة الواسعة الشاسعة ، الكبيرة الممتدة ، ترتبط ارتباطا كليا بالإبداع .. لذلك أجد أن الكتابة والإبداع مرتبطان بالحياة والإنسان قبل أي شيء آخر ، ومن هنا يجب أن ننطلق بالفكرة أو الجواب عن السؤال الذي طرحناه حين بدأنا ، وهذا يقود مباشرة إلى تعدد في الآراء وتلون في الرؤى ، فهناك من يرى أنّ الإبداع يعمل على جعل الحياة أكثر جمالا، وهناك من يجد أن هذا الإبداع يعقلن الحياة أو يجعلها أكثر عقلانية ، بينما يرى البعض أنه يجعل الحياة أكثر أمنا وأكثر قابلية للفهم ..وطبيعي أن تمتد الحياة هنا لتشمل الوجود .. وحين نركز على كل مفردة مما سبق ، إضافة للمتعة أو الإمتاع ، نجد أن الجواب كبير غير محدود .. الكتابة إذن وبهذا المعنى ضرورة من ضرورات الحياة ..فهل هذا حقيقي ؟؟.. أجد ببساطة شديدة أنّ هذا هو الممكن الوحيد ، والبرهان جد بسيط لا يحتاج إلى الكثير من البحث والتنقيب..كيف ؟؟..
فقط تصوروا حياة دون إبداع !!.. تصوروا حياة دون ألوان .. تصوروا حياة دون قصيدة ، دون زقزقة عصفور ، دون موسيقى ، دون لوحة جميلة ،دون كلمة رائعة ، دون تآلف وتصالح وتناغم بين الأشياء ..كيف ستبدو هذه الحياة وعلى أي صورة ستكون ؟؟.. طبعا سنجد أنفسنا أمام لوحة قاتمة لا تسر العين ولا ترضي الأذن أو الخاطر .. قد نقول الطبيعة موجودة وهي جميلة ، هذا حق ، لكن الطبيعة أيضا من ضمن الإبداع وليست خارجه ..بل ندعي ببساطة أنّ الطبيعة هي التي علمت الإنسان الإبداع وأعطته ما أعطته من قدرة على تلوين الحياة بالجمال الذي نراه .. لذلك كانت الكتابة للمتعة لا شك ، لكن هذا وحده لا يكفي ، إذ على الصورة أن تمتد حتى تكون ضمن الإطار العريض للحياة والوجود وإنسانية الإنسان .. وإذا كنت قد وضعت في عنواني " الكتابة ليست وردة للزينة " فقد كنت أعني أنها أكبر من ذلك وأوسع وأشمل ، إذ قد يكون من وظائفها الزينة والمتعة وبعث السرور في النفس ، لكن هناك بالتأكيد ما هو مضاف لكل ذلك ..هذا المضاف له وظائفه الهامة في حياتنا وفي أذهاننا ومعيشتنا كلها .. فالكتابة ، كما الإبداع ، ما كانت ولن تكون مجانية الوجود لأن هذا لا معنى له بأي شكل من الأشكال ..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس