رد: لقاء حواري مع الأخ الكريم رشيد الميموني ...
سؤالي الرابع
هل لجمالية الصورتين القصصية والروائية اعتبارا لدى كتاب القصة والرواية المعاصرين؟
جمالية الصورة في القصة والرواية تكمن - حسب رأيي المتواضع - في مدى تمكن الكاتب من أسلوبه .. بحيث يجمع بين الرصانة والقدرة على التبليغ .. وكلما ابتعد الكاتب علن التكلف و حشو النص بمفردات ينتقيها هو ، زاد النص جمالية .. يعني أن الكاتب حين يكون متمكنا في مجاله الأدبي ، لا يبحث عن الكلمات التي يمكن أن تعطي لنصه توهجا .. بل هي تأتي طواعية ..
وكلما ابتعد القاص أو الروائي عن الخطاب المباشر واعتمد الحيادية ولم يبحث عن تعقيدات في أسلوبه ، كانت جمالية القصة و الرواية مضمونة .. وهذا ما نفتقده كثيرا في القصة والرواية المعاصرتين ..
أعطيك دليلا على ذلك في الأدب الفرنسي .. حين أقرأ لفكتورهوكو أو موباسان أو غيره ثم أقرأ لأدباء مغاربيين بالفرنسية أجد بونا شاسع من حيث يسر الأسلوب و جماليته .. رغم أن هوكو و موباسان يكتبان بلغتهما وهما متمكنان منها .
وأخيرا فإن الإغراق في الرمزية و التجريد ربما يفقد القصة والرواية الجمالية المبتغاة ..
سؤالي الخامس
كيف يا ترى ينتقي القاص عنوان قصته، ومجموعته القصصية؟ وكيف يختار الروائي عنوان روايته؟
من المعلوم أن كل قاص و كل روائي حين يبدأ كتابة نص ما يكون تحت وقع انفعال ما .. فتراه يكتب حينا ويتوقف حينا آخر .. تأتيه فكرة وهو إما جالس يتأمل أو قاعدا يأكل ، و أحيانا يستعد للنوم ، مثله مثل الشاعر أو الفنان الملحخن الذي قد يأتيه لحن في أي وقت .. وفي اعتقادي ، يخضع عنوان القصة و الرواية لأحداث وفكرة النص .. قد يختار الأديب عنوانا قبل أن يكتب .. وقد يغيره في الأخير .. وربما يطرأ التغيير مرارا حتى يحوز على رضى الكاتب .. و في كثيرمن الأحيان تأتي فكرة العنوان و القاص أو الروائي منهمكا في سرد الأحداث .
|