رد: بنيتي و أنت تترعرعين...
الأستاذة سلوى :
قراءتك للخاطرة رائعة جدا، و ملاحظاتك المتميزة عن علاقة الأب و ابنته تنم عن تجربة شخصية عميقة، كانت طفلتي صغيرة عندما افترقت قسرا عن أمها، و قد تركتها في البداية مع أختي التي تكفلت برعايتها، قبل أن أقرر تكريس القسط الأوفر من حياتي لتلك الطفلة الجميلة، و قد تعلقت بها كثيرا، فلا أفارقها إلا عند أوقات الدراسة أو إذا باغتتني انشغالات قاهرة. ما يزيدني سعادة هو شعوري بأنها تبذل جهودا دقيقة لإرضائي. و غالبا ما تمتثل لنصائحي رغم أنني لا أفرض عليها أي شيء.
أستاذة سلوى، لقد كانت جرأتك فريدة من نوعها في خاطرة : "أعترف لك"، حيث بدا واضحا أنك تحاولين التمرد على التقاليد الاجتماعية البالية، و مثل هذه الرؤية المختلفة إلى الحياة تفتح الأفق رحبا أمام إبداعات أدبية غاية في الروعة. و في الواقع، فقد كانت قراءتي لتلك الخاطرة المختلفة دافعا لي نحو الإقبال على الحياة من جديد، لأن الأحزان مهما تنامت، فإن الإنسانية تبقى أقوى منها. كما كانت دافعا لي لإقتسام تلك التساؤلات الوطنية الحارقة معك، و قد كانت إجاباتك منسجمة مع الإنطباع الذي صورته عن أسلوبك الأدبي الذي مزج بجمال بين الروعة و التمرد على الأعراف التي يؤمن بأنها متجاوزة.
تحياتي العميقة للأديبة سلوى.
|