رد: عندما تجَمل الوحش
الأستاذة نصيرة :
يبدو أن إحساسا متأخرا بكون الصراع التقليدي بين الشر و الخير قد تسرب إلى أعماق الذات الإنسانية ساور القاصة قبل أن تنهمك في إحياء مفرداتها، إذ لم يعد مقيدا بالوجود المادي للأعداء، بل إنه عبر نصك السردي تحول إلى حالة متقدمة من أنواع السكيزوفرينيا، فالواضح أن اعتبارات شخصية تقف وراء تخلص القاصة من كل الإنطباعات السيئة التي ارتسمت في ذهنها.
إذا كان القناع فاصلا موضوعيا بين الوهم و الحقيقة فسؤال معنى وجوده يظل قائما. و هذه الملاحظة أدرجتها في تعليق ضمن مجموعة :"عواء الذئب الماوي" في النفق التاسع للأستاذ طلعت سقيرق و سبق لي أن ربطت "القناع" بحالة العجز الثقافي التي تجتاح عالمنا العربي برسم مقالة:"المثقف العربي، كيف يرتدي القناع الشفاف". مما يضفي روعة لا تضاهى على السرد هو تبعيته التامة للراوي، فيكون بذلك مجمعا لكل أنواع العلاقات الإنسانية و المصاعب التي تواجهها. و الأكثر إثارة للهدوء، هو الرحيل النهائي لذلك المارد الذي يثبت النص السردي أن رحيله ترك آثارا في مسار القاصة، كانت نهاية مناسبة للسرد، فقد غادر المارد باتجاه الإنسانية.
نص جميل...تحياتي
|