22 / 02 / 2009, 04 : 06 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
|
عاش الملك د/ ناصرشافعي
عاش الملك سنوات طوال داخل العلبة الأنيقة , المرصعة بالجواهر الثمينة .. حبيساً هو وحاشيته و حراسه وقلاعه وعسكره الأسود .. ظن أن البقاء في العلبة طويلاً تحميه من قواعد اللعبة !
كانت نزهته الوحيدة خطوات بسيطة محدودة و محسوبة في مساحة الرقعة.. لايخرج عنها .. ولا يمكنه الهروب منها !
كانت تحركاته و خطواته ليست بفكره .. لكن بفكر و عقل و أصابع من يحركه .. يظنه ذو الرأي المستنير .. يأمره فيستجيب .. ينفذ ولا يستشير.
اليوم خرج الملك مرغماً بصحبة وزيره .. يحرسه فرسه وفيله .. في جماعات منظمة .. وبروتوكلات محسوبة .. في خطوات رزينة.. يحتمي بالقلعة الحصينة .. تحميه جنوده الهزيلة .
كان الملك يخشى المواجهه و الإلتحام و القتال ..لكنها كانت الضرورة ..
ليست إرادته أو رغبته .. إنما أوامر وواجبات من يحركه.. واجب يفرضه عليه الواقع الأليم .. ليقابل الغريم . ينظر عن اليمين وعن الشمال .. يتابع الحال .. ولكنه لا ينظر إلى الأمام .. حيث الخطر القادم لا محال !
عاش الملك واثقاً في قدرة الوزير على حمايته .. وفي قدرة العسكر على حراسته . . ظل لسنوات واهماً أو غافلاً .. ضاحكاً و مستبشراً.
حاصر الجيش الابيض جيش الملك الأسود .. لم ينفع الملك جواده الأدهم .. تخلى عنه وزيره الأكمل .. تراجع الملك ثم تقدم .. ثم إنحرف .. لم يستطع الهروب من الحصار الأبيض .. خطوة للأمام يقتله الفيل . . وخطوة للخلف يقتلعه الحصان .. وخطوة للجنب يدمره رجال القلعة .. ذهل الملك .. سقط الملك .. مات الملك .. وإنتهت اللعبة .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|